الرئيسية » تقارير » الأمير سلطان لنيكسون: عبدالناصر ابتز جنودنا بالعاهرات ليفصلوا الحجاز عن نجد

الأمير سلطان لنيكسون: عبدالناصر ابتز جنودنا بالعاهرات ليفصلوا الحجاز عن نجد

وطن- كشفت وثيقة أمريكية بتاريخ ١٩٧٢/٦/١٥، عن فحوى لقاءٍ جمع وزير الدفاع السعودي آنذاك سلطان بن عبدالعزيز مع الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في واشنطن، حيث شكر الأمير سلطان الرئيس نيكسون على حسن استقباله، وأبلغه بتحيات الملك فيصل، وجاء هذا اللقاء بعد ١٥ يوماً من تأميم النفط العراقي على يد أحمد حسن البكر الذي أحدث رعباً في أمريكا والغرب.

National Archives, RG 59, Central Files 1970–73, POL SAUD–US
National Archives, RG 59, Central Files 1970–73, POL SAUD–US

وقال سلطان لنيكسون إن السعودية تعتبر الولايات المتحدة بطلةَ السلام والمدافع عنه في جميع أنحاء العالم، “حين يذكر اسم الرئيس نيكسون ، يساويه الناس على الفور بالسلام وخدمة قضايا السلام”!!.

وطمأَنَ سلطان الرئيس الأمريكي عن تحسّن العلاقة السعودية مع شاه إيران وعلاقاتها الجيدة مع الأردن والكويت ومع معظم جيرانها “المملكة العربية السعودية صديقة لكل دولة في المنطقة باستثناء تلك الدول التي لا ترغب في صداقتها”!.

وكانت أمريكا قد طالبت السعودية بتمتينِ علاقتها مع إيران والكويت والأردن لمواجهة ما قدر يجري جراء تأميم النفط العراقي.

وطلب سلطان من الولايات المتحدة التعاونَ اللازم لتحسين وضع السعودية العسكري وتحديث قواتها المسلحة، وقال إن الملك فيصل قد حسّن العلاقات مع إيران لدرجة أنّ المملكة العربية السعودية تتمتع اليوم بعلاقة ممتازة مع ذلك البلد، على الرغم من حقيقة أنّه كانت هناك مشاكل حدودية مع إيران. وينطبق الشيء نفسُه على العلاقات السعودية مع الكويت. على الصعيد البري والبحري، تم التغلّب على الصعوبات مع الكويت، لقد أعطى الملك فيصل للكويت ميناء سعود في محاولة لتحسين العلاقات.

(شاهد) وثيقة بريطانية تثبت تجنيد الإنجليز للملك عبدالعزيز بن سعود عام 1897 في الكويت

العجيب أن ميناء سعود (ميناء الزور) الذي احتلته السعودية وضمّته للمنطقة المحايدة رغم وجوده في عمق حدود الكويت، وذلك بعد اكتشاف النفط فيه عام ١٩٥٨، لم تستعِدْه الكويت في تلك الفترة ولا حتى يومنا هذا؛ بل قامت السعودية قبل سنوات بتأجيره لشركة شيفرون النفطية الأمريكية، ودون استئذان الكويت.

وقال الأمير سلطان للرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، إن المملكة العربية السعودية مُحبّة للسلام وتؤمن بالبناء وتعارض الهدم.

وحين سأل نيكسون عن مدى ولاء الجيش السعودي للعائلة المالكة، شكر الأمير سلطان الرئيس الأمريكي على اهتمامه بهذه النقطة، وقال: “ان الحكومة السعودية اكتشفت في عام 1960 أن بعض أفراد قواتها المسلحة قد تورطوا مع عاهرات في مصر وكانوا يتعرضون للابتزاز من قبل عملاء الرئيس المصري جمال عبد الناصر، حيث تم إغراء هؤلاء الشباب للقيام بثورة من خلال الوعود بأنهم إذا نجحوا سيحصلون على مناصب ذات سلطة عالية. حدث هذا قبل عام 1962 عندما كانت الظروف في المملكة العربية السعودية سيئة لا سيما بسبب سوء حكم الملك الراحل سعود. كان هناك عدم استقرار وارتباك ثم تم منع ولي العهد فيصل من الاشتراك في السلطة لفعل أي شيء للمساعدة في تحسين هذا الوضع المؤسف”.

“وطن” تنشر الاتفاقيات.. “460” مليار دولار قيمة أضخم اتفاقيات في التاريخ لتعزّيز العلاقات السعودية الأمريكية

وتابع الأمير سلطان أنه في وقت لاحق وبعد تولّي الملك فيصل مقاليد الحكم، بدأت السلطات في جمع معلومات عن عناصر معينة داخل القوات المسلحة. لم يتمّ فعل أيّ شيء جذري في ذلك الوقت (1962)، ولكن تمّ إدراك أنّ هؤلاء الشباب كانت لهم علاقات مباشرة مع مصر، وأنّ مصر كانت وراء نشاطهم التخريبي.

وتابع سلطان أنّه في عام 1964، ألقى الرئيس عبد الناصر أسلحة وذخائر جوّاً على هؤلاء الرجال للقيام بدورهم التخريبي، وكان من المقرر إلقاء هذه الأسلحة في نقطة ما بين جدة والمدينة المنورة، وتجنيد بعض القبائل في تلك المنطقة لاستخدام هذه الأسلحة للإطاحة بالحكومة في جدة، والاستيلاء على السلطة، ومن ثم عزل الحجاز عن نجد.

واختتم اللقاء بشكر الرئيس الأمريكي الأمير سلطان على الهدايا التي تمّ تسليمها بعد ظهر ذلك اليوم إلى البيت الأبيض.

ومع أن الابتزاز بالعاهرات لا يُستبعَد على جمال عبد الناصر، إلا أنه لا يستبعد أيضاً أن تكون كذبة ككذبة إعادة ميناء سعود (الزور) للكويت!، وربما يقصد أحد إخوته المشاركين في محاولة الانقلاب هذه، طلال بن عبدالعزيز الذي تورّط في فضائح جنسية عديدة في مصر ولبنان وبقاع شتى، وظلّ لسنوات وهو يعالَج من مرض السفلس في مصر.

وقد تكون جزءاً من حرب “النيل من الأعراض” التي بدأتها إذاعة صوت العرب ضد أسرة آل سعود حين أذاعت العديد من فضائح الأسرة، من بينها ما يتعلق بابنتي الملك فيصل نفسه وغيرهن من أميرات الأسرة الحاكمة، وهو الذي لم ينسَ جرحها سلطان بن عبدالعزيز كما يبدو.

يذكر أنّ سلطان بن عبدالعزيز تورّط عام ١٩٨٥ في أكبر فضيحة فساد في شراء الأسلحة في التاريخ والمعروفة بصفقة اليمامة، ناهيك عن تاريخ من فضائح صفقات الأسلحة التي تورّط فيها مع تاجر السلاح والدعارة عدنان خاشقجي.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.