الرئيسية » حياتنا » من الأردن.. معالج شعبي يكشف لـ”وطن” أسرار مداواة الحروق من الطبيعة وبنتائج مذهلة

من الأردن.. معالج شعبي يكشف لـ”وطن” أسرار مداواة الحروق من الطبيعة وبنتائج مذهلة

وطن- تُعتبر الحروق من أصعب الإصابات التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان، وقد تكون مميتة إذا لم تتم معالجتها بالسرعة القصوى أو تترك آثاراً تشويهية لا تُنسى.

مداواة الحروق أمر حساس ودقيق

ومع شيوع الكثير من المعتقدات الشعبية السيئة التي يتعلق بعضها بالحروق يصبح الحذر واجباً لدى إصابة شخص ما بالحروق أياً كانت درجتها، والتعامل معه بهدوء وروية ريثما يتم إسعافه إلى المركز الصحي أو المشفى.

وللأسف فإن الكثير من هذه السلوكيات تكون من قبل الأطباء أو الممرضين الذين يعملون في هذه المراكز أو المستشفيات.

“أحمد وهبي أبو ياسين” أحد المعالجين السوريين في مجال الحروق ممن أثبتوا قدرة عالية على علاج حالات مستعصية في هذا المجال، تحدث لـ(وطن) حول بدايات اهتمامه بعلاج الحروق.

وذكر أنه منذ أن كان في مرحلة التعليم الابتدائي أي في السابعة من عمره كان يتمنى أن يصبح طبيباً لأنه عشق هذه المهنة الإنسانية النبيلة التي تهدف إلى مساعدة الآخرين وتخفيف الألم عنهم.

وتابع : “عندما كنت أذهب مع أهلي إلى أحد المشافي لزيارة مريض، كنت أشاهد الطبيب يتنقل من غرفة إلى غرفة يتفقد المرضى ويواسيهم بابتسامته الرائعة ويطمئنهم.”

مضيفا:”وكنت أقول في نفسي: هنيئاً لهذا الطبيب لما يلقى من حب واحترام، وهنيئاً له عمله الإنساني هذا.”

إلا أن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن، فلم يحالفه الحظ –كما يقول- بتحقيق ما كان يتمناه ويحبه.

وروى محدثنا أنه توجه بعدها لعلاج بعض الأمراض العارضة في أسرته من خلال الأعشاب باجتهاد منه، وكان للعلاج نتائج إيجابية جيدة دائماً.

«صور» احذروا .. ما تسبب لها بهذه الحروق “المرعبة” جميعكم تستخدموه!

التداوي بالأعشاب يجب أن يقترن بالتجربة والممارسة

وقد دفعه هذا الأمر للتفكير في متابعة موضوع العلاج بالأعشاب (الطب العربي) مع محاولة إغنائه، ذلك أن موضوع التداوي بالأعشاب يجب أن يكون مقترناً بالتجربة والممارسة دائماً ليصل المعالج به إلى نتائج سليمة ومأمونة، ويتجاوز به آثاره السلبية إن وجدت.

آثار دائمة للحروق

وحول سبب اختياره لهذا النوع من العلاج الشعبي رغم خطورته وقلة من يمارسونه، أشار المعالج الذي يعيش في الأردن، إلى أن اختياره لمداواة الحروق جاء لأن هذا النوع من المعالجة لا يلقى اهتماماً من قبل الناس،بسبب قلة حوادثه ضمن الأسرة الواحدة، فقد يحدث مرة واحدة، أو أكثر في حياة الأسرة،وربما لا يحدث إطلاقاً.

واستدرك :”هذا ما دفعني إلى الاهتمام بمعالجة الحروق وهو نوع من المداواة حساس ودقيق ويحتاج للكثير من الانتباه والحيطة وسرعة التصرف والبديهة، ذلك أن الحروق تترك آثاراً على الجسم، قد تكون دائمة أحياناً.”

موضحا:”ومن هنا يجب الاهتمام بهذا الموضوع بشكل جدي حتى نتمكن من معالجة كافة أنواع الحروق ومن مختلف درجاتها بشكل يمكننا معه أن نتجنب حدوث آثار دائمة للحروق في أجسادنا.”

تركيبات علاجية من الأعشاب

وبدأ “أبو ياسين” منذ سنوات بتحضير تركيبات دوائية من الأعشاب لكافة أنواع الحروق بمختلف مراحل علاجها. وعن هذه التجربة روى أن بحثه في هذا المجال كان طويلاً وشاقاً استمر لعدة سنوات وترك آثاراً هامة في حياته سواء من الناحية المادية أو المعنوية.

مضيفاً أنه توصل إلى خلطة من الدواء الشافي لعلاج الحروق، بحيث أصبحت معاييرها ونسب المواد فيها مناسبة تماماً للعلاج، وتمكن من خلالها –حسب قوله- من السيطرة على كل حالات الحروق التي يعالجها ، ومن مختلف درجاتها سيطرة تامة.

حالات تستدعي تدخل الطبيب

ماعدا تلك الأنواع من الحروق التي تحتاج- لأسباب معينة- إلى توخي الحذر في معالجتها، كأن تكون الحروق قد نفذت إلى أماكن خطرة من الجسم تستدعي مراقبة طبية عالية ودقيقة لتطورات هذه الحروق بسبب وجودها في أماكن حساسة جداً من الجسم.

وكف أبو ياسين عن البوح أكثر بطبيعة هذه التركيببة لأن للمهنة أسرارها -كما قال- .

سلوكيات سيئة شائعة في التعامل مع الحروق

ولم ينف المعالج القادم من حمص وجود سلوكيات سيئة شائعة في التعامل مع الحروق وقت وقوعها وحول نصائحه للناس الذين يتعرض أحد أبنائهم لها.

وأشار إلى أنه من خلال الحالات التي عالجها لاحظ كثيراً من الأخطاء والسلوكيات السلبية التي تحدث لحظة الإصابة بالحروق.

حيث أن بعض الأهالي يضعون على مكان الإصابة معجون حلاقة أو معجون أسنان مثلاً،أو شيئاً من اللبن الرائب،ومنهم-كما يقول- من يدهن مكان الإصابة بمعجون الطماطم.

وهذا يجعل عملية العلاج صعبة، إذ يضطر المعالج إلى إزالة تلك المواد وتنظيفها بحذر كي لا يكشط الجلد من مكان الإصابة.

أفضل طريقة للتعامل مع الحروق لحظة وقوعها

مشدددا على أنه يجب على من يُصاب أحد من أسرته بحروق، أن يسرع فوراً إلى صب الماء على المكان المصاب، سواء كان الماء بارداً أو غير بارد،نظيفاً أو غير نظيف.

وتابع:”دون وضع أية مادة من المواد المشار إليها آنفاً لأن ذلك يخفف إلى حد بعيد من آثار الإصابة ومضاعفاتها،وبعدها يعالج المصاب،ويحظر محاولة القيام بكشط الجلد أو قص الفقاعات الممتلئة بالمصل.”

لأن تفريغها ـ بحسب المعالج الشعبي الذي يعيش في الأردن ـ يجب أن يتم بعد تعقيم مكان الإصابة، إضافة إلى تعقيم المقص أيضاً. ثم يعالج الحرق بالدواء المتوفر لدينا، ويلف بالشاش بشكل تكون معه اللفافة رخوة على المنطقة المصابة كي لا نعيق جريان الدم،بسبب إمكانية حدوث تورم في مكان الإصابة.

العامل النفسي في علاج حروق الأطفال

وفيما إذا كان هناك اختلاف في المعالجة بين الأطفال والكبار أوضح “أبو ياسين”، أن حروق الأطفال أصعب من ناحية العلاج، ويعود ذلك إلى صعوبة التعامل معهم لخوفهم من الطبيب المعالج.

ومن هنا يجب زرع الثقة في نفوسهم أولاً بأن هذا الطبيب إنما هو صديق لهم، ويسعى إلى فائدتهم، يقول المعالج الشعبي.

واستطرد:”باستثناء الأطفال في الأشهر الأولى من عمرهم حيث لا يفهمون شيئاً مما يدور حولهم.

وأردف أن العامل النفسي يلعب دوراً كبيراً في علاج الأطفال وسرعة شفائهم، ولو أن ذلك على الأقل يمكن الطبيب المعالج من وضع الضماد بشكل جيد،وإعطاء العلاج بشكل سليم.

حيث أن الطفل يبدو خائفاً مذعوراً في المرة الأولى التي يأتي فيها ثم يهدأ في الجلسات التالية ويطمئن ويستجيب للعلاج.

ثورة طبية.. “طابعة” عالية التقنية تصنع طبقات من الجلد لعلاج الحروق والجلد التالف

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.