الرئيسية » الهدهد » هآرتس تفضح دور جيش الاحتلال في اعتداءات حوارة وتحذر من “صبرا وشاتيلا الثانية”

هآرتس تفضح دور جيش الاحتلال في اعتداءات حوارة وتحذر من “صبرا وشاتيلا الثانية”

وطن– حذّرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، من أن الاعتداء الإرهابي الذي نفّذه المستوطنون ضد الفلسطينيين في بلدة حوارة جنوبي نابلس، قد يكون تمهيداً لمذبحة صبرا وشاتيلا الثانية.

وصبرا وشاتيلا مجزرة مروّعة ارتكبها المحتل الغاصب تحت حماية وحدات الجيش عام 1982، وأسفر عن استشهاد 600 شخص بين نساء وأطفال في مخيم للاجئين اللبنانيين.

صحيفة “هآرتس” استهلّت تحليلاً لها بالقول: “اصطحب الشاب رضوان دميدي بعد ظهر يوم الأحد زوجته وطفله الرضيع من منزلهم في بلدة حوارة بالضفة الغربية إلى منزل عائلة زوجته في نابلس.. يمتلك الدميدي محل ذهب في نابلس ويعيش في منزل واسع في حوارة.. على الفور بعد الهجوم الذي وقع يوم الأحد في حوارة والذي قتل فيه إسرائيليان، علم من وسائل التواصل الاجتماعي أن المستوطنين يخططون لعمل انتقامي كبير في المدينة، لذلك سرعان ما نقل زوجته وطفله إلى مكان آمن”.

وذكرت “هآرتس”، أنّ مراسلتها هاجر شيزاف كانت على علم بأن المستوطنين كانوا ينظمون مسيرة انتقامية، وكانت قد سمعت عنها بعد ظهر يوم الأحد في أثناء وجودها في باريس.

وأضافت: “من حوارة إلى باريس ، أي شخص يرغب في ذلك ، سيعرف أن عملية انتقامية كبيرة كانت على وشك زعزعة حوارة.. لم يكن هناك سوى لاعب واحد لا يعرف، ولا يرى، ولا يسمع أو ربما سمع ، وعرف، لكنه تجاهل ذلك. هو الجيش الإسرائيلي”.

جيش الاحتلال لم يمنع وقف الاعتداء

لم يستعد الجيش الإسرائيلي وشرطة الحدود وجهاز الأمن العام (الشاباك) لأي نوع من المذبحة ولم يفعلوا أي شيء لمنعها، سواء بدافع اللامبالاة والتهاون، أو لأنهم كانوا يغضون الطرف عن عمد.

قام ما لا يقل عن 400 بلطجي مستوطن، بحسب تقدير الجيش، بعضهم ملثمون ومسلحون وبعضهم بهراوات وسلاسل حديدية وحاويات وقود، بمداهمة حوارة، ولم يوقفهم أحد، ولم يحاول أحد ذلك بجدية.

وقالت شرطة حرس الحدود، يوم الاثنين، إنّ قواتها منعت بالفعل مثيري شغب يهود من دخول حوارة، وإن المشاغبين اقتحموا البلدة من موقع كان تحت مسؤولية الجيش.

وتحدّث المراسلون العسكريون، عن أنّ الجنود حاولوا منع المستوطنين من الدخول على الطرق المؤدية إلى البلدة، وبالتالي نزلوا من التلال.

وبطريقة أو بأخرى، قام مئات من المشاغبين بغزو المدينة بهدف زرع الدمار، ولم يوقفهم أحد، ولم يتحمل أحد المسؤولية عن ذلك.

وذكرت الصحيفة: “أوضح هذا الأمر مرة أخرى مدى عجز الفلسطينيين وعدم وجود كيان على وجه الأرض يحمي حياتهم وممتلكاتهم”.

أحرق المستوطنين العديد من الممتلكات الفلسطينية أثناء هجومهم على البلدة في أعقاب مقتل مستوطنيين اثنين فيها

سياسية إسرائيلية.. الردع بمذبحة

وتابعت: “كما أثيرت شكوك يوم الأحد بأن غض الطرف عن الجيش لم يكن مسألة صدفة على الإطلاق.. ربما أراد مسؤولو الجيش الإسرائيلي فعلاً أن يقوم المستوطنون بعملهم نيابة عنهم، معاقبة الفلسطينيين وتحقيق الردع بمذبحة، كما حث عضو الكنيست عوتسما يهوديت زفي فوغل”.

وقالت الصحيفة: “إن غض الطرف بهذه الطريقة يستحضر الذكريات المنسية.. كما غضت القوات الإسرائيلية الطرف في عام 1982 في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان، مما مكّن الميليشيات من ارتكاب المجازر الرهيبة هناك.. لم تقع مذبحة في حوارة ، ليس بعد ، لكن لم يكن أحد يعرف مسبقا كيف ستنتهي الأمور.. إذا كان المشاغبون قد أرادوا أيضًا قتل السكان، لما وقف أحد في طريقهم يوم الأحد.. لم يوقف أحد الكتائب في صبرا ولم يوقف أحد الكتائب في حوارة”.

وأضافت: “يوم الأحد، اكتفوا بزرع الدمار.. لكن فقط انتظر فعل الانتقام التالي ، لا سيما عندما لا يتم تقديم أي شخص إلى العدالة ومعاقبته على مذبحة يوم الأحد. صبرا وشاتيلا 2 في الطريق ولا أحد يفعل أي شيء لإيقافه”.

صحيفة هآرتس الاسرائيلية تنتقد دور الجيش الإسرائيلي في اعتداء المستوطنين على حوارة جنوب نابلس

وعكست وجوه حفنة من السكان الذين خرجوا إلى الشارع غضبهم ويأسهم، وكان المستوطنون وحدهم هم الذين سُمح لهم بالسفر في شوارع البلدة يوم الاثنين، وهي علامة أخرى واضحة على الفصل العنصري، وقد فعل معظمهم ذلك بتحدٍ وباستفزاز فظ- أبواق النصر، التي أعطت أصابع الاتهام وهتافات مثل “الموت للعرب”.

كان هناك من توقف ونزل من سياراتهم تحت إشراف الجنود، وبدأوا يضايقون السكان عن قرب عند مداخل منازلهم المحترقة وسياراتهم التي تدخن.

كان السكان ينفجرون من الغضب، لكنهم لم يجرؤوا على النطق بكلمة واحدة، اللمسة الخفيفة التي أصابها جندي مسلح على كتف أحد البلطجية لخّصت الموقف أكثر من ألف كلمة، كما قالت الصحيفة.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.