الرئيسية » تقارير » هذا الرئيس كان “وقحا جدا” مع ملك المغرب.. كواليس مكالمة ساخنة أربكت القصر

هذا الرئيس كان “وقحا جدا” مع ملك المغرب.. كواليس مكالمة ساخنة أربكت القصر

وطن- كشف الطاهر بن جلون، أشهر الكتاب المغاربة، هذا الأسبوع، عن كواليس مكالمة ساخنة جمعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مع العاهل المغربي محمد السادس بعد أيام من تعرض ماكرون للتجسس هو وحكومته من قبل المملكة باستخدام برنامج بيغاسوس الذي تصنعه شركة التكنولوجيا الإسرائيلية NSO.

ماكرون غاضب من محمد السادس

وأجرى بن جلون (78 عاماً)، مقابلة هذا الأسبوع مع فضائية I24 News الإسرائيلية، كشف خلالها تفاصيل محادثة جرت في صيف 2021، بين ماكرون ومحمد السادس، “بمناسبة التنصت على ماكرون عبر برنامج بيغاسوس”.

وأشار إلى أن ماكرون خلال تلك المكالمة “اشتكى” من محمد السادس، وقال بن جلون إن الرئيس الفرنسي كان “وقحًا جدًا” في حديثه مع محمد السادس. ونقل عنه قوله: “أنا لا أحترم ملك المغرب”.

وتابع الروائي المغربي المُقيم في باريس والحامل للجنسية الفرنسية: “قال له الملك: أعطيتك كلمتي الشرفية، إنها ليست المخابرات المغربية”، في إشارة لإنكار محمد السادس أي ضلوع لبلاده في فضيحة التجسس المغربي على مسؤولين فرنسيين وأولهم ماكرون.

وفي سياق المكالمة أيضاً، واصل العاهل المغربي تبرير موقفه مخاطباً ماكرون بقوله: “هذا ليس أسلوبي”.

وبحسب الطاهر بن جلون، الذي يُحافظ على علاقات وثيقة مع حاشية الملك محمد السادس، والمشهور بدفاعه الدائم عن سياسات العاهل المغربي، إن الرئيس “ردّ عليه بقسوة شديدة”.

وأضاف قائلاً: “لا أستطيع أن أقول ذلك هنا”، في إشارة إلى الكلمات التي قالها ماكرون للملك محمد السادس.

وأردف الكاتب المغربي، أن “الملك لم يعجبه” رد فعل إيمانويل ماكرون. قائلاً إن محمد السادس “أعطاه كلمته الشرفية (لكنه: أي ماكرون) لم يصدّقه”.

واستدعى بن جلون في مقابلته مع القناة الإسرائيلية “قطع العلاقات” بين فرنسا والمغرب، وأكد أن تلك الخطوة كانت بمنزلة “الخطأ الإستراتيجي” الذي قامت به فرنسا في مقابل تقارب ماكرون مع الجزائر.

ليست مكالمة واحدة

لم تكن هناك محادثة هاتفية واحدة فقط، ولكنها عديدة تلك التي جمعت بين ماكرون والملك محمد السادس بعد انكشاف فضيحة بيغاسوس.

وفي بداية تلك المكالمات، طلب ماكرون من الملك محمد السادس جمع معلومات حول عمليات التجسس الهاتفي التي قامت بها أجهزة المخابرات المغربية على السلطات والمواطنين الفرنسيين.

لكن وفي مواجهة الإصرار المُتواصل من الملك محمد السادس على إنكار عملية التجسس، نفد صبر الرئيس الفرنسي، كما يقول تقرير لموقع “إل كونفدنثيال” (elconfidencial).

جدير بالذكر هنا، أنه تم الكشف عن فضيحة التجسس الجماعي لبرنامج بيغاسوس Pegasus في 18 يوليو 2021، من قبل تكتل من الصحفيين الاستقصائيين حول العالم في منظمة Forbidden Stories ومنظمة العفو الدولية.

أوضح ذلك التقرير تفاصيل دقيقة عن الطريقة التي استهدفت بها المخابرات المغربية نحو 10000 هاتف خلوي من جميع أنحاء العالم، معظمهم جزائريون.

وكان من بينهم ماكرون ورئيس وزرائه إدوارد فيليب و14 وزيراً في حكومته، وما يقرب من ألف صحفي فرنسي ومغربي في المنفى.

“الهاتف الخلوي لإيمانويل ماكرون، في مرمى النيران المغربية “هكذا عنونت صحيفة لوموند (LeMonde) الفرنسية افتتاحيتها بعد يوم من كشف التحقيق على شبكة الإنترنت، وهي الصحيفة الرائدة في فرنسا ولدى عموم الناطقين بالفرنسية حول العالم.

وعلى غرار الصحفيين المغاربة وآلاف الجزائريين ومسؤولين من فرنسا، على رأسهم ماكرون، استهدفت المغرب أيضًا قرابة 200 هاتف خلوي إسباني، وفقًا لصحيفة الغارديان (The Guardian) البريطانية.

رغم الفضيحة.. محمد السادس يقضي إجازاته في باريس

رغم الأزمة السياسية التي أحدثها برنامج التجسس بيغاسوس وتلك المحادثات الهاتفية بينه وبين ماكرون، لم يمنع العاهل المغربي محمد السادس نفسه من قضاء ما يقرب من أربعة أشهر في إجازة فارهة داخل مدن فرنسا، العام الذي تلا كشف فضيحة بيغاسوس، عام 2022.

هناك في فرنسا خلال تلك الإجازة، اقتسم محمد السادس إجازته الفارهة بين القصر الذي استحوذ عليه في عام 2020 قُبالة برج إيفل، وبين قلعته الممتدة في مدينة “بيتز” شمال شرق باريس.

لكن اللافت أنه على وعكس المناسبات السابقة، لم يدعُه الرئيس ماكرون في تلك الإجازة، للقيام بزيارة غير رسمية له في الإليزيه، حسب موقع “إل كونفدنثيال”.

ويُؤكد أنه لم يتصل به حتى للاستفسار عن صحته عندما أعلن القصر الملكي، في 16 يونيو 2022، إصابته بكورونا، وهو عن توتر العلاقة بين زعيمي البلدين.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.