الرئيسية » الهدهد » صدمة في تونس بعد وفاة لاعب كرة قدم أضرم النار في جسده واحتجاجات تعصف بمدينته.. ما القصة؟

صدمة في تونس بعد وفاة لاعب كرة قدم أضرم النار في جسده واحتجاجات تعصف بمدينته.. ما القصة؟

وطن- أضرم لاعب كرة القدم التونسي “نزار العيساوي” النار في جسده، قبل أيام أمام أحد مقرات الأمن في ولاية القيروان (وسط البلاد)، لتُوافيه المنية مساء أمس، الخميس، متأثرا بحروقه البليغة.

وقد خلَّفت وفاته حالة كبيرة من الاحتقان والغضب في عدد من مناطق الولاية، خاصة وأن إقدام اللاعب على إحراق نفسه جاء بعد “اتهامه بالإرهاب”.

نزار العيساوي يحرق نفسه

نُقل العيساوي (37 عاما) إلى وحدة الأغالبة للاختصاصات الجراحية التابعة للمستشفى الجامعي بن الجزّار بالقيروان، ثمّ إلى مركز الحروق البليغة ببن عروس على متن سيارة إسعاف، قبل أن يفارق الحياة.

وتُوفي متأثرا بجروحه بعد 3 أيام على إضرام النار في جسده، أمام مركز الشرطة في مدينة حفوز، بولاية القيروان.

ووثق اللاعب التونسي لحظة إضرامه النار في جسده أمام مركز شرطة وسط المدينة للاحتجاج على “اتهامه بالإرهاب” بعد أن قدم شكوى لعناصر الشرطة عقب “خلاف مع بائع خضروات حول سعر الموز” وفق ما صرح به.

وكان العيساوي محاطاً بعدد كبير من الناس منهم على ما يبدو أفراد من عائلته، وقد حاولوا إقناعه بالهدوء، لكنه أصرّ على إضرام النار في جسده، وسط حالة من الصراخ والهلع في صفوف الناس.

وقال الفقيد في مقطع الفيديو “إنه أراد لفت نظر الشرطة لأن البائع يخالف القانون ويبيع الموز بـ10 دنانير (3.3 دولار) للكيلوغرام فكان جزائي أن اتهموني بالإرهاب وورطوني في قضية لا دخل لي فيها”.

ويشار أن السلطات التونسية كانت قد أصدرت قرارا قبل شهر رمضان بألا يتعدّى سعر بيع الموز الخمسة دنانير (1.6 دولار) في محاولة للحد من ظاهرة الاحتكار في الأسواق وشهد الاقبال على هذه الفاكهة تهافتا كبيرا.

من جانبه، أوضح المدير الجهوي للصحة بالقيراون معمر الحاجي في تصريحات نشرها موقع إذاعة “موزاييك” أن العيساوي قد فارق الحياة بمستشفى الحروق البليغة ببنعروس إثر إصابته بحروق من الدرجة الثالثة بعد أن سكب البنزين على جسده.

ويذكر أن العيساوي كان قد انتمى في آخر تجاربه الكروية للنادي اللجمي الذي ينافس في دوري الهواة، وهو مهاجم سابق لعديد الفرق التونسية، مثل الاتحاد المنستيري وقرمبالية الرياضية وجريدة توزر.

وفاة اللاعب التونسيّ نزار العيساوي بعد أن أضرم النار بنفسه احتجاجا على "دولة البوليس"
وفاة اللاعب التونسيّ نزار العيساوي بعد أن أضرم النار بنفسه احتجاجا على “دولة البوليس”

غضب في تونس بعد وفاة نزار العيساوي

أثارت حادثة إضرام النار في جسده، تضامنا واسعا مع اللاعب نزار العيساوي خاصة أنه ضحية لـ “الظلم” على حد وصفه من قبل قوات الشرطة.

وهي حادثة تعيد للأذهان، ماقام به محمد البوعزيزي خلال شتاء 2010، عندما أضرم النار في جسده بسبب ظلم عدد من رجال الشرطة لتنطلق بعد ذلك موجة غضب واحتجاجات عارمة أدت لسقوط النظام الذي يحكم تونس منذ الإستقلال عام 1956.

ومساء أمس، الخميس، اندلعت مواجهات بين محتجين وقوات الأمن في مدينة القيروان، حيث رشق المتظاهرون الشرطة بالحجارة، فيما ردت قوات الأمن بقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

وردّد المتظاهرون “بالروح بالدم نفذيك يا نزار”، حسب ما أظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

كما خرج عشرات الشبان في شوارع مدينة حفوز التي ينحدر منها اللاعب احتجاجا على الحادثة ما أدى إلى نشوب مواجهات مع الشرطة التي استعملت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين الذين رشقوا عناصر الأمن بالحجارة، بحسب ما نقلت مواقع محلية.

وتداول نشطاء على فيسبوك مقاطع فيديو وصورا تظهر حالة التوتر والاحتقان في المدينة وسط تنديد بالحادثة، داعين إلى فتح تحقيق بشأنها.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.