الرئيسية » حياتنا » دراسة..الأباء الذين لم ينجبوا إلا صُبيانًا تتدهور قدراتهم الإدراكية والمعرفية بصفة أسرع

دراسة..الأباء الذين لم ينجبوا إلا صُبيانًا تتدهور قدراتهم الإدراكية والمعرفية بصفة أسرع

وطن-هل لديك أو تريد إنجاب أطفال؟ وفقًا لدراسة حديثة، سيكون من الأفضل لصحتك العقلية أن يكون أبناؤك فتيات. إن وجود ولد واحد أو أكثر، بدلاً من الفتيات فقط، من شأنه أن يسرّع التدهور المعرفي للوالدين. فضلا عن أنه يُعتقد أن هذا الاختلاف يرجع إلى أن الفتيات؛ هن من يقدمن الدعم المطلوب عند تقدم أبائهنّ في السن.

فهل يؤثر جنس الطفل على صحة والديه حقًا؟

بحسب تقرير لموقع “سيونس إي في” الفرنسي، فإن الأبحاث تشير إلى وجود علاقة بين عدد الأبناء والنتائج الصحية للأم طويلة المدى، بما في ذلك ظهور مرض الخرف. ولقد نظر فريق من أطباء الأعصاب من جامعة كولومبيا في هذا الشأن، من خلال إجراء دراسة طولية شملت الآلاف من الآباء الأمريكيين من أجل تقييم تأثير الأطفال على السرعة التي تنخفض بها القدرات المعرفية لوالديهم مع تقدم العمر.

ووفقًا لما ترجمته “وطن“، فإن النتائج التي توصلوا إليها والتي نُشرت في مجلة الأبحاث النفسية، تُشير إلى أن إنجاب ابن واحد على الأقل يُسرّع ظهور التدهور المعرفي، وخاصة يعزز ظهور مرض الخرف.

أداء الآباء أسوأ في اختبارات الذاكرة والإدراك

إن إنجاب طفل واحد فقط، لا يُغدق على العائلة السعادة فحسب، بل إنه مصدر كبير للتوتر والقلق والتعب للآباء والأمهات إلى درجة أن النسل يمكن أن يكون له تأثير على شيخوخة الدماغ. لمعرفة إلى أي مدى يمكن للأطفال أن يؤثروا على القدرات المعرفية لوالديهم، درس الباحثون مجموعة متكونة من 13222 بالغًا تبلغ أعمارهم 50 عامًا أو أكثر، التحقوا سابقًا بدراسة تحت عنوان “دراسة الصحة والتقاعد” لجامعة ميتشيغان (بدأت هذه الدراسة الطولية في عام 1992).

وجود علاقة بين عدد الأبناء والنتائج الصحية للأم طويلة المدى
الأبحاث تشير إلى وجود علاقة بين عدد الأبناء والنتائج الصحية للأم طويلة المدى، بما في ذلك ظهور مرض الخرف

وكان الهدف دراسة العلاقة بين إنجاب ابن واحد على الأقل ومعدل التدهور المعرفي، مع مراعاة الخصائص الاجتماعية والديموغرافية والصحية لكل مشارك طوال فترة الدراسة. بالإضافة إلى ذلك، أخذ الباحثون في الاعتبار جميع أنماط الأسرة (سواء كان الأطفال بيولوجيين، أو متبنين..).

يُذكر أن لدى جميع المشاركين طفل واحد على الأقل؛ و82.3٪ منهم أنجبوا ابنًا واحدًا على الأقل. ثم تم تقييم قدراتهم المعرفية كل عامين لمدة 18 عامًا، من خلال جمع الدرجات التي تم الحصول عليها من اختبارات عمليات الطرح التسلسلي واختبار العد التنازلي واختبارات أخرى. تهدف هذه الاختبارات إلى تقييم الإدراك العام والذاكرة والقدرة على التركيز.

هذا وأظهرت النتائج أن الآباء الذين لديهم ابن واحد على الأقل لديهم معدل تدهور إدراكي أسرع من الآباء الذين لديهم بنات فقط.

يتأثر الآباء والأمهات بالتساوي

من جهة أخرى، أظهرت الاختبارات المعرفية أيضًا أن التدهور في القدرات المعرفية كان أسرع لدى الآباء والأمهات الذين لديهم العديد من الأبناء. فضلا عن ذلك، يبدو أن الآباء والأمهات تأثروا بنفس الطريقة. وخلص الباحثون إلى أن “النتائج تدعم النظرية القائلة بأن إنجاب الأبناء قد يكون له تأثير سلبي طويل المدى على الإدراك المعرفي للأبوين”.

دراسات أظهرت ارتباطًا بين ذرية الذكور وتسريع شيخوخة الأمهات
دراسات أظهرت ارتباطًا بين ذرية الذكور وتسريع شيخوخة الأمهات

ووفقًا للفريق، تتوافق هذه النتائج أيضًا مع نتائج الدراسات التي أجريت على الحيوانات، والتي أظهرت ارتباطًا بين ذرية الذكور وتسريع شيخوخة الأمهات. وأوضحوا أن هذه النتائج تم التوصل إليها من خلال الجهد الذي تبذله الأمهات في أثناء الحمل بالأبناء الذكور، فضلاً عن بذل مزيد من الطاقة بعد الولادة.

في الحقيقة، لا يمكن إبراز أي عامل بيولوجي هنا، فكيف يمكن تفسير هذه الظاهرة؟ يعتقد الباحثون أن الإجابة تكمن في السلوك الاجتماعي للأولاد؛ يتم دفع الأولاد عمومًا ليكونوا أكثر نشاطًا، بينما يتم تشجيع الفتيات أكثر على إظهار التأثير الإيجابي وأن يكونوا اجتماعيين. نتيجة لذلك، تزداد احتمالية رعاية الفتيات لوالديهن المسنين وتزويدهن بالدعم العاطفي، ما يساعد في الحفاظ على صحتهن.

ثلاثة أطفال أو أكثر لديهم تأثير سلبي على الإدراك

تؤثر العديد من العوامل الأخرى على فقدان القدرات المعرفية في أثناء الشيخوخة على غرار: النظام الغذائي ونمط الحياة والأنشطة البدنية والفكرية والعوامل البيئية وما إلى ذلك. وبينما يلعب جنس الطفل دورًا في الصحة العقلية للوالدين، فإنه يعتمد أيضًا على كيفية تربية الطفل. لذلك لا تقلق، فأبناؤك لن يكونوا بالضرورة خاليين من أي شكل من أشكال التعاطف.

في ذات السياق، قالت دراسة أخرى نُشرت في وقت سابق من هذا العام في مجلة Demography،  أن عدد الأطفال يمكن أن يؤثر أيضًا على فقدان الإدراك. وأشارت النتائج إلى أن إنجاب ثلاثة أطفال أو أكثر مقارنة بطفلين كان له تأثير سلبي على الإدراك في نهاية العمر. وقال معدو الدراسة: “هذا التأثير هو الأقوى في شمال أوروبا، ربما لأن الخصوبة المرتفعة تقلل من الموارد المالية، وهذا لا يحسّن من الموارد الاجتماعية في هذه المنطقة أيضًا”.

وفي الواقع، غالبًا ما يترتب على إنجاب طفل إضافي تكاليف باهظة، ما قد يؤدي إلى مخاوف وعدم يقين بالوضع المالي، الأمر الذي يساهم في التدهور المعرفي. بالإضافة إلى ذلك، ففي العائلات الكبيرة، يتخذ أحد الوالدين -الأم غالبًا- خيار التوقف عن العمل، ما يؤثر بشكل أكبر على أدائها الإدراكي. ولكن في الوقت نفسه، فإن إنجاب أطفال متعددين يقلل من خطر العزلة الاجتماعية لدى كبار السن، بيد أنه يبقى عامل خطر رئيسي للضعف الإدراكي وظهور الخرف.

إنجاب طفل إضافي يؤدي تكاليف باهظة
غالبًا ما يترتب على إنجاب طفل إضافي تكاليف باهظة، ما قد يؤدي إلى مخاوف وعدم يقين بالوضع المالي، الأمر الذي يساهم في التدهور المعرفي

وختم الموقع بالقول نقلاً عن فيجارد سكيربيكك، أستاذ جامعة السكان وصحة الأسرة في مدرسة ميلمان في كولومبيا: “إن الدراسات المستقبلية يجب أن تتناول الآثار المحتملة لعدم الإنجاب أو إنجاب طفل واحد فقط على الإدراك في نهاية الحياة واستكشاف آليات الوساطة. ثم إن فهم العوامل التي تساهم في الإدراك الأمثل في نهاية العمر أمر ضروري لضمان شيخوخة ناجحة على المستوى الفردي والمجتمعي، خاصة في أوروبا، حيث ينخفض حجم الأسرة ويشيخ السكان بسرعة”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.