تحقيق: كيف تحايل العالِم الهولندي لجعل توقعاته “شبه صائبة” بشأن الزلازل!

وطن- تزامناً مع الشهرة الكبيرة التي حظي بها عقب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، والذي تجاوز عدد ضحاياه الـ50 ألفاً، نشرت منصة “إيكاد” تحقيقاً يكشف كيف تحايل الخبير الهولندي فرانك هوغربيتس على العالَم، ليجعل من توقعاته شبه صائبة.

وقالت المنصة في تحقيقها، إن حساب فرانك هوغربيتس على تويتر: “لا يكاد يتوقف عن التغريد بتوقعات زلزالية لعشرات المناطق في العالم، ففي نوفمبر 2022 غرد أكثر من 100 مرة، منها 18 توقعًا لزلازل محتملة”، موضحة أنه خلال تصفح الحساب سيلاحظ أنه يُدلي باستمرار بمثل هذه التوقعات.

عالم الزلازل الهولندي هوجربيتس يتنبأ بزلزال تركيا الجديد قبل وقوعه بساعات
عالم الزلازل الهولندي هوجربيتس يتنبأ بزلزال تركيا الجديد قبل وقوعه بساعات

يختار مناطق نشطة بالزلازل

وبحسب التحقيق، “كان لافتًا أن المناطق التي يختارها فرانك في توقعاته هي نشطة بالزلازل أصلًا، وهذه الأماكن كل علماء الجيولوجيا يضعونها في قائمة الخطر الزلزالي، وليس العالم الهولندي وحده”.

تنبؤات سابقة لم تتحقق

وكشف تحقيق “إيكاد“، عن أن “تنبؤات فرانك السابقة لم تتحقق، على سبيل المثال توقع في 2015 أن تشهد كاليفورنيا زلزالًا بقوة 8.8 درجات خلال شهر مايو، لكن لم يحدث شيء”.

كما استذكر التحقيق، أنه “عام 2018 قال إن زلزالًا بقوة 8 درجات سيحدث في عيد الميلاد، من دون تحديد المكان، لكن لم ترصد أجهزة الزلازل شيئًا”.

يعتمد على لعبة الاحتمالات

ولاحظت المنصة في تحقيقها، أن “أن فرانك يعمل على إغراق مناطق العالم بالتوقعات، فيما يشبه لعبة الاحتمالات (إما زلزال أو لا)، في مناطق مرشحة أصلًا للزلازل”.

ولفت تحقيق “إيكاد”، إلى أن توقعات العالم الهولندي “تتمحور حول قانون رياضي يسمى قانون الأعداد الكبيرة (Law Of Truly Large Numbers)، الذي ينص على أنه في عينة ضخمة يمكن لأي حدث مهما كان صغيرًا أن يحدث، ونسميها في حياتنا العامة (مرة في المليون)”.

وأوضح التحقيق، أن اللعبة تكمن في “توقعات وأحاديث عن زلازل في كثير من المناطق في العالم، وإذا وقع أحدها تكون مجرد مصادفة، وذلك اعتمادًا على لعبة الأعداد الكبيرة، وإذا لم يقع لا ينتبه أحد للعبة”.

وأكد تحقيق منصة “إيكاد”، أن “أصدق دليل على ذلك أنه قبل زلزال تركيا لم يكن يتمتع بهذه الشهرة، حتى إنه لم يمتلك إلا 4 آلاف متابع على تويتر في نوفمبر 2022، بينما بعد زلزال تركيا بـ4 أيام أصبح لديه مليون و100 ألف متابع”.

خلل توقّعه بزلزال تركيا

ووفقاً للمنصة، فإنه بالنسبة لزلزال تركيا، حينما تم تحليل تغريدته الشهيرة التي سبقت الحدث، لوحظ أنه توقع المكان والشدة، لكنه أخلّ بأحد أهم عناصر التوقع للزلازل التي حددها العلماء، وهي “التوقيت”.

وقال التحقيق: إن “هوغربيتس استخدم بدلًا من ذلك عبارة “عاجلًا أو آجلًا”، وهذه العبارة تصلح لكل زمان، ولو وقع الزلزال بعد عام أو عامين لكانت توقعاته صالحة كذلك”.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث