“الأمر ليس لعبة”.. هذا ما يحدث لجسم الإنسان عندما يصيبه البرق

وطن- تمكّن باحثون في جامعة “ساو جوزيه دوس كامبوس” بالبرازيل، من التقاط تأثيرات البرق على الإنسان من مسافة نحو (150 ياردة) باستخدام جهاز يسجّل 40 ألف صورة في الثانية.

البرق وتأثيرات خطيرة على البشر

ويصيب البرق قرابةَ 240 ألف شخص عبر العالم، سنوياً، أغلبهم يعانون من مضاعفات عدة، أبرزها النوبات القلبية، أو صعوبات مزمنة في التنفس.

ووفق تقديرات بحث أجري العام الماضي، يعاني نحو 74% من الناجين من إعاقة طويلة الأمد، مثل: ضعف العضلات، أو صعوبة التفكير، أو فقدان الحواس.

ووفق تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز nytimes“، ينتقل التيار في أثناء ضربات البرق المباشرة عبر القلب والأوعية الدموية أو الجهاز العصبي أو كليهما معاً، وفي غمرة ذلك، قد يؤدي التيار إلى حدوث التهاب وتلف للشعيرات الدموية وحرق لأعصاب الإنسان.

وأشار التقرير الذي كتبه “نيكولاس باكالار”، إلى اخترع بنجامين فرانكلين لقضبان الصواعق في القرن الثامن عشر، وكانت هذه الأجهزة تحمي المباني والأشخاص من قوى البرق المدمرة منذ ذلك الحين. لكنّ تفاصيل كيفية عمل قضبان الصواعق لا تزال موضوع البحث العلمي.

وعلى الرغم من أنّ أنظمة الحماية من الصواعق الحديثة تتضمن معدات إضافية تجعلها أكثر كفاءة، فإنّ قضيب الصواعق نفسه بسيط للغاية: قضيب نحاسي أو ألومنيوم يوضع فوق أعلى نقطة في المبنى، مع أسلاك متصلة بالأرض.

عندما يضرب البرق مبنى، فمن الأفضل أن يمرّ عبر القضيب -المسار الأقل مقاومة- ثم يمر عبر الأسلاك إلى الأرض، مما يحمي المبنى ومحتوياته من التيارات والفولتية العالية للغاية الناتجة عن البرق.

توثيق ضربة البرق

ولفت التقرير إلى أنّ باحثين برازيليين قاموا مؤخرًا بتصوير هذا الحدث بكاميرات فيديو عالية السرعة بدقة عالية جدًا. استولوا على الحركة الكهربائية في مدينة “ساو خوسيه دوس كامبوس” شمال شرق ساو باولو.

وكان العلماء في المكان المناسب، وفي الوقت المناسب، ومعهم المعدات المناسبة لالتقاط 31 من هذه التفريغات التصاعدية فور حدوثها.

وكان موقعهم على بُعد نحو 150 ياردة من ضربات البرق، وكان بحوزتهم كاميراتهم المتطورة التي تسجّل 40 ألف صورة في الثانية، حيث تمكنوا من التقاط صور واضحة وفيديو بطيء الحركة لما يحدث في تلك اللحظة قبل تلقي القضيب الشحنة من صاعقة البرق.

ونُشرت دراسة العلماء وصورهم في رسائل البحوث الجيوفيزيائية في ديسمبر.

التقرير أشار إلى أنّ قضبان الصواعق لم تكن هي التي تنتج هذه التصريفات فحسب؛ بل كانت تنتج أيضًا زوايا مختلفة من المباني والأماكن المرتفعة الأخرى. كما قالت مارسيلو إم. سابا، وهي باحثة أولى في المعهد الوطني لأبحاث الفضاء في البرازيل ومؤلفة الدراسة.

وغالباً ما تؤدي ضربات البرق إلى شلل مؤقت في الأطراف السفلية يستغرق بضع ساعات حتى يختفي.

تلف الدماغ

وقال “كريستوفر جريجس”، طبيب طوارئ في مقالة نشرت على موقع “Atrium Health“، إنّ إصابات البرق يمكن أن تتراوح بين حرق خفيف في جسمك إلى تلف دماغك إلى الموت. ويعتمد الأمر حقًا على مدى قرب الشخص ومدى تعرضه لضربة البرق.

وأضاف أنه في حالة إصابة شخص ما بضربات البرق، يمكن أن يتسبب ذلك في السكتة القلبية، التي تمنع جسم الإنسان من دوران الدم وتسبّب إصابة مباشرة بالدماغ والجهاز العصبي، مما يمنع الدماغ من إرسال الإشارات المناسبة لإبلاغ الجسم بمواصلة التنفس.

أضرار خطيرة لضربات البرق

ويمكن أن تسبب الضربات أيضًا بنزيف في المخ أو سكتة دماغية، بالإضافة إلى إصابات الأنسجة وحروق حرارية عميقة داخل الجسم. كما يمكن للأنسجة القريبة من العظام أن تعاني من أسوأ الأضرار، لأنّ عظام الشخص هي أكثر أجزاء الجسم مقاومة للصواعق.

من المؤكد أنّ الإصابات العصبية والعضلية يمكن أن تؤثر أيضًا على الشخص طوال بقية حياته. أولئك الذين عانوا من إصابة في العضلات معرضون لخطر الإصابة “بانحلال الربيدات”، وهي حالة تبدأ فيها عضلات الشخص في الانهيار، مما يؤدي إلى غمر البروتين السام في مجرى الدم وربما التسبب في تلف الكُلى.