وطن- تصاعدت حدّة الجدل والانتقادات في مصر بعد أكثر من أسبوع على انتشار مقطع فيديو لسيدة ثلاثينية ترقص بطريقة مثيرة داخل إحدى حفلات الزفاف داخل إحدى قاعات الزفاف الخاصة، لتُعرف لاحقاً بـ”سيدة الفستان الأزرق”.
وأصل التسمية يعود لمشاهد تمّ تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت السيدة وهي ترتدي فستانًا أزرق غير تقليدي، وتقوم برقصة مبتكرة ومثيرة على أنغام الموسيقى في حفل الزفاف.
وقد أثارت مظاهر الرقص واستعراض الحركات الجريئة جدلاً واسعًا بين الناس، مع اعتبارها مخالفة للتقاليد والعادات الاجتماعية المتبعة في المناسبات الاجتماعية في مصر. في حين رآها آخرون، بالمقام الأول، انتهاكاً صارخاً لـ”الخصوصية”. ليبقى السؤال قائماً: “هل يحمي القانون المصري خصوصية الأفراد حقاً؟”
أول تعليق من سيدة الفستان الأزرق
قالت ياسمين صاحبة واقعة الفستان الأزرق إنّها لا تستحق الهجوم أو التعرض للتنمر بسبب انتشار مقطع فيديو لها وهي ترقص في أحد الأفرح، مضيفة: «سايبين ناس بيعملوا فيديوهات خليعة وبيحاسبوني»، لتردّ عليها الإعلامية بسمة وهبة: «للأسف، هذا الأمر تحول إلى بيزنس».
وأضافت ياسمين خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسمة وهبة، مقدمة برنامج «90 دقيقة»، على قناة «المحور»: «بالنسبة للفرح، فإن والدة العروس ووالدتي أقارب، والبحث جارٍ عن الشخص الذي صورني ونشر الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي، والمحامي قدم بلاغًا».
وواصلت سيدة الفستان الأزرق: «المحامي قدم بلاغاً لمكتب النائب العام، وإن شاء الله حقي يرجع، وبجد أنا مش مسامحة حد اتكلم عني بالشكل ده».
وتفاعلت معها الإعلامية بسمة وهبة قائلة: «إوعي تخجلي من نفسك، واوعي تمشي ورا السوشيال ميديا، واوعي تكتئبي، أنا سألت عليكِ في المنطقة وعرفت أصلك وفصلك، أنتِ بنت حلال وبنت كويسة».
السوشيل ميديا ضايجة على سيدة الفستان الأزرق انسانة عفوية جداً حبت تشارك صحبتها الفرحة بالرقص من سمح لهم يتجرؤ عليها وينتقدوها ويسو برامج تلفزيونية يهاجموها ويسبوها ويذموها انسانة حُرة بتصرفاتها وما أعتقد إنها أساءت لنفسها أو لأي حد أنتم ليه بتزعلو لما تشوفو حد بيفرح ويكون مبسوط pic.twitter.com/foo13JpMyd
— مُثيرة (@________i7n) June 21, 2023
هل تصوير سيدة الفستان الأزرق أمر قانوني؟
يُحدّد القانون المصري بكل وضوح، عقوبات رادعة لمن يقوم بنشر فيديوهات غير دون موافقة.
إذ تنصّ المادة 309 مكرر (أ) من قانون العقوبات المصري رقم 58 لسنة 1937، أنه يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة كل من اعتدى على حرمة الحياة الخاصة للمواطن. وذلك بأن ارتكب أحد الأفعال الآتية في غير الأحوال المصرح بها قانوناً أو بغير رضا المجني عليه:
أ- استرق السمع أو سجل أو نقل عن طريق جهاز من الأجهزة أياً كان نوعه محادثات جرت في مكان خاص أو عن طريق التليفون.
ب- التقط أو نقل بجهاز من الأجهزة أياً كان نوعه صورة شخص في مكان خاص.
ونصت المادة 25 من القانون رقم 175 لسنة 2018 في علاقة بـ”مكافحة جرائم تقنية المعلومات” على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه ولا تجاوز مائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من اعتدى على أي من المبادئ أو القيم الأسرية في المجتمع المصري أو انتهك حرمة الحياة الخاصة أو منح بيانات شخصية إلى نظام أو موقع إلكتروني دون موافقته أو نشر عن طريق الشبكة المعلوماتية أو بإحدى وسائل تقنية المعلومات معلومات أو أخبارًا أو صورًا وما في حكمها، تنتهك خصوصية أي شخص دون رضاه سواء كانت المعلومات المنشورة صحيحة أو غير صحيحة.
يظهر جلياً إذاً، أن الدستور المصري قد وضع بالفعل متاريس قانونية لحماية خصوصية الأفراد، وهو بالفعل ما تُراهن عليه “سيدة الفستان الأزرق” التي قرّرت التوجه للقضاء بهدف حماية حقوقها في حماية خصوصيتها التي أكد جزء كبير من الشعب المصري أن “مُصور الفيديو” انتهكها بشكل صارخ.
سيدة الفستان الأزرق تتوجه للقضاء
كشفت “السيدة العشرينية المصرية”، التي أصبحت معروفة على نطاق واسع باسم “سيدة الفستان الأزرق” بأن مقطع الفيديو، تسبب لها في مشاكل كبيرة وأنها أم لطفل يبلغ من العمر 5 سنوات.
https://youtu.be/OPd6lmR-eKQ
وأوضحت أنها كانت في حفل زفاف صديقتها الذي يُعتبر مناسبة خاصة، ولم تكن تدرك أن هناك شخصاً يقوم بتصويرها.
وعلى ضوء المعطيات التي أدلت بها، الأسبوع الجاري، أفادت سيدة الفستان الأزرق بأنها قدّمت شكوى رسمية ضد الشخص الذي قام بتصوير ونشر الفيديو لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة ضده.
