الرئيسية » الهدهد » بسبب “خائن”.. إيقاف تصوير فيلم “زيغدود يوسف” أيقونة ثورة التحرير الجزائرية ضد فرنسا.. ما القصة؟

بسبب “خائن”.. إيقاف تصوير فيلم “زيغدود يوسف” أيقونة ثورة التحرير الجزائرية ضد فرنسا.. ما القصة؟

وطن– في حادثة أظهرت مدى كره بعض الجزائريين لفرنسا وحبهم الشديد لوطنهم، لم يتمكن مُخرج فيلم جزائري باسم “زيغود يوسف” في ولاية سكيكدة بالشرق الجزائري، من إتمام التصوير بسبب عدم إيجاد ممثل من الولاية يقبل رفع علم فرنسا لثوانٍ، رغم أن مقابل تلك الحركة البسيطة بدأ بـ 14 دولارا ونصف، ليصل لاحقا، في ظل رفض الجميع القيام بذلك مبلغ 70 دولارا.

إيقاف فيلم “زيغدود يوسف” بسبب عدم إيجاد “خائن”

توقف تصوير الفيلم بسبب أن المخرج لم يستطع بكل الأحوال إغراء أيّ من متساكني المنطقة أو شبابها بشكل خاص، للقبول برفع العلم الفرنسي، رغم أن الحركة على بعضها لم تكن للتجاوز الثواني المعدودات.

سيكون الفيلم من النوع الروائي الطويل وهو يتحدث عن الشهيد الجزائري زيغود يوسف (1921-1956) من إخراج مؤنس خمار و إنتاج المركز الوطني للصناعة السينماتوغرافية، حيث كتب السيناريو الخاص به الكاتب أحسن تليلاني فيما يقوم الممثل علي ناموس بالدور الرئيسي فيه.

و قد جسدت المشاهد الأولى من الفيلم التي تم تصويرها، منذ أغسطس/آب 2022، بأحد الأحياء القديمة لمدينة زيغود يوسف مسقط رأس الشهيد البطل، مظاهرات للشعب الجزائري ضد المستعمر الغاشم.

من جهته كشف مخرج العمل ،مؤنس خمار، أن عملية التصوير ستستغرق بضعة أشهر لا يمكن تحديد عددها موضحا بأن “الأمر هنا يتعلق بمعاينات و فصول لا يمكن تحديدها مسبقا” و مضيفا بأن “التصوير سيتم في العديد من المناطق التي سيتم تحديدها لاحقا”، حسب مانقلت عنه وكالة الأنباء الجزائرية.

وانطلق التصوير بحضور مستشار رئيس الجمهورية السيد أحمد راشدي و ابنة الشهيد زيغود يوسف، التي شكرت بالمناسبة رئيس الجمهورية على هذه المبادرة كاشفة بأن هذا الفيلم “سيتضمن شهادات قدمتها والدتها قبل وفاتها حول زوجها الشهيد زيغود يوسف”.

تفاعل وإشادة بموقف شباب سكيكدة

تزامنت حادثة البحث عمن يؤدي دور “الخائن” بين شباب ولاية سكيكدة، مع عيد النصر في الجزائر قبل أيام في 19 مارس/آذار الجاري.

وأشاد كثيرون بموقف هؤلاء الشباب الرافض لكل ذكرى لها علاقة بالاحتلال الفرنسي، واعتبروا أن ماقاموا به دليل على مدى حبهم الكبير للجزائر.

جدير بالذكر أنه وحسب ماذكر كاتب سيناريو الفيلم ،أحسن تليلاني، فإن العمل عبارة عن “فيلم تاريخي حربي طويل يروي سيرة حياة و كفاح زيغود يوسف منذ انخراطه في الحركة الوطنية ثم انضمامه إلى المنظمة السرية.

ويتحدث الفيلم عن سجن زيغدود في عنابة وتنظيمه لعملية هروب بطولية من ذلك السجن رفقة كل من عمار بن عودة و عبد الباقي بكوش و سليمان بركات علاوة على حضوره اجتماع الـ 22 و إشرافه على انطلاق الثورة بالشمال القسنطيني مع ديدوش مراد و تنظيم هجومات 20 أغسطس 1955 إلى غاية استشهاده في 23 سبتمبر 1956.

وتابع تليلاني،”غني بالحركة و المعارك و يعطي صورة ناصعة عن أحداث الثورة التحريرية بالشرق الجزائري و يصور بطولات رفقاء الشهيد الذين من بينهم لخضر بن طوبال و علي كافي و عمار بن عودة.

إلى ذلك، فقد لاقت الطريقة التي تعامل بها سكان ولاية سكيكدة وعفويتهم تجاه رفضهم القاطع لتمثيل دور الخائن، صدى واسعا في الجزائر وحضوا بإشادة كبيرة بين الجزائريين.

ومن المنتظر أن يعلن المخرج وطاقم العمل المشرف على التصوير، عن تاريخ عرض الفيلم في القترة القادمة، وسط حالة كبيرة من الترقب لدى الجزائريين، خاصة أنه سيعرض قصة واحدا من أهم وأبرز مجاهدي ثورة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.