الرئيسية » الهدهد » هكذا خططت إسرائيل لاغتيال صدام حسين فوق أحد الجسور في بغداد

هكذا خططت إسرائيل لاغتيال صدام حسين فوق أحد الجسور في بغداد

وطن- كشف تقرير تلفزيوني إسرائيلي، عن أن المخابرات الإسرائيلية خطّطت ودرّبت على عملية اغتيال الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين، خلال عام 1992، عبر استخدام صواريخ موجّهة من طراز تموز.

وأُوكلت مهمة الاغتيال بحسب التقرير المشار إليه، إلى الوحدة الخاصة لرئاسة أركان الجيش الإسرائيلي المعروفة باسم “سييرت متكال”، لكن العملية ألغيت بعد مقتل 5 جنود إسرائيليين في أحد التدريبات النهائية عليها.

أمر رئيس الأركان آنذاك “إيهود باراك” بعد حرب الخليج، بتجهيز خلية إعدام من هيئة الأركان العامة لاغتيال الرئيس العراقي صدام حسين، وكانت المفاجأة الصادمة.

وبثّت “القناة 13” الإسرائيلية وثائقياً كشفت فيه عن تفاصيل فشل خطة لاغتيال صدام، ومقتل 5 من جنود الكوماندوز المكلّفين بتنفيذها، وإصابة 5 آخرين.

وجاءت العملية التي لم تنجح، انتقاماً لإطلاق صدام 43 صاروخاً أصابت تل أبيب وحيفا والنقب وأدت إلى مقتل 14 إسرائيلياً، وأصابت 222 آخرين، ولجوء مئات الآلاف إلى الخنادق خوفاً من تحميل هذه الصواريخ بأسلحة كيماوية.

هكذا خططت إسرائيل لاغتيال صدام حسين فوق أحد الجسور في بغداد
هكذا خططت إسرائيل لاغتيال صدام حسين فوق أحد الجسور في بغداد

خلية إعدام

وقالت القناة على موقعها الإلكتروني، إن رئيس الأركان آنذاك إيهود باراك، أمر بعد حرب الخليج بتجهيز خلية إعدام من هيئة الأركان العامة لاغتيال الرئيس العراقي صدام حسين. ولكن العملية التي كان من المفترض أن تغيّر وجه الشرق الأوسط انتهت بكارثة مروعة -حسب وصفها- وبعد أن كان صدام حسين قاب قوسين أو أدنى من التصفية.

وأضاف المصدر، أن العملية التي فشلت أطلق عليها اسم “عنتيبي”، وقد عارض العملية رئيس المخابرات العسكرية، اللواء أوري ساغي، الذي كانت وحدة النخبة تحت قيادته، وكذلك قائد الوحدة المقدم دورون أفيتال، الذي عارض العملية بشدة ورأى أن فرص النجاح كانت ضئيلة وأن هناك مخاطر كبيرة على حياة عناصر الخلية، وهو ما وقع بالفعل.

إطلاق الصاروخ الموجّه باتجاه صدام حسين لقتله

وتابع المصدر أنّ رئيس الأركان اللواء “أميرام ليفين”، عيّن رئيس الأركان السابق لقائد الدوريات مسؤولاً عن العملية. وكان تحت قيادته الرائد “دورون كمبل” قائداً للبعثة في الميدان، والنقيب كمبل النقيب أ، قائد فريق الرماية.

وقال الرائد دورون كامبل، الذي كان مسؤولاً عن توجيه الصاروخ، للبرنامج، إن “الخطة كانت تقضي بالوصول لبغداد وانتظار قيام الرئيس صدام حسين بافتتاح أحد الجسور وإطلاق الصاروخ الموجه باتجاهه لقتله”.

ووفقاً لخطة العملية، كان من المفترض أن تطير قوة الدورية إلى العراق باستخدام مروحيتين من القوات الجوية، ثم تتحرك على رأس سيارات الجيب باتجاه منطقة العمليات، وهناك تنقسم الخلية إلى فريقين: فريق تمويه على بعد مئات الأمتار من هدف الإقصاء، وفريق آخر على بعد نحو 12 كم منه مسؤول عن إطلاق النار.

وفي 5 تشرين الثاني/نوفمبر 1992، تم إجراء تمرين لمحاكاة العملية في العراق. وشاهد التدريبات التي قادها اللواء ليفين رئيس الأركان ونائبه أمنون ليبكين شاحاك، واللواء أوري ساغي ومسؤولون كبار آخرون في جيش الدفاع الإسرائيلي.

إسرائيل تروي تفاصيل خطة مثيرة لاغتيال صدام حسين
إسرائيل تروي تفاصيل خطة مثيرة لاغتيال صدام حسين

محاكاة حاشية صدام حسين

وفي أثناء التدريبات قرابة الساعة الـ6:10 صباحاً، كان من المفترض أن تكون الأسلحة خالية من الرصاص الحي، أطلق الفريق عن غير قصد صاروخين من نوع تاموز على مجموعة من الجنود قاموا بمحاكاة حاشية صدام حسين. وكان من المفترض أن يتمّ إطلاق الصواريخ فقط في الجزء الثاني غير المأهول من التمرين، حيث تم تصميم المنطقة لتكون فارغة.

وكشف التحقيق في الحادث، عن أن الكود الذي أمر بإطلاق الصاروخين في التمرين الجاف والتمرين الرطب هو نفسه. وقتلت الصواريخ خمسة جنود هم: العريف عيران ويتشيلباوم، والرقيب الأول إريك كوهين، والملازم إلعاد شيلو، والرقيب شمري شفران، والرقيب شارون تامير. بالإضافة إلى ذلك، أصيب خمسة جنود آخرون.

اعتراف إسرائيلي بفشل العملية

وبعد الحادث اعترفت دولة الاحتلال رسمياً بوجود خلية اغتيال لصدام حسين من هيئة الأركان المشتركة، وعقب الحادث شكّل رئيس الأركان لجنة خاصة للتحقيق في الحادث برئاسة الرائد احتياط مناحم عينان- لجنة عينان.

وبعد استنتاجات اللجنة، فُتح تحقيق في المخابرات العسكرية، وأدى إلى مقاضاة وإدانة ضابطين في الوحدة، وهما كيمبل والنقيب أ، وكذلك الجنرال “أوري ساغي” الذي كانت الدورية العسكرية تحت إمرته، وتم توبيخ أميرام ليفين، المسؤول عن المشروع الذي تم فيه التدريب. ولم يتخذ أي إجراء بحق قائد الوحدة دورون أفيتال. فيما تم تنزيل رتب ضباط آخرين درجات أو تسجيل ملاحظة في ملفاتهم.

وذكر الوثائقي المكوّن من 8 حلقات، أنّ التحقيقات التي بقيت سرية طوال 30 سنة، كشفت عن أن فشل الخطة يعود إلى “خطأ بشري”، إذ إن الأزرار المسؤولة عن إطلاق الصاروخين في التدريب “الجاف” والتدريب “الرطب” كانت متشابهة، فخلط الضابط بينها، وأطلق الصاروخ الحي بدلاً من صاروخ الكرتون التدريبي.

كما كُشف عن أن الصاروخ الذي أطلق خلال التدريب لغرض قتل الرئيس العراقي، لم يقتل الجندي الذي مثّل دور صدام حسين.

فعندما دخل إلى المكان المخصص له، وراح يلوّح بيديه “للجمهور” على طريقة صدام، سقط الصاروخ بالقرب منه وأصابه في ساقه، لكنه لم يقتله، لذلك يقال إن الخطة فشلت مرتين. ولو أنها نُفّذت بالطريقة التي خططوا لها لكانت فشلت في الاغتيال أيضاً.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.