الرئيسية » الهدهد » “الكوليرا” يثير الذعر في لبنان.. هل يتم تدارك الأمر قبل وقوع كارثة حقيقية؟

“الكوليرا” يثير الذعر في لبنان.. هل يتم تدارك الأمر قبل وقوع كارثة حقيقية؟

وطن– أعلنت الحكومة اللبنانية عن تسجيل أول حالة كوليرا في البلاد، وهي الحالة الأولى التي تسجل في البلاد منذ نحو 30 عاماً، حيث سجلت الحالة الأخيرة في العام ١٩٩٣.

وقال وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور فراس الأبيض، في تصريحات لوسائل إعلام لبنانية، “إن حالة الكوليرا الأولى التي تم تسجيلها أمس، هي الأولى منذ العام ثلاثة وتسعين، وهي لرجل متوسط العمر في منطقة عكار يخضع حاليًا للمراقبة وحالته مستقرة”.

من سوريا إلى لبنان

ولفت إلى أن “دخول الكوليرا إلى لبنان كان أمرًا مطروحًا، خصوصًا بعد انتشار الوباء في الدول المجاورة، وتسجيل سوريا أكثر من عشرة آلاف حالة”.

وأكمل: “لذا، ومع تسجيل الحالة الأولى، كان فريق الترصد -حسب قوله- جاهزًا لإجراء الفحوص وتتبّع عائلته ومخالطيه وتحديد ما إذا كانت ثمة إصابات جديدة، خصوصًا أن وزارة الصحة العامة كانت قد بدأت في الأسابيع الماضية استعداداتها لمواجهة الوباء مع شركائها ولا سيما منظمة الصحة العالمية واليونيسف”.

تقصّي الحالات

وفي اجتماع ضمّ رئيسة برنامج الترصد الوبائي الدكتورة “ندى غصن”، ورئيسة مصلحة الطب الوقائي الدكتورة “عاتكة بري”، عرض وزير الصحة العامة الإجراءاتِ التي تقوم بها الوزارة مع شركائها، ومنها تعزيز تقصّي الحالات عبر زيارات ميدانية للمناطق اللبنانية كافة.

ولا سيما المناطق التي من المرجّح أن ترتفع فيها أعداد الحالات بالتنسيق مع وزارة الطاقة والمياه، للكشف على مصادر المياه وشبكات الصرف الصحي وإجراء الفحوص الجرثومية المطلوبة.

الأمصال والأدوية

وكذلك تم إصدار تعاميم للمستشفيات والمراكز الصحية والعاملين الصحيين، لضرورة إبلاغ الوزارة بأي حالة مصابة أو موضع شك بالإصابة، و”تأمين مخزون أولي من الأمصال والأدوية المطلوبة لمعالجة الإصابات”.

وتم تفعيل مختبرات فحص المياه في 8 مستشفيات ومختبرات كمرحلة أولى، إفساحًا في المجال لإنجاز الفحوص، ليس فقط في العاصمة بيروت؛ بل في مختلف المناطق اللبنانية.

مراكز عزل

وكذلك بالنسبة إلى تأمين الفحوص لتحديد الحالات، لضمان حصول تشخيص سريع تجهيز لمستشفيات ومراكز عزل، للتأكد من حصر الوباء، وتشكيل خلية أزمة بالتنسيق مع الوزارات المعنية، ولا سيما الطاقة والمياه والداخلية والبلديات والبيئة والشركاء الدوليين، من أجل العمل على توفير مصادر مياه سليمة، ومراقبة الصرف الصحي، والمضي قدمًا بالإجراءات التي يتم اتخاذها، والمتعلقة بالتأكد من جودة المياه وسلامتها.

تلوث المياه يؤدي لانتشار الكوليرا

تسجيل حالات إضافية

وكعادتها في إلصاق كوارث لبنان باللاجئين السوريين، لفت الوزير الأبيض إلى أن “الحالة التي تم تسجيلها هي لنازح سوري أكد أنه لم يكن في سوريا قبل إصابته”.

وأضاف: “هناك حالات عدة مشكوك بها ويتم إجراء الفحوص اللازمة للتأكد منها علمًا بأنه تم حصر هذه الحالات تحسبًا للعدوى”.

ورجح “تسجيل حالات إضافية خصوصًا في ضوء العدد المرتفع للحالات المصابة في سوريا، ووضع الحدود والتنقل”، مشددًا على “ضرورة الاستعداد للمواجهة”.

بيئة مثالية لانتشار الكوليرا

وبحسب تقرير لموقع “الحرة“، يعاني لبنان أيضاً من مشاكل تلوث تاريخي في مصادر المياه لديه، إضافة إلى أزمة نفايات قديمة، فضلاً عن أزمة صرف صحي تزداد حدة مع انقطاع الكهرباء عن كثير من محطات تكرير الصرف الصحي.

فضلاً عن تلوّث أنهار رئيسية في البلاد يعتمد عليها المزارعون لريّ مزروعاتهم، كما هي الحال مع نهر الليطاني، وهو ما يمثّل بيئة مثالية لانتشار الكوليرا، وغيرها من أمراض الجهاز الهضمي وحالات التسمم، التي انتشرت بكثافة في العامين الماضيين.

والكوليرا هي مرض بكتيري عادةً ما ينتشر عن طريق الماء الملوَّث، وتتسبَّب الكوليرا في الإصابة بإسهال وجفاف شديد. وإذا لم يتمَّ علاجها، فإنها يمكن أن تكون قاتلة خلال ساعات، حتى لدى الأشخاص الذين كانوا أصِحَّاء سابقاً.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.