شكري في تركيا ومدبولي بقطر.. الزلزال كسر جبل الجليد وقمة السيسي وأردوغان وشيكة

وطن- شهدت علاقات مصر مع كلٍّ من قطر وتركيا، تطوراً جديداً ملحوظاً خلال الأسابيع الماضية، وتنحيةً للخلافات التي شابت هذه العلاقات في الماضي.

مصر تسير بإيجابية نحو قطر وتركيا وقمة محتملة بين السيسي وأردوغان

واليوم الاثنين، شهد زيارة رسمية لسامح شكري إلى تركيا، التقى فيها نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، كما زار رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي قطر، والتقى أميرها الشيخ تميم بن حمد، في مشهد ينبئ “بفتح صفحة جديدة” في العلاقات بين مصر من ناحية، وتركيا وقطر من ناحية أخرى، بعد توتر كبير في العلاقات استمر سنوات.

تميم بن حمد و مصطفى المدبولي
تميم بن حمد و مصطفى المدبولي

واستقبل الأمير تميم، “مدبولي” في مكتبه بالديوان الأميري القطري.

وقال الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء القطري، إنه أجرى مناقشات بنّاءة مع نظيره المصري، في إطار زيارته للدوحة اليوم.

وأشار عبر حسابه الرسمي في “تويتر“، إلى أن المناقشات مع مدبولي جاءت حول التوظيف الأمثل للفرص الاستثمارية المتاحة أمام البلدين، بالإضافة إلى سبل توسيع العلاقات التجارية بينهما.

وأضاف رئيس الوزراء: “كما ناقشنا الروابط الأخوية التاريخية التي تجمع شعبينا والحاجة لتطويرها دوماً بما يخدم ازدهار شعبينا ومصالحنا المشتركة”.

استقبل الأمير تميم "مدبولي" في مكتبه بالديوان الأميري القطري
استقبل الأمير تميم “مدبولي” في مكتبه بالديوان الأميري القطري

أما سامح شكري، فأكد من إسطنبول خلال لقائه أردوغان، أن زيارته تأتي تضامناً مع الشعب التركي الشقيق في أزمته بعد الزلزال، لافتاً إلى أن العلاقات بين مصر وتركيا ماضية في طريقها بخطوات سريعة حتى تعود لطبيعتها.

من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، الاثنين، إن من المحتمل عقد اجتماع بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والمصري عبد الفتاح السيسي خلال الفترة القادمة.

جاءت تصريحات أوغلو التي نقلها تلفزيون “تي.آر.تي عربي” التركي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع شكري.

ونقلت وكالة “الأناضول” في تغريدة عن شكري قولَه، إن مصر “ستبقى إلى جانب شقيقتها تركيا، وإن العلاقات بين البلدين سترتقي لأفضل مستوى”.

وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو يستقبل نظيره المصري سامح شكري
وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو يستقبل نظيره المصري سامح شكري

بداية التحول في العلاقات وانتهاء الأزمة فعلياً

وبدأ هذا التحول بعد أن شهد الحفل الافتتاحي لبطولة كأس العالم 2022 التي أقيمت في قطر أواخر العام الماضي، مصافحة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وظهر بجوارهم أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وكانت العلاقات الدبلوماسية قُطعت بين أنقرة والقاهرة، بعد الإطاحة بالرئيس المصري الراحل محمد مرسي عام 2013، والذي كانت تربطه علاقات طيبة مع رجب طيب أردوغان، في انقلاب عسكري قاده السيسي آنذاك حيث كان وزيراً للدفاع.

ومنذ وصول عبد الفتاح السيسي لحكم مصر، كان أردوغان مترددًا في إقامة علاقات مع قائد الجيش السابق ووزير الدفاع في عهد مرسي. ومع ذلك، فإن السياق المعقّد للبلدين جعل من الضروري البحث عن حلٍّ يجعل التقارب ممكنًا.

وكان الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، هو الذي أنهى أخيرًا عقدًا من الغياب المصري على الأراضي التركية.

سامح شكري يلتقي أردوغان في تركيا

وفي سياق هذا التقارب والتحول في العلاقات، وصل وزير الخارجية المصري سامح شكري، إلى البلدين المتضررين من الزلزال سوريا وتركيا، لإظهار تضامن بلاده ودعم عمليات التعافي الخاصة بهما.

وهي المرة الأولى منذ عشر سنوات التي يقوم فيها وزير مصري بزيارة رفيعة المستوى إلى الأراضي التركية، التي قدم إليها من سوريا، حيث التقى هناك الأسد المعزول سياسيًا في المنطقة منذ اندلاع الحرب التي استمرت 12 عامًا في سوريا.

وكان مكتب وزير الخارجية المصري سامح شكري، أعلن أنه سيتوجه صباح، الاثنين، إلى تركيا وسوريا في أول زيارة من نوعها خلال عقد من العلاقات المتوترة مع البلدين.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية، أن الزيارة تهدف إلى إظهار “التضامن مع البلدين والشعبين الشقيقين”، بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا في وقت سابق من هذا الشهر.

وقال شكري للصحفيين خلال مؤتمر صحفي مشترك، الاثنين، مع نظيره التركي في ولاية “مرسين” جنوبي تركيا، بحسب وكالة “أسوشيتد برس“: “المهم بالنسبة لنا هو إعادة العلاقات إلى المستوى القديم ونقلها بعيدا جدا في مصلحة البلدين وفقا لمصلحتهما المشتركة”.

وبدوره، وجّه مولود جاويش أوغلو، الشكر إلى مصر حكومة وشعباً على تضامنها مع ضحايا الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا، في السادس من فبراير/شباط الجاري.

وأشاد “أوغلو” بلفتة مصر، التي قال إنها أظهرت “أنهم أصدقاء وأخوة لتركيا والشعب التركي في هذه الأوقات العصيبة”.

تقارب تدريجي

وبدأ الأتراك والمصريون تقاربًا تدريجيًا، خاصة فيما يتعلق بقضايا التجارة. إذ كانت علاقات أردوغان مع جماعة الإخوان المسلمين إحدى العقبات الرئيسية التي يجب التغلب عليها في تطبيع العلاقات الدبلوماسية، على الرغم من ميل الحكومة التركية إلى إعطاء الأولوية للتقارب مع القاهرة.

ومن أسباب هذا التقارب، ضعفُ الوضع الاقتصادي في كلا البلدين، بحسب تقرير لموقع “atalayar“.

ودفع التضخم وانخفاض قيمة الليرة التركية والأزمة الداخلية، أنقرة أخيرًا نحو مصر، ومع ارتفاع التضخم واعتماد الاقتصاد على صندوق النقد الدولي للمساعدة، ترى القاهرة إمكانية تطوير علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا.

وهذا ما رآه الوزير التركي الذي أكد أنّ البلدين “يفتحان صفحة جديدة في علاقاتنا”، مضيفاً أن “تطوير العلاقات بين تركيا ومصر يعود بالفائدة على البلدين”.

إصلاح العلاقات المتوترة

وتخلّت تركيا في السنوات الأخيرة عن نهجها النقدي تجاه حكومة رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، حيث حاولت إصلاح العلاقات المتوترة. في نوفمبر، تم تصوير أردوغان والسيسي وهما يتصافحان خلال كأس العالم في قطر.

وفي أعقاب الزلزال، رأى المصريون فرصة لتقديم أنفسهم كشريك لأنقرة، واتخاذ خطوة إلى الأمام في تلك العلاقات التي انقطعت منذ عقد من الزمان.

وردّاً على سؤال لوكالة الأناضول حول إمكانية عقد قمة بين أردوغان والسيسي، قال وزير خارجية مصر “سامح شكري”: “بالتأكيد، ستكون هناك اتصالات في الوقت المناسب وفقاً لرؤية الرئيسين”.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث