الرئيسية » تقارير » ملك الأردن يحبس الأمير حمزة في قصره ويقيد اتصالاته:”نفد صبري تجاهه وخاب أملي فيه”

ملك الأردن يحبس الأمير حمزة في قصره ويقيد اتصالاته:”نفد صبري تجاهه وخاب أملي فيه”

وطن- أعلن الديوان الملكي الأردني في بيان له، الخميس، أن ملك الأردن عبدالله الثاني، أصدر أوامره بوضع أخيه الأمير حمزة بن الحسين، قيد الإقامة الجبرية في قصره وتقييد حركته واتصالاته.

ملك الأردن يأمر بتقييد حركة واتصالات الأمير حمزة

وأرجع الملك عبدالله الثاني بن الحسين، قراراه هذا ـ بحسب بيان الديوان الذي طالعته (وطن) ـ بسبب انتهاء جميع فرص الأمير حمزة التي منحها له لإصلاح نفسه بعد قضية الفتنة، حسب وصفه.

وقال الديوان إنه “صدرت الإرادة الملكية السامية بالموافقة على توصية المجلس المشكّل بموجب قانون الأسرة المالكة، بتقييد اتصالات الأمير حمزة وإقامته وتحركاته، والتي رفعها المجلس للملك عبدالله الثاني منذ 23 كانون الأول الماضي.”

وخاطب ملك الأردن الشعب في بيانه موضحا سبب إقدامه على هذه الخطوة، وقال إنه بعد كشف تفاصيل قضية “الفتنة” العام الماضي، اختار التعامل مع أخيه الأمير حمزة في إطار العائلة المالكة على أمل أن يدرك خطأه ويعود لصوابه.

السفير الإسرائيلي السابق في مصر يهدد العاهل الأردني: إسرائيل لن تكون كبش فداء

وتابع العاهل الأردني موضحا:”لكن وبعد عام ونيف استنفد خلالها كل فرص العودة إلى رشده والالتزام بسيرة أسرتنا، فخلصت إلى النتيجة المخيبة أنه لن يغير ما هو عليه.”

وشدد الملك على أن هذه القناعة ترسخت لديه بعد كل فعل وكل كلمة “من أخي الصغير الذي كنت أنظر إليه دائما نظرة الأب لابنه. وتأكدت بأنه يعيش في وهم يرى فيه نفسه وصيا على إرثنا الهاشمي، وأنه يتعرض لحملة استهداف ممنهجة من مؤسساتنا.”

كما أوضح الملك عبدالله الثاني، أن خطابات الأمير حمزة المتكررة عكست ما وصفه بـ”حالة إنكار الواقع التي يعيشها، ورفضه تحمل أي مسؤولية عن أفعاله. ”

ملك الأردن: أخي حمزة يستهدف بث القلاقل والفتنة

كما اتهم ملك الأردن أخيه حمزة، بأنه يتجاهل جميع الوقائع والأدلة القاطعة، ويتلاعب بالحقائق والأحداث لتعزيز روايته الزائفة، حسب قوله.

وأضاف:”وللأسف يؤمن أخي حقا بما يدعيه، والوهم الذي يعيشه ليس جديدا، فقد أدركت وأفراد أسرتنا الهاشمية، ومنذ سنوات عديدة، انقلابه على تعهداته وتصرفاته اللامسؤولة التي تستهدف بث القلاقل، غير آبهٍ بتبعاتها على وطننا وأسرتنا.”

وقال إن أخيه الأمير حمزة “لا يلبث أن يتعهد بالعودة عما هو عليه من ضلال، حتى يعود إلى الطريق التي انتهجها منذ سنوات.”

الملك عبدالله الثاني: أخي الأمير حمزة يتقمص دور الضحية

واتهم الملك أيضا حمزة بأنه “يقدم مصالحه على الوطن بدلاً من استلهام تاريخ أسرته وقيمها، ويعيش في ضيق هواجسه بدلا من أن يقتنع برحابة مكانته ومساحة الاحترام والمحبة والعناية التي وفرناها له، يتجاهل الحقائق، وينكر الثّوابت، ويتقمص دور الضّحية.”

وشدد ملك الأردن عبدالله الثاني في خطابه كذلك على أنه مارس خلال الأعوام السابقة، أقصى درجات التسامح وضبط النفس والصبر مع أخيه.

وقال:”التمست له الأعذار على أمل أنه سينضج يوما، وأنني سأجد فيه السند والعون في أداء واجبنا لخدمة شعبنا الأبي وحماية وطننا ومصالحه.”

مضيفا:”صبرت عليه كثيرا، لكن خاب الظّن مرة تلو المرة.”

العاهل الأردني يحيل ابن عمه الأمير راشد للتقاعد رغم سنه الصغير.. قرار أثار الجدل

وأوضح أيضا أنه لم تكن قضية الفتنة في نيسان من العام الماضي بداية لحالة ضلال حمزة، فقد اختار الخروج عن سيرة أسرته منذ سنين طويلة.

وتابع ملك الأردن موضحا:”حيث ادعى أنه قبل قراري الدستوري بإعادة ولاية العهد إلى قاعدتها الدستورية الأساس، ولكن أظهرت كل تصرفاته منذ ذلك الوقت غير ذلك.”

حيث انتهج الأمير حمزة بن الحسين، سلوكا سلبيا بدا واضحا لكل أفراد أسرتنا، وأحاط نفسه بأشخاص دأبوا على ترويج معارضة القرار من دون تحريك ساكن لإيقافهم، يقول الملك عبدالله الثاني.

العاهل الأردني عن الأمير حمزة:”خاب أملي فيه”

وتابع عاهل الأردن:”كنت آمل أن يقتنع حمزة بما أنعم الله عز وجل، عليه من مكانة ومساحة لخدمة وطننا وشعبنا العزيزين، إلا أنه استمر في تصرفاته المسيئة لي ولتاريخ أسرته ومؤسسات الدولة التي تقدم كل أشكال الدعم والعون له ولغيره.”

وأوضح أنه “بالرغم من ذلك اخترت أن أغض النّظر عله يخرج من الحالة التي وضع نفسه فيها؛ فهو أخي في كل حين. لكنه فضل على الدوام أن يعامل الجميع من حوله بشك وجفاء، مواصلاً دوره في إثارة المتاعب لبلدنا.”

واتهم الملك الأمير حمزة بأنه يبرر “عجزه عن خدمة وطننا وتقديم الحلول الواقعية لما نواجه من تحديات، بأنه محارب ومستهدف.”

وقال عاهل الأردن إنه سعى أيضا إلى دعم مسيرته المهنية في القوات المسلحة، آملا أن يحيي فيه صبر رفاق السلاح وتضحياتهم الإرادة والعزم، ويخرجوه مما كان يغرق فيه من مشاعر سلبية. لكن الأمل خاب، حسب وصفه.

وزعم ـ بحسب بيان الديوان الهاشمي ـ أن الأمير حمزة وعلى مدى سنوات عمله في قواتنا المسلحة الباسلة، كان يتلقى الشّكاوى من قيادات الجيش ومن زملائه حول ما وصفها الملك بـ”الفوقية التي كان يتعامل بها حمزة مع رؤسائه، ومحاولاته زرع الشّك في مهنيّة قواتنا المسلحة وحرفيّتها.”

وقال ملك الأردن أيضا إنه حاول وحاول أفراد أسرتنا مساعدته على كسر قيد الهواجس التي كبّل نفسه بها، وأنه عرض عليه مهمات وأدوارا عديدة لخدمة الوطن، لكنه قابل كل ذلك بسوء النوايا والتشكيك.

وتابع أنه “لم يقدّم يوما إلا التذمّر والشعارات المستهلكة، ولم يأت لي يوما بحل أو اقتراح عملي للتعامل مع أي من المشاكل التي تواجه وطننا العزيز.”

هل دفع ملك الأردن 10 ملايين دولار لشركة علاقات عامة لتأمين لقائه مع بايدن؟

الاقتراح الوحيد الذي قدمه الأمير حمزة

موضحا في الوقت ذاته أن “الاقتراح الوحيد الذي كان قد قدمه الأمير حمزة، هو توحيد الأجهزة الاستخبارية لقواتنا المسلّحة جميعها تحت إمرته، متجاهلا عدم منطقية اقتراحه وتناقضه مع منظومة عمل قواتنا المسلّحة.”

واستطرد:”دعوت الله، عز وجل، أن يخرج حمزة من عزلته في كل مرّة اعتصرني الألم وأنا أجد مكانه خاليا في مناسباتنا الوطنية والأسرية.”

لكنه فضل الإثارة التي تطرح الأسئلة حول غيابه علها تقوي صورة الضحية التي افتعلها على القيام بواجباته الأسرية والوطنية، فأبى حتى المشاركة في مراسم تشييع جثمان عمنا الأكبر، الأمير محمد بن طلال، لتسجيل موقف شخصي في لحظة عائلية تستدعي التضامن والمواساة، يقول ملك الأردن.

كما أوضح العاهل الأردني أنه “ومنذ وأد محاولة الفتنة العام الماضي في مهدها، وفي إطار جهود التعامل مع الأمير حمزة في سياق العائلة، جلس معه عمه الأمير الحسن مرات عدة، ناصحا وموجها. وبذل إخوتنا وأبناء عمينا جهودا مكثفة لإعادته إلى طريق الصواب. لكننا نجده اليوم، بعد كل ما أتيح له من وقت لمراجعة الذات والتصالح مع النفس، على ما كان عليه من تيه وضياع.”

وعن بيان الأمير حمزة الذي أصدره في الخامس عشر من شهر كانون الثاني الماضي، قال العاهل الأردني: “لم أجد في تلك الرسالة إلا التّحريف للوقائع والتأويل والتّجاهل لما لم ينسجم مع روايته للأحداث، لا بل ذهب به الخيال حد “تقويلي” ما لم أقله قط.”

واضاف:”حرف ما دار بينه وبين رئيس هيئة الأركان المشتركة، مدّعيا زيارة رئيس هيئة الأركان لمنزله بشكل مفاجئ، في حين جاء اللقاء في الزمان والمكان اللذين حددهما هو.”

ملك الأردن يهاجم باسم عوض الله وحسن بن زيد علانية

كما اتهمه الملك بأنه “قدم سردا مشوّها عن دوره في قضية الفتنة، متجاهلا ما تكشّف للملأ من حيثيّات لعلاقته المريبة واتّصالاته مع خائن الأمانة باسم عوض الله، وحسن بن زيد، الذي كان يعلم أخي جيدا أنّه طرق أبواب سفارتين أجنبيتين مستفسرا عن إمكانية دعم بلديهما في حال ما وصفه بحدوث تغيير في الحكم.”

وتابع عاهل الأردن:”وادّعى حمزة وقوعه وأفراد أسرته الصّغيرة ضحيّة استهداف لسنوات عديدة.

وقال إنه “ينعم هو وعائلته بشتّى سبل الرّاحة والرفاهية التي لطالما وفّرناها لهم في شتى مناحي حياتهم وفي قصره حتى بعد أحداث الفتنة، دون أية قيود أو محددّات على أهل بيته أو على قدرتهم على الوصول إلى أرصدته وحساباته.”

وتمثّل هذه التّصرفات بحسب ملك الأردن، خرقا واضحا لمكانته كأمير هاشمي، وتجاوزا على الأعراف والتقاليد التي احترمها كل أفراد أسرتنا.

ملك الأردن: أخي حمزة يلبس ثوب الواعظ

وتابع الملك عبدالله الثاني في بيانه أن الأمير حمزة بن الحسين، يلبس ثوب الواعظ ويستذكر قيمنا الهاشمية في الوقت الذي خرقتها أفعاله وتصرفاته.

مضيفا:”يدّعي الامتثال بسلفنا الرّاحل قولاً ويتجاوز إرثهم فعلا. فالتّشبّه بالآباء لا يكون بتقليد ظاهرهم؛ بل بحفظ إرثهم والتّمسك بمبادئهم واتّباع أخلاقهم.”

وأكمل أنه “يعيش في وهم زرعه بعض من حوله بامتلاكه وحده هذا الإرث العظيم، متجاهلاً صغر سنه وتواضع تجربته، فكم تمنيت لو عاش سنوات أطول مع أبينا الحسين، رحمه الله، ليتعلم منه قيم القيادة والثوابت الراسخة التي أورثنا إياها، لكن قدّر الله وما شاء فعل.”

كما أوضح العاهل الأردني أنه صارح أخيه حمزة على مر السنين بكل ما سبق.

وأوضح:”وقدّمت له النّصح محاولاً مساعدته على الخروج من الحالة التي وضع نفسه فيها، لكنّه لم يتغيّر، على العكس من ذلك، ظلّ على ضلاله الذي وصل قاعه العام الماضي. وكان ذلك جلياً في كل رسائله، التي شعرت أنها معدّة مسبقاً للإعلام، والتي عكست قناعته بادعاء الظلم عليه بالرغم من المحاولات التي بُذلت معه.”

وشدد على أنه تيقن أن أخيه الصغير ـ الأمير حمزة ـ سيظل يعيش في حالة ذهنية أفقدته القدرة على تمييز الواقع من الخيال، مضيفا:”وتيقنت وقتها أيضاً، صعوبة التعامل مع شخصٍ يرى نفسه بطلاً وضحيةً في الوقت نفسه.”

الملك عبدالله الثاني: لا وقت نضيعه في التعامل مع تقلبات الأمير حمزة

وقال ملك الأردن أيضا إنه “لا وقت نضيعه في التعامل مع تقلبات الأمير حمزة وغاياته. فالتحديات كبيرة وعملنا كلّه منصبّ على تجاوزها، وعلى تلبية طموحات شعبنا.”

تقييد اتصالات الأمير حمزة وإقامته وتحركاته

وعليه، فقد قررت العاهل الأردني الموافقة على توصية المجلس المشكّل بموجب قانون الأسرة المالكة، بتقييد اتصالات الأمير حمزة وإقامته وتحركاته، والتي رفعها المجلس لنا منذ الثالث والعشرين من شهر كانون الأول الماضي.

وأوضح أنه كان قد رأى “التّريث في الموافقة عليها لمنح أخيه حمزة فرصة لمراجعة الذّات والعودة إلى طريق الصّواب.”

عاهل الأردن يصف أخيه حمزة بأنه “أمير هدام”

وبالنظر إلى سلوك الأمير الهدام، فإنني لن أفاجأ إذا ما خرج علينا بعد هذا كله برسائل مسيئة تطعن بالوطن والمؤسسات.

وأضاف:”لكنني وكل أبناء شعبنا لن نهدر وقتنا في الرد عليه، لقناعتي بأنه سيستمر في روايته المضللة طوال حياته. إننا لا نملك ترف الوقت للتعامل مع هذه الروايات؛ فأمامنا الكثير من الأولويات الوطنية والتحديات التي يجب أن نواجهها بشكل سريع وصارم.”

ماذا عن أسرة الأمير حمزة بن الحسين

هذا وأكد ملك الأردن أنه سيوفر للأمير حمزة بن الحسين، كل ما يحتاجه لضمان العيش اللائق، لكنه لن يحصل على المساحة التي كان يستغلها للإساءة للوطن ومؤسساته وأسرته، ومحاولة تعريض استقرار الأردن للخطر.

وتابع:”فالأردن أكبر منّا جميعا، ومصالح شعبنا أكبر من أي فرد منه، ولن أرضى أن يكون الوطن حبيس نزوات شخص لم يقدم شيئا لبلده.”

وبناء على ذلك، سيبقى حمزة في قصره التزاماً بقرار مجلس العائلة، ولضمان عدم تكرار أي من تصرفاته غير المسؤولة، والتي إن تكررت سيتم التعامل معها، يقول العاهل الأردني.

واستطرد:”أما أهل بيت الأمير حمزة، فلا يحملون وزر ما فعل، فهم أهل بيتي، لهم مني في المستقبل، كما في الماضي، كل الرّعاية والمحبّة والعناية.”

الأمير حمزة غائب في مشهد استقبال ملك الأردن العائد من ألمانيا (فيديو)

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.