وطن- راج في الأيام الماضية هاشتاق على تويتر في سلطنة عمان، تحت عنوان: “العماني ما طبّال”، على خلفية ظهور عدد من العمانيين وهم يُطبلون في عدد من الإعلانات الترويجية لأحد البنوك.
وهو ما أحدث نوعاً من التجاذبات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أكّد خلالها النشطاء على عمق الشخصية العمانية، وأنه لا يجب بأيّ حال من الأحوال اختصارها في “شخص طبال”.
وسم “العماني ما طبال”
وكان أحد البنوك في سلطنة عُمان قد أطلق إعلانه الترويجي مؤخراً، وفيه ظهر عدد من العمانيين يضربون الطبل ويرقصون في إطار هذا الإعلان المدفوع.
https://twitter.com/abu_alyas3/status/1593664572078145539?s=20&t=ZPKMzLvFQceNbGRGkrhDEw
وانتشرت عبر تويتر -على خلفية ذلك- الكثير من التغريدات التي عبّرت عن مختلِف ردود الأفعال لدى المغردين في عمان.
فعل مخل وفاضح من فتاة بحفل سيف نبيل في سلطنة عمان (فيديو)
ويتضح من البحث أنّ البنك المشار إليه في تغريدات العمانيين، هو بنك “مسقط” الحكومي، والذي أصدر هذا العمل الدعائي بمناسبة العيد للوطني للسلطنة.
وتحت وسم “العماني ما طبال”، تراوحت ردود الفعل تلك، بين مَن انتقد الإعلان الترويجي في حدّ ذاته، وبين مَن أشار إلى عمق وغزارة الهوية العمانية ومدى تجذّرها وتنوعها في محيطها العربي والإسلامي.
وفي هذا السياق، كتب الناشط “هلال الريامي”، إنه “عند تصفح تويتر نجد معظم الشركات والبنوك عملت فيديو ترويجي لها وجعلت العماني طبال”.
وتابع مستنكراً: “نقول لكم العماني ما طبال.. العماني حضارة وعلم وأدب وأخلاق كفاكم التشويه بسمعة العماني.. فالقانون يعاقب على ذلك”.
عند تصفح تويتر لهذا اليوم نجد معظم الشركات والبنوك عملت فيديو ترويجي لها وجعلت العماني طبال، نقول لكم #العماني_ما_طبال
العماني حضارة وعلم وأدب وأخلاق كفاكم التشويه بسمعة العماني فالقانون يعاقب على ذلك. pic.twitter.com/rKTaSdjk8g— هلال الريامي #سلطنة_عُمان (@h_ryami) November 18, 2022
غضب العمانيين عبر مواقع التواصل
وغرّد “سليمان الغسيني”: “وأسفاه هكذا يروج عن العماني والعمانية؛ في مناسبة العيد الوطني والمواد الإعلانية التجارية والسياحية، وما يسمونه بالأغاني الوطنية،بل حتى في حفلات المدارس: بأنه رقّاص.. وطبّال.. وعارضة أزياء.. باسم التراث العماني،وباسم الوطنية…يا أمة ضحكت من جهلها الأمم”.
وا أسفاااااه!!
هكذا يروج عن العماني والعمانية؛ في مناسبة العيد الوطني والمواد الإعلانية التجارية والسياحية، وما يسمونه بالأغاني الوطنية،بل حتى في حفلات المدارس:
بأنه رقّاص..
وطبّال..
وعارضة أزياء..
باسم التراث العماني،وباسم الوطنية.
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم#العماني_ما_طبال pic.twitter.com/lHvpxnOnpm— سليمــان الغسينــي (@s_alghusaini) November 18, 2022
فيما كتب عيسى، الذي شارك مقطع فيديو يَظهر فيه أحد العمانيين وهو يلقي الشعر بفصاحة غير مسبوقة: “هذه عُمان وهذا هو الإنسان العُماني الذي لا تودون إظهاره في منتجاتكم الغنائية الرديئة”.
وتساءل: “هل يعقل أن تختزلون صورة العُماني وعُمان في مجموعة رقصات شعبية و طبل؟!”.
هذه عُمان .. و هذا هو الإنسان العُماني الذي لا تودون إظهاره في منتجاتكم الغنائية الرديئة
هل يعقل أن تختزلون صورة العُماني و عُمان في مجموعة رقصات شعبية و طبل ؟؟!!
تذكرو : #العماني_ما_طبال pic.twitter.com/J1i2iHvY14
— عيسی النظيري🇵🇸 (@OMMAANNI2020) November 18, 2022
وبالمثل، كتب عبد الله بن محمد العنبري، مشيراً إلى “بعض الاحتفالات في كثير من المدارس تربي الطفل على الرجولة وتغرس قيم جميلة”.
وأكمل: “مثل هذه الفعاليات يجب علينا دعمها وإبرازها، حتى نرسم صورة مشرقة عن مجتمعنا العماني الضارب في التاريخ المشرق والمشرف”.
بعض الاحتفالات في كثير من المدارس تربي الطفل على الرجولة وتغرس #قيم جميلة، مثل هذه الفعاليات يجب علينا دعمها وإبرازها، حتى نرسم صورة مشرقة عن مجتمعنا العماني الضارب في التاريخ المشرق والمشرف. #العيد_الوطني_52_المجيد #العماني_ما_طبال #الأمر_بالمعروف_خير_وواجب pic.twitter.com/JcEOb3A8U6
— عَبْدُالله بن مُحَمّد العَبْري (@alabriamz) November 21, 2022
فيما قال عبد المنعم الخروصي: “إذا رأيت أمة تعظم طبولها ومطربيها أكثر من علمائها ومفكريها فاعلم أنه لا شأن لها بين الأمم ولا مستقبل لها، (فالعز والعظمة) و(اللهو والطرب) لا يمكن بحال أن يجتمعا كما أن الليل والنهار لا يجتمعان”.
إذا رأيت أمة تعظم طبولها ومطربيها أكثر من علمائها ومفكريها فاعلم أنه لا شأن لها بين الأمم ولا مستقبل لها، (فالعز والعظمة) و(اللهو والطرب) لا يمكن بحال أن يجتمعا كما أن الليل والنهار لا يجتمعان .#العماني_ما_طبال
— عبدالمنعم الخروصي (@abdulmonem921) November 21, 2022
ويفتخر العماني، شأنَ باقي شعوب المنطقة العربية، بشخصيته وهويته المتفردة التي تميزه عن باقي الأمم، وهي هوية نابعة من عمق الإرث التاريخي الذي تتميز به السلطنة التاريخية.
ويسعى العمانيون دائماً إلى حفظ عاداتهم وتقاليدهم الأصيلة، وعدم الانجراف وراء تيار الانفلات الذي ظهر ببعض الدول الخليجية والعربية، تحت مسمى الانفتاح المزعوم.
وحافظ السلطان الراحل “قابوس بن سعيد”، على الهوية العمانية وعراقتها طيلةَ نصف قرن حكم فيها السلطنة (عصر النهضة)، وسار على دربه من بعده السلطان الحالي “هيثم بن طارق”.