الرئيسية » تقارير » خالد بن محمد بن زايد وليا للعهد.. “شيطان العرب” أحكم قبضته على الإمارات وهمش ابن راشد

خالد بن محمد بن زايد وليا للعهد.. “شيطان العرب” أحكم قبضته على الإمارات وهمش ابن راشد

وطن- بعد مرور أشهر على بقاء المنصب شاغراً، عيّن رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، نجله خالد، ولياً للعهد في إمارة أبو ظبي، كما قرر إعادة تشكيل المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي، وتكليف خالد رئيساً له.

منصور بن زايد نائباً لرئيس الدولة

وذكرت “وكالة أنباء الإمارات“، أنّ رئيس الدولة، بصفته حاكماً لإمارة أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أصدر قراراً بتعيين الشيخ خالد بن محمد بن زايد ولياً للعهد في الإمارة.

وأضافت الوكالة أنّ رئيس الدولة، بصفته حاكماً لإمارة أبو ظبي، عيّن الشيخ هزاع بن زايد والشيخ طحنون بن زايد، نائبين لحاكم إمارة أبو ظبي.

كما أصدر الرئيس الإماراتي قرارات بشأن ثلاثة من أشقائه، إذ عيّن شقيقه منصور بن زايد نائباً لرئيس الدولة، ليكونَ في هذا المنصب إلى جانب حاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، في خطوة غير مسبوقة.

حيث إنه وبالاستناد إلى اتفاق تأسيس اتحاد الإمارات، والذي يقوم على تقاسم السلطة بين أبو ظبي ودبي، تشغل عائلة آل نهيان منصب رئيس الدولة، فيما تشغل عائلة آل مكتوم -حصراً- منصبَ نائب رئيس الدولة ورئاسة مجلس الوزراء.

جدير بالذكر هنا، أنّ منصور بن زايد من أكثر الشخصيات تأثيراً في الإمارات، حيث يشغل عدة مناصب حكومية واقتصادية رفيعة، منها نائب رئيس الوزراء وزير ديوان الرئاسة عضو مجلس إدارة جهاز أبو ظبي للاستثمار.

خالد بن محمد بن زايد وليا للعهد
خالد بن محمد بن زايد وليا للعهد

محمد بن راشد آل مكتوم يُبارك التعيينات

على الرغم من أنّ قرار محمد بن زايد، بحسب مراقبين، سابقة في منافسة سلطات محمد بن راشد آل مكتوم، وأحد الطرق للحدّ من صلاحياته ومكانته عبر مزاحمته من خلال شقيقه في منصب نائب رئيس الدولة، فإنّ حاكم دبي بارك التعيينات.

وقال عبر حسابه الرسمي على تويتر: “أبارك لأخي الشيخ هزاع والشيخ طحنون والشيخ منصور والشيخ خالد بن محمد ثقة رئيس الدولة .. بكم وبإخوانكم القادة من الجيل الجديد تستمر المسيرة .. وتعلو الراية .. ويترسخ المجد .. حفظ الله الإمارات وشعبها وأدام عزها وازدهارها”.

ينصّ الدستور الإماراتي، على تداول رئاسة الدولة بين حكام الإمارات السبع كلّ 6 سنوات، لكنه وحسب مجريات الواقع، لم يُعمل به ولو لمرة واحدة، حيث بقيت السلطة في يد آل نهيان من الإعلان عن تأسيس الدولة.

حيث أصبح حاكم أبو ظبي هو رئيس الدولة من باب الأمر الواقع، في ظلّ عجز بقية الإمارات الستة عن مواجهته اقتصادياً أو عسكرياً.

كما أنه -بحسب الدستور أيضاً- يتولى حاكم دبي منصب نائب رئيس الدولة ورئاسة مجلس الوزراء، بما يعني أنه كان من المفترض أن يصبح هو الأكثر نفوذاً وصلاحيات أيام حكم الشيخ الراحل خليفة بن زايد، في ظل حالته الصحية المتدهورة وقتها، لكن ذلك لم يحدث أيضاً، إذ لا يملك محمد بن راشد سلطة مستقلة بعد أن همّشه محمد بن زايد.

رئيس الدولة يصدر مرسوماً بتعيين خالد بن محمد بن زايد ولياً للعهد في إمارة أبوظبي
رئيس الدولة يصدر مرسوماً بتعيين خالد بن محمد بن زايد ولياً للعهد في إمارة أبوظبي

من خالد بن محمد بن زايد؟

مؤخراً، كان اسم خالد بن محمد بن زايد، مطروحاً إلى جانب منصور بن زايد كمرشحين قويين لمنصب ولي عهد أبو ظبي.

تخرّج خالد بن محمد بن زايد من أكاديمية “ساندهيرست” العسكرية الملكية في بريطانيا، وخدم بجهاز أمن الدولة. كما عُين رئيساً لجهاز أمن الدولة بدرجة وزير في 2016.

لاحقاً، شغل عدة مناصب، منها نائب لمستشار الأمن الوطني بدرجة وزير، وعضو بالمجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي.

كما وقَع تعيينُه رئيساً لمكتب أبو ظبي التنفيذي، كما يشغل عدة مناصب اقتصادية في الدولة، وفي مجالس تنفيذية لشركات تابعة للدولة.

نجاحات محمد بن راشد تؤرّق محمد بن زايد

وأثار النجاح الكبير الذي حققته دبي على الصعيد الاقتصادي حفيظةَ أبو ظبي بصورة واضحة، رغم الفارق الكبير بينهما من حيث الإمكانات.

فأبو ظبي بلغ ناتجها المحلي الإجمالي عام 2018 نحو 254 مليار دولار، بمعدل نمو بلغ 14.4% مقارنة بعام 2017، بينما بلغ الناتج المحلي الإجمالي لدبي عام 2018 نحو 107 مليارات دولار، بمعدل نمو 1.94% مقارنة بعام 2017.

مع هذا الفارق الكبير، سعت أبو ظبي -تحت حكم محمد بن زايد- إلى مزاحمة دبي في مواطن متعددة.

ومنذ تأسيس دولة الإمارات، ظلّت سياستها الخارجية تتبنى اتجاه الحياد وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وتلك كانت سياسة أغلب دول الخليج، خاصة في فترة حكم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

لكن بعد استلام محمد بن زايد صلاحيات الحكم بصورة كاملة عام 2013، تبدلت السياسة الخارجية للإمارات 180 درجة. لكن دبي تابعت تمسّكها بمبدأ “الحياد” في علاقاتها الخارجية، محاولةً الحفاظ على استقلاليتها.

هل انقلب محمد بن زايد على محمد بن راشد؟

يعود الصراع بين “آل نهيان” و”آل مكتوم” لعقود طويلة على حكم الإمارات، رغم حرص كلٍّ من محمد بن زايد، ومحمد بن راشد على تبادل التصريحات الأخوية التي تعبر عن “دفء العلاقة”.

لكن تاريخ العائلتين، ينبئ عن حالة مستمرة من التنافس ومحاولات الاستحواذ التي لا تتوقف، منذ انسحاب آل بو فلاسا -الذين ينتمي إليهم آل مكتوم- من أبو ظبي إلى دبي عام 1833م، ابتعاداً بأنفسهم عن أبناء عمومتهم آل بو فلاح الذين ينتمي إليهم آل نهيان حكام أبو ظبي.

حيث إنه رغم انتماء القبيلتين إلى حلف بني ياس، فإن الصراعات بينهما وصلت في بعض الأحيان إلى مستوى الحرب، كما حدث في أربعينيات القرن الماضي، ما اضطر دبي للجوء إلى الحماية البريطانية.

لاحقاً بعد الاندماج وتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، اتخذ حكام دبي لأنفسهم مساراً مستقلاً وسعوا إلى تحويل الإمارة إلى مركز اقتصادي عالمي رغبة في تعويض قلة مدخولاتهم النفطية، مقارنة بأبو ظبي التي تملك مخزوناً يقدّر بـ 105 مليارات برميل، يجعلها سادس أكبر احتياطي عالمي.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.