الرئيسية » تقارير » الاحتلال يصفه “بالمطلوب الأخطر”.. الأجهزة الأمنية تعتقل القيادي القسامي في نابلس مصعب اشتيه

الاحتلال يصفه “بالمطلوب الأخطر”.. الأجهزة الأمنية تعتقل القيادي القسامي في نابلس مصعب اشتيه

وطن– أثيرت حالة عارمة من الغضب والفوضى؛ في أعقاب إقدام الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية على اعتقال الأسير المحرر “مصعب إشتيه” القائد في (كتائب الشهيد عز الدين القسام) الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الذي تلاحقه قوات الاحتلال منذ مدة طويلة.

واعتقل جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة في نابلس، “إشتية” مع اثنين آخرين كانا برفقته، ما أثار رد فعل غاضب في نابلس، اندلع على إثره اشتباكات وإطلاق نار.

وجرت عملية الاعتقال، بعد تطويق مركبة كان يستقلها مصعب بمنطقة شارع فيصل شرق نابلس، كما اعتُقل معه مطلوب آخر يُدعى “عميد طبيلة”.

واحتشدت مجموعات المقاومة في البلدة القديمة بنابلس، والمعروفة باسم “عرين الأسود”، عند دوار الشهداء وسط المدينة؛ تنديداً باعتقال مصعب، في وقت أُشعلت فيه الإطارات المطاطية وأطلقت النيران بشكل كثيف؛ رفضاً للاعتقال.

عائلة المعتقل مصعب إشتيه تؤكد اعتقاله

وأكدت عائلة إشتية، صحة نبأ اعتقال مصعب من قبل جهاز الأمن الوقائي (التابع للسلطة)، كما نفت ما تردد عن أن اعتقاله جاء بعد موافقتهم على تسليمه.

https://twitter.com/shahedcc2/status/1571976224393793544?s=20&t=hg8z1cxF41HCRgzeIFRzgQ

وقال بيان صادر عن العائلة: “نعبر عن استنكارنا الشديد وإدانتنا الكاملة لإقدام قوات كبيرة من جهاز الأمن الوقائي على محاصرة ابننا المطارد والمطلوب الاحتلال، ورفيقه المطارد عميد طبيلة، والاعتداء عليهم، الليلة الماضية”.

ونعت العائلة، في بيان طالعته “وطن“، الشهيد “فراس فارس يعيش” الذي ارتقى إثر الأحداث المؤسفة، وإطلاق الأجهزة الأمنية النارَ عشوائياً على أبناء الشعب الفلسطيني في مدينة نابلس.

المواطن الفلسطيني فراس فارس يعيش الذي قتل خلال اشتباكان بين الأجهزة الأمنية ومسلحين في نابلس

وأشار البيان إلى أن الأجهزة الأمنية، أقدمت على نصب كمين لاعتقال مصعب قرب كلية الروضة، نافية بشكل قاطع ما تروّجه الأجهزة بأن الأسرة قامت بتسليمه، أو طلبت اعتقاله.

وذكرت العائلة: “نحمل الأجهزة الأمنية المسؤولية الكاملة عن حياة ابننا البطل مصعب اشتية، وما تلى ذلك من أحداث واعتداء على أبناء شعبنا ونطالب بالاطمئنان عليه وعلى صحته بعد اعتداء عناصر الأجهزة الأمنية عليه”.

وأشارت إلى أن مصعب محتجَز في مقر المقاطعة، وتُحمّل السلطة المسؤولية حالَ نقله لمكان آخر، وتطالب بالإفراج الفوري عنه.

وتابع البيان: “نطالب الشرفاء والعقلاء بالتدخل فورا لحقن الدماء والافراج عن المعتقلين، ووحدة الصف أمام الهجمة الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك، وإنه من العار على أجهزة السلطة أن تعتقل الشرفاء والمناضلين بعد أن فشل الاحتلال في اغتيالهم مرات عديدة”.

إطلاق نار مستمر في البلدة القديمة بنابلس

وأظهرت مقاطع فيديو، بثّها ناشطون على موقع “تويتر”، عدداً من الشبان وهم يغلقون عدة شوارع بالإطارات المطاطية.

كما أطلق مسلحون النار في الهواء؛ تعبيراً عن الاحتجاج على اعتقال إشتية.

وأسفرت المواجهات العنيفة بين العناصر الأمنية التابعة للسلطة وشبان فلسطينيين، عن سقوط قتيل وإصابة آخرين.

وأعلنت عائلة فراس فارس يعيش، عن إصابته في الرأس، ما استدعى نقله للمستشفى بحالة حرجة، قبل أن يعلِن الأطباء عن وفاته في وقت لاحق.

كما أظهرت صور متداولة على تويتر، إغلاق جميع مداخل البلدة القديمة ودوار الشهداء بنابلس؛ احتجاجاً على اعتقال السلطة المطارَد إشتية.

وسادت حالة من الهلع بين الفلسطينيين في نابلس، بسبب الاشتباكات المسلحة على خلفية اعتقال السلطة المطارد إشتية.

وعلى إثر هذه الأحداث، قررت بلدية نابلس تعليق الدوام لهذا اليوم في مبنى البلدية، على أن تبقى الأقسام الخارجية وفرق الطوارئ على رأس عملها.

كما أصدرت نقابة أصحاب المدارس ورياض الأطفال الخاصة، توصيةً بعدم إرسال الحافلات لأي مكان قد يشهد اشتباكات، وأوصت بعدم دوام أي روضة أو مدرسة تقع في منطقة قد تشهد اشتباكات.

يأتي هذا، فيما قال المراسل العسكري للقناة 12 الإسرائيلية نير دفوري، إن اعتقال مصعب إشتيه جاء على خلفية الانتقادات التي وجهتها إسرائيل للسلطة، وبناءً على مطالبتها بالعمل ضد التنظيمات المحلية، في إشارة إلى التنسيق المشترك بين الاحتلال والسلطة.

حماس تدين

وأدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اعتقال الأجهزة الأمنية الفلسطينية للمطاردَين مصعب اشتية وعميد طبيلة.

وقال بيان صادر عن الحركة: “ما جرى وصمة عار جديدة على جبين السلطة وسجل تنسيقها الأمني الأسود”.

وطالبت حماس، بضرورة الإفراج الفوري عنهما، وعن كل المقاومين والمعتقلين السياسيين.

وأضاف البيان: “بينما يستمر العدو في عمليات القتل والاعتقال والتهويد والاستيطان، تتماهى السلطة معه باستمرار التنسيق الأمني وقمع أبناء شعبنا وملاحقة واعتقال المقاومين؛ في سلوك خارج عن كل أعرافنا الوطنية”.

كما دعت السلطةَ وأجهزتَها الأمنية، إلى “الكف الفوري عن سياساتها اللاوطنية بحق الشرفاء والمقاومين، والكف عن منح الاحتلال خدمات أمنية على حساب الشباب والثوابت الوطنية”.

بدورها، استنكرت حركة المجاهدين الفلسطينية بشدة، جريمةَ الاعتقال والاختطاف التي نفذتها أجهزة أمن السلطة بحق المقاومَين مصعب أشتية وعميد طبيلة في نابلس.

وطالبت الحركة، في بيان لها، بضرورة الإفراج الفوري عن المعتقلين على الفور.

وقالت حركة المقاومة الشعبية في فلسطين، إن اعتقال أمن السلطة للمطارد مصعب إشتية، إساءة لنضال الشعب الفلسطيني، واستمرار لنهج التنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني، وملاحقة كوادر المقاومة.

ودعت الحركة، في بيان، السلطةَ إلى وقف الملاحقة الأمنية بحق المقاومين والانحياز إلى الشعب الفلسطيني ومقاومته، والإفراج الفوري عن المطارد إشتية وتوفير الحماية له من الاحتلال الصهيوني.

في السياق، أدانت جبهـة العمل الطلابي التقدمية في جامعة النجاح، اعتقال السلطة لمصعب اشتية أحد قادة المــــقاومة في نابلس.

وقالت الجبهة في بيان، إن سياسة التنسيق الأمني والرضوخ للإملاءات الإسرائيلية والأميركية تجاوز لكل الأعراف الوطنية وقضية اختطاف سعدات ورفاقه لن يطويها النسيان.

وشددت على أن سياسة الاعتقال والتنسيق الأمني والرضوخ للإملاءات الإسرائيلية والأمريكية شكلت انتقاصا وتجاوزا لكل قواعد وأخلاقيات العمل الوطني ومساس مباشر بشرعية المقاومة.

من هو مصعب اشتيه؟

واشتية هو أسير محرر اعتقل ثلاث مرات، وأمضى في سجون الاحتلال 4 سنوات.

وكانت قوات الاحتلال قد أدرجت اسم اشتية ضمن المطلوبين لها منذ شهر حزيران / يونيو 2021.

كما سبق أن داهمت منزل عائلته في بلدة سالم شرق نابلس عدة مرات بهدف اعتقاله.

ونجا اشتية من عدة محاولات اغتيال، أبرزها لدى محاصرة مجموعة من المقاومين داخل حارة الياسمينة بالبلدة القديمة بنابلس، في 24 تموز/ يوليو الماضي، واستشهاد محمد العزيزي وعبد الرحمن صبح.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.