الرئيسية » تقارير » صفحات مجهولة بحياة أصالة نصري.. علاقتها بآل الأسد وأسرار البداية

صفحات مجهولة بحياة أصالة نصري.. علاقتها بآل الأسد وأسرار البداية

وطن- قلة من الفنانين العرب ممن اشتهروا في سن مبكرة من حياتهم ومن هؤلاء الفنانة السورية “أصالة نصري”، التي لم تكن قد تجاوزت السابعة من عمرها عندما بدأت بالظهور والغناء إلى جانب والدها الملحن السوري الراحل “مصطفى نصري”.

وتحوّلت أصالة إلى صوت مألوف للسوريين بأداء أغاني المناسبات الوطنية والأناشيد القومية، وفي أداء تتر قصص عالمية “قصص الشعوب”.

ولدت في حي ساروجة الدمشقي لعائلة فنية بامتياز

وذاع صيتها في الوطن العربي بعد صدور ألبومها “لو تعرفوا” عام 1993، والذي غنت فيه لكبار الملحنين المصريين. وأبدعت أصالة في ألبوماتها؛ حيث قدمت كثيراً من الألبومات الجميلة والأغنيات الراقية.

ولدت أصالة نصري في “حي ساروجة” وسط دمشق عام 1969، لأسرة دمشقية سكنت حي “الصالحية”، وتنتمي لعائلة فنية بامتياز.

فوالدها هو المطرب المعروف “مصطفى نصري”، الذي كان والده حاتم نصري مغنياً شعبياً اشتهر بتزعّمه المظاهرات ضد الانتداب الفرنسي، كما يقول المؤرخ الفني “سامر الموسى” في منشور على صفحته في “فيسبوك”.

مضيفاً أن أصالة تنتمي إلى أسرة دمشقية عريقة ينتهي نسبها إلى الإمام السابع موسى الكاظم، واشتهرت باسم “الحصري”، حيث كان جدهم الأكبر إبراهيم حصري المعروف بنصري أحد مشايخ الطريقة الصوفية المولوية في دمشق.

وكان للعائلة -كما يقول- مزرعة شرق الزبلطاني يطلق عليها “مزرعة نصري”، كما أن أحد الأسواق بين سوقي الحميدية والعصرونية اسمه سوق نصري نسبة للعائلة، وساهم جميل نصري أحد أفراد العائلة في مدّ الخط الحديدي الحجازي بدايات القرن الماضي.

أصالة نصري ترد على جدل خضوعها لعمليات تجميل
أصالة نصري ترد على جدل خضوعها لعمليات تجميل

توفي والدها في حادث سير

وروى المصدر جوانب من حياة “حاتم نصري”، أحد أفراد عائلة أصالة وهو مغنٍ شعبي كان يغني في الأفراح والمناسبات، وبحكم كونه ابن دمشق ويعرف حاراتها وشوارعها، اعتمدت عليه الكتلة الوطنية في أي إضراب أو مظاهرة.

حيث قاد نصري قبل توقيع المعاهدة السورية الفرنسية عام ١٩٣٦ مظاهرةً حاشدة ضد الشيخ تاج الدين الحسني رئيس الحكومة، وكانت أشهر عبارة ردّدها الجميع وراء “نصري” من تأليفه تقول شيخ تاج “ويا بومة يا بولفة مبرومة عطيني شعرة من دقنك لخيط هالبتونة –صرماية”.

وأشار المصدر إلى أن نجم أصالة سطع منذ صغرها خاصة بعد وفاة والدها في حادث سير عام ١٩٨٦ في مدينة حمص قرب فندق “السفير”، وكانت شاركت والدها غناء بعض فقرات برنامج الأطفال الشهير “افتح يا سمسم”، وغناء بعض الإعلانات التجارية على شاشة التلفزيون السوري.

أصالة نصري تؤدي أغنية تراثية كردية مشهورة
أصالة نصري تؤدي أغنية تراثية كردية مشهورة

علاجها في الخارج

ولفت “الموسى” إلى أن أصالة بدأت حياتها بأغانٍ مجّدت “حافظ الأسد” الذي كان السلم الذي صعدته للوصول إلى الشهرة -حسب قوله- خاصة الأغاني التي كتبها صديق والدها الشاعر الراحل عيسى أيوب.

حيث أُرسلت أصالة للعلاج في الخارج على حساب الرئاسة السورية، كما نقل التلفزيون السوري حفل زفافها على الهواء مباشرة على رجل الأعمال من أصول فلسطينية “أيمن الذهبي”، الذي طُلّقت منه فيما بعد.

“لو كان بشار الأسد والدي كنت سأعارضه”

ومع بداية الثورة السورية، التزم كثير من الفنانين السوريين الصمت، وخرج العديد منهم يعلنون تأييدهم ودعمهم لنظام الأسد، ولكنّ الفنانة أصالة اختارت الانحياز للثورة ودعم مطالب السوريين في الحرية والكرامة.

وقالت في إحدى مقابلاتها: “لو كان بشار الأسد والدي، كنت سأعارضه”.

واتهمت أصالة شقيقها أيهم نصري بـ”الخيانة”، موضحة جريمته: “أخي خائن لعائلته وشعبه لأنه يدعم النظام السوري”.

وأضافت “صولا” -كما يلقبها معجبوها- في حوار مع الإعلامي اللبناني “طوني خليفة” عبر برنامجه “زمان الإخوان”، على قناة “القاهرة والناس”، أن الممثل العربي الذي يضايقها أكثر بسبب موقفه السياسي هو الفنان السوري الكبير دريد لحام.

كما شدّدت على أن المثقفين السوريين الذين يدعمون النظام باعوا كرامتهم وضمائرهم.

مما أثار حفيظة مؤيدي النظام داخل وخارج سوريا، الذين اتهموها بدورهم بالخيانة، وأنها تنكّرت لعلاجها على حساب الدولة السورية في صغرها، كما قالوا.

وكانت أصالة تعاني في بداية ظهورها من مشكلةٍ في عظم ساقها تؤثّر على حركتها، وتدخّل والدها الفنان مصطفى نصري لدى مكتب الرئاسة، كما أشيع وقتها، ليتم إرسالها للعلاج، وهو ما حدث فعلاً، مثلما حدث مع شخصيات سورية عديدة حينها.

وفي ردّها على ذلك، قالت الفنانة أصالة خلال مداخلة لها على قناة الجزيرة ضمن برنامج بعنوان: “دور الفن في دعم الثورة السورية” في آذار 2012: “نعم أنا تعالجت على نفقة الدولة لأنني كنت أساساً مطربة الدولة وأغني للدولة مُذ كان عمري 6 سنوات”.

وأضافت: “عندما أصبح عمري 11 سنة لم أعد أركز في دراستي بسبب مشاركاتي الغنائية في المدارس والاحتفالات.. ومن واجب الدولة أن ترد لي شيئاً بسيطاً مما فقدته”.

وكشفت أن الدولة السورية عالجتها لسنتين فقط، وكان حافظ الأسد يرسلها للعلاج لشهر واحد في السنة فقط.

واختتمت أصالة: “حين غادرت سوريا، تركتها لهذا السبب، مللت من جبروتهم وغرورهم والناس لا يحق لها أن تتنفس ونحن قطعان وراءهم”.

وأضافت: “الفن هو أكثر ما يؤثر بالناس والوحيد الذي يترجم الأخطاء بشكلها الحقيقي، لكن في بلادنا العربية الفنان مقموع وخواف وجبان، يفكرون بحفلاتهم وبرزقهم المادية”.

وقالت: “حتى لو اضطهد النظام شخصاً واحداً من ألف، علينا نحن الفنانين أن نصطف مع الشعب”.

مذكرة اعتقال

وجراء هذه المواقف، عمّم نظام الأسد اسم أصالة نصري على جميع المعابر الجوية والبرية والبحرية للقبض عليها فور دخول البلاد.

وجاء في وثيقة سرية كشفتها وسائل إعلام سورية معارضة في أيلول سبتمبر 2015، أن هذا التعميم جاء لصالح المخابرات العامة بملف رقم 88647.

وورد في الوثيقة أن أصالة من مواليد 1969- دمشق، والدها مصطفى، ووالدتها عزيزة.

وتملك أصالة جواز سفر بحرينياً، وسبق أن أوقفت سابقاً في مطار رفيق الحريري، قبيل مشاركتها في حفل ختام برنامج «ستار أكاديمي» عام 2013.

صفحات مجهولة بحياة أصالة نصري

وصرحت بذلك على المسرح وغنت لبيروت، ورجّح نشطاء آنذاك أن يكون للنظام يد في توقيفها، وخصوصاً أن مطار رفيق الحريري يسيطر عليه حزب الله اللبناني الداعم الأول للنظام السوري. وتم احتجازها بموجب مذكرة “الإنتربول” الصادرة عن مكتبه في دمشق حيث مثلت أمام المحامي العام التمييزي آنذاك القاضي شربل أبو سمرا.

وأشارت مصادر قضائية لـصحيفة ”النهار” حينها، إلى أن “سبب صدور المذكرة هو ملاحقة أصالة في سوريا بجرم التعامل مع إسرائيل”، مستندين في ادعائهم أنها أحيت حفلة غنائية للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.

وأعادت الأجهزة الأمنية الجواز لها، بعدما تبين أن قرار الملاحقة في حق أصالة صادر عن السلطات السورية لأسباب سياسية.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.