وطن – بعد مرور 25 عاماً على قضية ضحايا الإيدز في ليبيا، التي تورطت فيها خمس ممرضات بلغاريات، وطبيب فلسطيني كانوا يعملون في مستشفى الفاتح للأطفال في مدينة بنغازي.
عادت هذه القضية إلى الواجهة من خلال معلومات أماط اللثام عنها “محمد أبو القاسم الزوي” آخر أمين لمؤتمر الشعب العام الليبي بعد أن ظلت لسنوات طويلة طي الكتمان.
قضية ضحايا الإيدز في ليبيا
وكانت قضية أطفال الإيدز قد شغلت الرأي العام الليبي والأوروبي منذ نهاية عام 1998 عندما أوقف 23 من العاملين الأجانب والليبيين في الحقل الطبي للاستجواب، تم إطلق سراحهم.
وكانت المحكمة العليا في ليبيا أيدت في يونيو 2007 حكم الإعدام الصادر بحق الممرضات البلغاريات الخمس إلى جانب طبيب فلسطيني أدينوا بإصابة أطفال بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).
وكان العاملون الصحيون قد ألقي القبض عليهم في عام 1999 واتهموا بحقن 438 طفلاً بدم ملوث بفيروس نقص المناعة البشرية في مستشفى في بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية.
وقد أنكروا هذه الاتهامات وخلص علماء أجانب إلى أن الوباء ربما كان نتيجة لسوء النظافة.
صور حميمة مقابل الصمت!
وكشف “الزوي” عبر شهادة له ضمن الحلقة الخامسة من برنامج “الذاكرة السياسية” على قناة العربية أن الطبيب الفلسطيني “اشرف الحجوج” الذي كان متهما في القضية أقر خلال التحقيقات أن ممرضة بلغارية جندته، بعدما هددته بنشر صورها الحميمية معه، في حال لم يصمت عن عمليات حقن 400 طفل ليبي بمادة ملوثة بفيروس فقدان المناعة ( (الإيدز)-حسب روايته-.
كما أكد أن الممرضات البلغاريات قمن بذلك، بطلب من جهة خارجية، زودتهن بالمادة الملوثة.
أما عن الهدف وراء تلك الجريمة، فأوضح أنه كان المقصود إثارة الليبيين ضد النظام في العام 2004.
“الممرضات البلغاريات مذنبات”
ولدى سؤاله إن كانت الممرضات البلغاريات مذنبات أم مظلومات أجاب الزوي دون تردد إنهن متهمات ومذنبات بكل تأكيد.
وحول تسليمهن رغم ذلك أجاب المسئول الليبي السابق أن هناك مصالح للأمم ووساطات. وهذا ما جعل الأمور تسير باتجاه الإفراج عن الممرضات المذنبات مع الطبيب الفلسطيني .
يذكر أن قضية الإيدز الشهيرة استمرت 9 سنوات من 1998 إلى 2007 عندما وصلت مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر وسيسيليا ساركوزي الزوجة السابقة للرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي إلى ليبيا للتفاوض بشأن إطلاق سراح الممرضات.
وأشارت ليبيا إلى أنها قد تفرج عن الممرضات إذا دفعت بلغاريا ما يسمى بـ “الدية” البالغة نحو 10 ملايين يورو (13.48 مليون دولار) لكل أسرة.
ورفضت بلغاريا دفع تعويضات قائلة إن ذلك سيكون بمثابة اعتراف بالذنب.
وأنشأت صندوق تضامن مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يهدف إلى تقديم المساعدات الطبية والدعم المالي للأطفال.
وفي تموز 2007 نقل المحكومون الستة إلى بلغاريا ووضعوا تحت الحجز. لكن أعفي عنهم لاحقًا، بعد أن كان القضاء الليبي أصدر بحقهم أحكاما بالإعدام.
وعقب الإفراج عنهم عقدت شراكة في عدة مجالات بين طرابلس وباريس. حيث وقع ساركوزي أثناء زيارة له إلى ليبيا على مشروع شراكة في مجال الطاقة النووية.
ثم قامت الطائرات الفرنسيه بقصف القذافى و قواته حتى تم القضاء عليه فيما بعد و هذا جزاء من يعقد تحالفا مع الشيطان.