الرئيسية » الهدهد » سورية تعرض “تأجير رحمها” لإطعام أبنائها:”سيموتون جوعاً”

سورية تعرض “تأجير رحمها” لإطعام أبنائها:”سيموتون جوعاً”

وطن- دفعت الحاجة وضيق الحال إمرأة سورية إلى إعلان “تأجير رحمها”، لتطعم أولادها، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها السوريون في مناطق سيطرة النظام.

ونشرت منصة “أطباء سورية” التابعة لوزارة الصحة، أن امرأة جاءت إلى أحد المشافي ودون أي مقدمات قالت: “بدي أجر رحمي.. ممكن تخلوا رقمي عندكم ؟!”.

وأضافت المنصة في منشورها أن “الكل انصدم، وسألوها: خالة شو يعني تأجـري رحمـك!”.

فردّت بقهر: “ولادي رح يموتوا من الجوع ؛ و أبوهم مات وهو عم يحاول يهاجر وتركلي أربع ولاد فاتحين تمهم للهوا”.

وأضافت أن “كل ما تشتغله لا يكفي ثمن الخبز.. أنا سمعت عن أناس يتحدثون عن تأجير الرحم ويدفعون مبلغاً جيداً مقابله، لذا جئت لأضع رقم هاتفي لدى المشفى. وإذا علمتم أن امراة لا تستطيع الانجاب ارجو اخبارها عني انا اؤجرها رحمي”.

وأوضح منشور المنصة: “وفعلاً تركت الورقة ومشت مكسـورة الخاطر بدون أن تدع لم مجالاً لأي كلمة!”.

الأمومة بالإنابة

ويُعرف تأجير الرحم أيضاً “بالأم البديلة” (Surrogate mother) أو الأمومة بالإنابة، إذ يتم استئجار رحم امرأة لفترة الحمل حتى الولادة بموجب اتفاق، ثم تُسلّم الوليد -بموجبه- إلى الأبوين.

وقد يكون هذا الاتفاق بعوض أو بدون عوض، حيث تكون الأم البديلة متطوعة، كأن تكون إحدى قريبات الزوجة، أو أمها، أو أختها، أو جدتها، أو صديقتها، أو زوجة ثانية للزوج ذاته، إلخ.

قوانين تنظم وقوانين تمنع

لذا حاولت بعض الدول الاستجابة لهذا النوع من التصرفات، من خلال إصدار بعض القوانين الخاصة. ونظراً لخلوّ القانون في بعض الدول من الأحكام التي تنظّم هذا العقد، اختلفت الآراء حول موضوع الإنجاب الصناعي بتدخل الغير عن طريق الاستعانة برحم امرأة أخرى. ويبين هذا البحث مدى مشروعية هذا العقد في القانون السوري.

فيديو مؤثر لطفلة سورية يُبكي مواقع التواصل (شاهد)

فتوى سورية بتحريم تأجير الرحم

وكان المجلس العلمي الفقهي في وزارة الأوقاف التابعة للنظام، أصدر في شباط 2021، فتوًى حّرّم بموجبها تأجير الرحم.

وجاء في فتوى المجلس -بحسب ما نقلت وكالة “سانا” آنذاك- أن “تأجير الأرحام حرام لا يجوز شرعاً، لما فيه من تلاعب في الأنساب، يظهر فيها امتهان للمرأة بعد أن كرمها الإسلام وأعلى شأنها”.

وبيّن المجلس أن تأجير الأرحام “من المظاهر العبثية التي تخرب المجتمع وتفكك بنيانه”. وأوضح المجلس أن مثل هذه الصور من التلاعب هي من نتاج المجتمعات الحديثة، التي تحللت من قيم الدين وانساقت خلف الشهوات بلا ضوابط”.

“اختارت أسهل الأمور”

وتباينت آراء وتعليقات رواد موافع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بين مؤيد ومعارض، واعتبر البعض أن هذه السيدة اختارت أسهل الأمور للحصول على المال، رغم توفر العديد من المهن المناسبة لها ومن المنزل، أو في منشآت تضمن لها نوعاً ما العيش الكريم، فيما دعت أخرى السيدة للعمل في (المونة) بدلاً من التوجّه لهكذا فكرة.

وعلّقت “لمى مهيني”: “صار الواحد لازم يأجر عقله ليستوعب شو عم يطلع براس العالم”.

وقالت “رشا عمران”: أن “الفكرة صعبة وقاسية ،بس اذا شوي فكرنا فيها منلاقيها انسانية لأنها تمنح حياة لإنسانة محرومة لتكون أماً ،،ولكن المشكلة أننا لا نستطيع أن نرى إلا الجانب السلبي والقاسي بالقصة”.

وطالبت “صبا داوود ” بعدم تبرير الغلط والحرام، بحجة الفقر والظروف، وفي السياق ذاته، علّقت “هبة حساني”: “أساسا هالعملية حرام وما بتجوز.. الفقر وديقة الحال مانو مبرر لترتكب اثم كبير رب العالمين ح يحاسبا عليه يوم القيامة”.

ووفقاً لإحصائيات أجريت بالتعاون بين “المكتب المركزي للإحصاء” وبرنامج الغذاء العالمي، فإن “نحو 8.3 في المئة من الأسر في سوريا تعاني من انعدام شديد بالأمن الغذائي، و47.2 في المئة يعانون من انعدام متوسط”.

في حين يتمتع نحو 39.4 في المئة بأمن غذائي مقبول، ولكنهم معرّضون لانعدامه مع أي صدمة تتعلق بارتفاع الأسعار.

لاجئة سورية تروي تفاصيل رحلة الموت بعد أن ألقت بطفليها في عرض البحر (شاهد)

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.