الرئيسية » تقارير » لماذا حضرت الإمارات في مبادلة تاجر الموت فيكتور بوت بلاعبة السلة الأمريكية في روسيا

لماذا حضرت الإمارات في مبادلة تاجر الموت فيكتور بوت بلاعبة السلة الأمريكية في روسيا

وطن- فيكتور بوت كان ضابطاً في “الكي جي بي” قبل انهيار الاتحاد السوفيتي، وبعد الانهيار استطاع أن يحصل على مخلفات السلاح والطائرات السوفييتية في أوروبا الشرقية، ونقل معظمها إلى قاعدة عسكرية في الشارقة في الإمارات وحتى إلى المطار المدني فيها.

من هناك بدأ توسيع عملياته، حين وفّر له عبد الله بن زايد خطوطَ طيران بالشراكة معه لنقل هذه الأسلحة إلى طالبيها كما يشير تقرير للأمم المتحدة، ومنها خطوط طيران سانتا كروز وفلاينج دولفين، المسجلتان باسم الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ومقرهما الإمارات، ولكنهما بسجلان ليبيريين دون أن تعلم ليبيريا عنهما حتى عام ١٩٩٨، ليتحول تسجيلهما إلى تسجيل سويسري والتي ألغت التسجيل عام ١٩٩٩ حين علمت بطبيعة عمليات هذا الطيران، حيث تم تسجيلهما على الورق بهدف إرسال مساعدات إنسانية لأفغانستان، لكن تبيّن أنّ العمليات تختلف عمّا هو مذكور، مما أحدث خلافاً إماراتياً سويسرياً.

كما أقام فيكتور بوت مصانع لصقل الماس والأحجار الكريمة في الشارقة ودبي ورأس الخيمة، وثمة تقارير تتحدث عن مصنع للمخدرات أقامها في راس الخيمة، فله علاقة شراكة وثيقة مع حاكمها سعود القاسمي، ناهيك عن عبدالله بن زايد ومحمد بن راشد وغيرهم.

هذا الماس الذي أجبر فيكتور بوت العمال الأفارقة، ومنهم أطفالاً على استخراجه من مناجمه في ليبيريا وبقية دول إفريقيا وتحت فوّهات الأسلحة وبأجر زهيد، وحين كانت تنتهي أعمالهم كانوا يعرون من ملابسهم وتفتّش حتى أعضاؤهم الخاصة، حتى يتأكد “المتحضرون” أن هؤلاء العمال المسحوقين لم يسرقوا شيئاً.

ومع أن معظم عمليات فيكتور بوت توجد في الشارقة، إلا أن حاكمها الشيخ سلطان القاسمي لا علاقة له بما يجري، فقادة اتحاد الغبن اتخذوا إمارته مسرحاً لعملياتهم الإجرامية، وهو آخر من يعلم، فحين التقاه السفير الأمريكي في أبو ظبي ليسأله عن ترسانة أسلحة فيكتور بوت في الشارقة، بدا حزيناً وكأنه لا يعرف مَن هو بوت أصلاً أو ربما لا يريد حتى أن يعرفه.

بواسطة ترسانة هذا السلاح الذي خلّفه الاتحاد السوفييتي وعبر خطوط الطيران والإمداد الذي وفّره حكام الإمارات، استطاع فيكتور بوت مع شركائه أن يصبغ إفريقيا كلها بالدم، ناهيك بأنّه ساعد التحالف الدولي في أثناء غزو العراق، وتعاون مع أحمد شاه مسعود في تحالف الشمال في أفغانستان تحت معادلة السلاح مقابل المخدرات والأحجار الكريمة، وقد قابل أحمد شاه مسعود أكثر من مرة.

كما نقل السلاح إلى الكونغو مقابل الكولتان المستخدم في صناعة الهواتف الذكية والاجهزة الإلكترونية، وهي المادة التي أدّى القتال من أجل السيطرة على مناجمها إلى مقتل ما يقرب من ٤ ملايين من البشر.
كما نقل السلاح إلى ليبيريا وأنقولا وسيراليون وغوايانا وموزبيق مقابل الماس، وكان على علاقة شراكة وثيقة بالرئيس الليبيري جارلز تايلور في عمليات التهريب القذرة.
كما هرب السلاح الى إرتيريا وجنوب السودان وإلى ليبيا وإلى دول أمريكا الجنوبية.

وقد طالبت الأمم المتحدة بشدة بضرورة إيقاف أي طائرة تحمل تسجيل (EL)، وهي التي يمتلك عبد الله بن زايد خطوطَها بالشراكة مع فيكتور بوت، ومقرّها مطار الشارقة ومطارات إماراتية أخرى اذا ما تحولت نحو الكونغو وغابون وأنغولا ورواندا وكينيا.

وحين اختلف فيكتور بوت مع الحكومة الأمريكية -كما يبدو- أوقعت به في تايلند، وحكمت عليه بـ٢٥ عاماً، حتى استبدلته مؤخراً بلاعبة التنس الأمريكية برتني غراينر في صفقة غبية محيرة.

الإمارات تحتاجه الآن، وهي التي تدخلت في الوساطة بقوة، حتى أن صفقة التبادل والتسليم جرت في أبو ظبي.
نتفهم أهميته إطلاق سراحه لحكام الإمارات خاصة في هذه الظروف بعد غرفهم في ليبيا واليمن، ولكن ما مصلحة أمريكا بإطلاق سراحه خاصة في ظلّ حربها المستمرة بالوكالة مع روسيا؟ على يقين أن إدارة بايدن خدعت في هذه الصفقة بشكل غريب، إلا اذا كان ثمة أشياء لا نعلمها.

ما إن وصل فيكتور بوت روسيا حتى بدأ بمهاجمة أمريكا، وتعهّد بدعم بوتين في حربه مع أوكرانيا، والتي اعتبرها متاخرة منذ عام ٢٠١٤، وحتماً لن ينسى الشركاء الصامتين في رحلته الدموية في إفريقيا وأمريكا الجنوبية.
هدّدته أمريكا بعد هذه التصريحات باعتقاله مرة أخرى أن ثبت تورطه في تهريب السلاح من جديد، وكأنّ مثله من هو في غاية الذكاء سيعطي أمريكا الفرصة للاقتراب منه، ولكنه في نفس الوقت لن يترك لعبته الكبرى “السلاح”، لكنه في هذه المرة سيضيف السلاح الأمريكي مع السلاح السوفييتي.. السلاح الأمريكي الذي صار قريباً منه.. جداً..

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.