الرئيسية » الهدهد » هل أصبحت مصافحة الإسرائيليين شرطا لاستمرار المسؤولين البحرينيين في مناصبهم؟

هل أصبحت مصافحة الإسرائيليين شرطا لاستمرار المسؤولين البحرينيين في مناصبهم؟

وطن – ردود أفعال واسعة أثيرت بشأن قرار ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، بإقالة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، من منصبها كرئيسة لهيئة البحرين للثقافة والآثار (وزيرة الثقافة) بعد حادثة فسّرت، من قبل الملك، على أنها تجنب لمصافحة السفير الإسرائيلي إيتان نائيه، خلال مراسم دفن والد السفير الأمريكي في المنامة.

صحيفة “القدس العربي”، قالت إن الأمر يتعلق بواقعة كانت الوزيرة فيها تقوم بواجب العزاء، وهو حدث يفترض ألا يكون بروتوكوليا بحتا، وإلا كانت الوزيرة قد أعلمت، مسبقا، وهذا يعني أن وجود السفير الإسرائيلي في المكان كان عارضا وغير مقصود.

وأضافت أن كل هذا يعني أن قرار الوزيرة بالتواجد، أو عدم التواجد، في مكان تصادف فيه وجود سفير تل أبيب، أو غيره، هو أمر يتعلق بها أولا، كشخص، قبل أن تكون مسؤولا في الحكومة، أو عضوا في العائلة الحاكمة، وهو أمر لا يدخل في نطاق عملها كوزيرة ولا يتعلق بالثقافة والآثار بالتأكيد.

وتابعت: “قرار العاهل البحريني، يعني في جملة ما يعنيه، أن تجنب لقاء السفير الإسرائيلي، حتى لو حصل صدفة، ومن دون سياق بروتوكولي، وفي حدث شخصي هو العزاء بوفاة والد سفير، هو لا يمكن رفضه، حتى لو كان من يرفضه شخصا من العائلة الحاكمة نفسها، وبمرتبة وزيرة الثقافة، التي تملك مصداقية كبيرة في منصبها وعملها وتحظى بعلاقات وثيقة مع الكثير من المثقفين البحرينيين والعرب والأجانب”.

وذكرت الصحيفة: “مصافحة سفير إسرائيل الهابط حديثا إلى المنامة، في هذه المعادلة الجائرة، أهم من مي آل خليفة، ومن العشرين عاما التي قضتها الوزيرة المرموقة في خدمة الشأن الثقافي والإعلامي في البحرين، ووضعها لبلادها ضمن دائرة الضوء والاحترام والفاعلية العالمية”.

تقلب هذه المعادلة التقاليد السياسية، التي تجعل سيادة البحرين، واحترام قرارات شخصية حكومية وازنة، أقل أهمية من لقاء عارض وغير مخطط له مع سفير دولة تعتبرها الشعوب العربية خصما وجوديا للفلسطينيين، والعرب، والإنسانية، وفق “رأي القدس العربي”.

وأوضحت أنه من المفهوم أن تراعي سلطات المنامة إجراءات التطبيع الرسميّة مع إسرائيل، لكن غير المفهوم أن تصبح مصافحة سفير إسرائيل شرطا واجبا على وزراء الحكومة كي يستمروا في مناصبهم.

وقالت: “هذا الأمر يتنافى مع المنطق البسيط، وخصوصا لو جرت مقارنة هذا الفعل مع ما درجت عليه الحكومات الإسرائيلية، من حوادث تدل على استخفاف وعدوانية مع مسؤولي الدول الكبرى والصغرى، سواء كانوا رؤساء أو رؤساء حكومة أو وزراء، ومنها على سبيل المثال، ما حصل من اشتباك مع بولندا، وأدى لسحب السفراء”.

وختمت الصحيفة: “ماذا تتوقع سلطات البحرين بعد هذه الحادثة، وهل ستصبح زيارة سفير إسرائيل في المنامة، بطاقة تطويب للمسؤولين، تسمح لهم بالدوام في مناصبهم، وإذا كان هذا الحال مع سفير دولة تعتبر عدوة، فما هي الرسالة التي توجهها البحرين لشعبها، وللشعوب العربية؟”.

وكان ملك البحرين، قد أصدر يوم الخميس الماضي، مرسوما بتعيين الشيخ خليفة بن أحمد بن عبد الله آل خليفة، رئيسا لهيئة البحرين للثقافة والآثار، إثر إقالة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة من المنصب.

وجاء قرار الإقالة بسبب رفض الشيخة مي، التي عملت في الإعلام والثقافة لأكثر من 20 عاما، للتطبيع مع “إسرائيل”، الأمر الذي عبّرت عنه مؤخرا عبر رفضها لمصافحة السفير الإسرائيلي لدى المنامة، في مجلس عزاء خاص، أقامه السفير الأمريكي، في منزله في العاصمة البحرينية.

السفير الأمريكي ستيفن بوندي، كان قد عقد مجلس عزاء خاص في 16 يونيو الماضي، بمناسبة وفاة والده، ودعا إليه سفراء ومسؤولين، من بينهم السفير الإسرائيلي في البحرين، إيتان نائيه، والشيخة مي بنت محمد.

وخلال التصوير في مجلس العزاء، رفضت المسؤولة البحرينية المنحدرة من العائلة الحاكمة، مصافحة سفير الاحتلال بعد أن علمت جنسيته، قررت الانسحاب من المكان، وطلبت من السفارة الأمريكية عدم نشر أي صورة لها في مجلس العزاء.

وكانت الشيخة مي قد رفضت تهويد أحياء قديمة في العاصمة البحرينية، ورفضت السماح لمستثمرين يهود بتشييد حي يهودي من باب البحرين حتى الكنيس اليهودي في المنامة.

كما استضاف مركز الشيخ إبراهيم الذي تديره الشيخة مي، المؤرخ والمفكر اليهودي إيلان بابيه، في نوفمبر 2021، في ندوة طرح خلالها أن الحل المستقبلي المنشود للقضية الفلسطينية يتمثل في إلغاء الاستعمار الاستيطاني العنصري الصهيوني لفلسطين، في نشاط ثقافي شكل ضربة لجهود التطبيع مع “إسرائيل”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.