الرئيسية » الهدهد » مصادر: الجزائر ضحت برأس راشد الغنوشي لاسترضاء محمد بن سلمان

مصادر: الجزائر ضحت برأس راشد الغنوشي لاسترضاء محمد بن سلمان

وطن– قال موقع “مغرب إنتليجنس” الاستخباري، إنّ الجزائر تخلّت عن زعيم حركة النهضة التونسية، الشيخ راشد الغنوشي، والتزمت “صمت الخرفان” أمام اعتقال “الغنوشي”، على الرغم من حرصها على اتباع أيّ تطورات في ميزان القوى داخل الطبقة السياسية التونسية.

وقالت مصادر جزائرية مطّلعة لموقع “مغرب إنتليجنس“: إن “السهولة التي صاحبت القبض على الغنوشي من قبل وحدة أمنية صغيرة في أثناء وقت الإفطار في منزله، يعني أنّ النظام الجزائري، اللاعب الرئيسي في الأزمة التونسية، رفع بشكل غير رسمي الحماية التي كان يوفرها له منذ 2021”.

وأكدت المصادر ذاتها أنّ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والمؤسسة العسكرية فضّلا التضحية براشد الغنوشي “تسوّلاً” للتقرب من السعودية، التي تعرف علاقاتها توتراً لم يعد خافياً في الأروقة الدبلوماسية.

خطوط الجزائر الحمراء فيما يتعلق باعتقال راشد الغنوشي

وبحسب المصادر، لم تعد سرّاً “الصفقة”، التي تربط الرئيس التونسي قيس سعيد بالجزائر، والتي تقتضي أن يقدّم تبون والقادة الجزائريون له دعماً ثابتاً وحماية مطلقة، طالما أنّه يحترم تعليمات معينة مرتبطة ببعض الخطوط الحمراء التي رسمها جيرانها الغربيون.

ووفقاً للمصادر، يعتبر ضمان السلامة الجسدية والمعنوية لزعيم حركة النهضة أحد تلك الخطوط، والذي يندرج ضمن جزء من إستراتيجية إقليمية تهدف إلى تدجين جماعة الإخوان المسلمين في تونس، لمنعهم من الترويج لأفكارهم المعادية للقوة الأمنية والعسكرية في الجزائر.

ووفقاً للموقع، فإنه قبل فترة طويلة من وصول قيس سعيد إلى السلطة في تونس، حافظ راشد الغنوشي على علاقات جيدة مع النظام الجزائري، الذي دعم مرارًا الحكومات التونسية المتعاقبة التي تضمّ أعضاءً بارزين في حركة النهضة، وأنه مقابل هذا الدعم، حرص الإسلاميون التونسيون على ألا تصبح بلادهم مرتعًا لانتشار أفكار الإسلام الراديكالي المعادي لعسكر الجزائر.

فسخ صفقة بين الجزائر وتونس تتعلق براشد الغنوشي

وقال الموقع إنه منذ انقلاب قيس سعيد على الدستور، في 25 يوليو 2021، أبرم النظام الجزائري صفقة مع الرئيس التونسي قيس سعيد تقتضي توفير بعض الحماية لراشد الغنوشي بهدف ضمان توازن معيّن للقوى، يكون مفيداً لمصالح الجزائر في تونس، إلا أنه يبدو أن هذه الصفقة قد تمّ فسخها.

وأكدت المصادر التي تحدثت لـ”مغرب إنتليجنس”، أنّ هذا حدث بسبب ميول الجزائر إلى المصالحة بسرعة مع السعودية، التي أدى تطبيعها مع إيران إلى خلط أوراق كلّ المعطيات الجيو-ستراتيجية في المنطقة.

وأشار الموقع إلى أنّه في ظلّ هذا النظام الإقليمي الجديد الذي ترسمه الرياض مع “شريكها” الإيراني الجديد، تشعر الجزائر بأنها مهدّدة بشكل كبير، خاصة وأنّ الرياض تبذل قصارى جهدها لإثبات أنّ النظام الجزائري لا مكانَ له في دائرة حلفائه الجديدة، حيث بدا ذلك واضحاً من خلال عدم دعوة السعودية للجزائر لحضور الاجتماع التشاوري حول عودة سوريا إلى حظيرة جامعة الدول العربية، علماً بأنّ الجزائر التي ترأس، حالياً، هذه المنظمة الإقليمية.

إستراتيجية الجزائر لاستمالة السعودية

وفي المقابل، وجد النظام الجزائري نفسه مضطرّاً لتبنّي إستراتيجية جديدة لاستمالة السعودية والتقدم بخطوة نحو إعادة إطلاق التعاون معها، من خلال استخدام تونس، الورقة الوحيدة التي يتوفر عليها في منطقة الجوار.

ولفت الموقع إلى أنّ ذلك تمّ عبر التضحية بجماعة “الإخوان المسلمين التونسيين”، الذين تحاربهم السعودية، باعتبارهم عدوّها اللدود، في الوقت الذي يحظون فيه بدعم قطر وتركيا، اللتين تدور في فلكهما الجزائر.

الجزائر تقدّم رأس راشد الغنوشي هديةً للسعودية

وزعم الموقع أنّ رأس راشد الغنوشي أصبح “هدية” على طبق من ذهب من النظام الجزائري إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

ودعا الموقع إلى انتظار مدى تفاعل محمد بن سلمان مع هذه اليد الجزائرية “المتسولة”، في الوقت الذي تعمل فيه الرياض على إغلاق الملف السوري نهائيًا، وهو الاختبار الأخير للخلاف الرئيسي مع طهران، لتأسيس نظام جديد الذي سيُدير الشؤون المعقدة في العالمين العربي والإسلامي.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.