الرئيسية » حياتنا » مقطع فيديو لشخص يغني فوق قبر يثير حفيظة السودانيين (شاهد)

مقطع فيديو لشخص يغني فوق قبر يثير حفيظة السودانيين (شاهد)

وطن- تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يُظهر شخصاً وهو يغني ويقرع بالدف داخل إحدى المقابر في السودان، مما أثار حفيظة كثيرين، منددين بالفعل وواصفينه بـ”الفضيحة”، ومعتبرين أنّ ما حدث انتهاك سافر لحرمة الموتى، وتعدٍ على قدسية المقابر.

ويظهر الفيديو الذي حصل على آلاف المشاهدات شخصاً يغني بالرق، فوق مرقد الحاج محمد أحمد سرور في إريتريا، أحد عمالقة الفن والإبداع بالسودان فيما يقوم شخص آخر بتصويره.

وظهر هذا الشخص مرتدياً الزي التقليدي، واقفاً على قبر سرور، وهو ينقر على آلة الرق التي اشتهر بها الراحل نفسه، ويردد بصوت رخيم أحد مقاطع أغنياته، ذائعة الصيت من كلمات الشاعر صالح عبد السيد “أبو صلاح”: “الفروع تتمايل ميلة الفرحان/ والزهور بتصفق ويرقص الريحان/ يا نسيم ما بالك تتنى قامة البان/ إنت رايق تلعب والعشوق تعبان/اكتشف ما دائي وما الدواء الصعبان/ هل دا جرح بالغ أم دا سم ثعبان/ قال لي لازم جرحك مدة الأزمان/ لا روايحي تطبك لا ولا لقمان”.

الأمر الذي أثار استياء وسخط كثيرين، مما دفع صاحب المقطع للظهور في لقاء مع قناة “العربية” ليقول، إنه يُدعى “أيوب محمد الحاج الذي غنى على قبر الحاج محمد أحمد سرور”.

وأضاف أنه زار قبر سرور في أسمرة، وقرأ له الفاتحة، وترحّم عليه وقرأ سورة الإخلاص 11 مرة، وأهداها إلى روحه، داعياً الله أن يغفر له ويسكنه الفردوس.

وتابع أنه غنى في القبر ليكون أول من غنى أغنية على قبر سرور، مضيفاً: “قامت الدنيا عليا ولم تقعد ولا أعرف ما الخطأ في ذلك”.

سوداني يغني ويطبل عند قبر فنان شهير ويثير الجدل
سوداني يغني ويطبل عند قبر فنان شهير ويثير الجدل

الحاج محمد أحمد سرور

ويعدّ الحاج محمد أحمد سرور المولود في قرية ود المجذوب شمال غرب مدينة ود عام 1901 عميدَ الفن السوداني، وهو فنان وملحّن وصاحب الفضل الأكبر في تطور الغناء السوداني، وأول من استخدم آلة الرق في الغناء السوداني، وكان شديد الاعتناء بالنصوص الشعرية التي يؤديها.

وتوفي عام 1946 متأثراً بمضاعفات عملية جراحية، لاستئصال الزائدة الدودية، ومنع الطبيب عنه الماء لكنه لم يُطق صبراً، فغافل ممرضته وشرب، علماً بأنّ رواية مُغايرة تفيد بأنه ألحّ على ممرضته حتى رقت لحاله فشرب ومات.

وُوري الثرى بمدينة أسمرا عاصمة إريتريا، التي كانت جزءاً من إثيوبيا قبل نيلها الاستقلال عام 1993م، وقبره لا يزال هناك.

الغناء في القبور

وكان الدكتور علي جمعة، مفتي مصر السابق، قد قال إن زيارة المقابر جائزة شرعًا للرجال والنساء، بقصد الإحسان إلى الميت بالدعاء، وإلى النفس بالعِظة والاعتبار.

واشترط «جمعة» في إجابته عن سؤال: «ما حكم زيارة المقابر؟»، أن تخلوَ الزيارة من تجديد الأحزان ومظاهر الجزع، وعن التجمعات الساخرة التي نراها في الأعياد والمواسم، وعن صور اللهو والتسلية ونُظم الضيافة، وعن المبيت في المقابر وانتهازها فرصة لما لا ينبغي، أما إذا قُصد بها تجديد الأحزان، واتُّخذ فيها ما يُنافي العظة والاعتبار، فإنها تكون مُحرمة على الرجال والنساء.

واستشهد بما رُوي عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا، فَإِنَّ فِي زِيَارَتِهَا تَذْكِرَةً». أخرجه مسلم في صحيحه وأبو داود في سننه، واللفظ له.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.