الرئيسية » الهدهد » قصة مأساوية لمناضل كردي تعرض للتعذيب في سجون الأسد وتناسته أحزاب بلاده

قصة مأساوية لمناضل كردي تعرض للتعذيب في سجون الأسد وتناسته أحزاب بلاده

وطن– أمضى الناشط الكردي “علي حاج موسى” 4سنوات في سجون النظام، تعرض خلالها لأبشع صور التعذيب.

طريداً في العراق

وتناست الأحزاب قضيته رغم أن اعتقاله كان بسببها، إثر زيارة بمهمة حزبية له إلى جنوبي كردستان، قبل أن يتوفى غريباً طريداً في جنوب العراق.

وروى ابن شقيقه الباحث بهجت أحمد لـ”وطن” أن عمه ولد في مدينة ديريك (المالكية) عام 1951، من أسرة كردية بسيطة مكونة من ثلاثة أشقاء وأخت واحدة.

وتلقى موسى تعليمه في مدينه ديريك، وفي العام ١٩٦٩ اجتاز امتحانات الشهادة الثانوية الفرع العلمي ودرس في المعهد الصحي بدمشق. وكان من أوائل المراقبين الصحيين في ديريك.

قد يهمك أيضاً:

ارتجاج في المخ

وأضاف بهجت أن حاج موسى انخرط في العمل السياسي الكردي رفقة السياسي الكردي وابن خالته الاستاذ “حواس حاج أحمد”. على عكس باقي أخوته الذين ابتعدوا عن السياسة.

وأردف المصدر أن قريبه تعرض للاعتقال بعد زيارته إلى جنوبي كردستان بمهمة حزبية. وفي المعتقل تعرض إلى أشد أنواع العنف والتعذيب على يد مخابرات حافظ الأسد أدت-حسب قوله- إلى إصابته بارتجاج في المخ لازمه إلى آخر يوم من عمره.

وكانت هذه الإصابة سبباً في تغيير حياته نحو الهم والعذاب وحالفه سوء الحظ والطالع.

قد يهمك أيضاً:

اعتقال وطرد

وتابع محدثنا أن حاج موسى واجه بعد انتفاضة 2004 عنفاً أشد من العنف الذي تعرض له سابقاً. حيث اعتقل وطرد من وظيفته بالمشفى الوطني بديريك، لأنه كان أول من أنزل علم النظام الذي كان مرفوعاً فوق سطح المشفى. وهنا بدأت معاناته مع الفقر والعوز.

وأشار محدثنا إلى أن قريبه عانى الإهمال والتهميش حتى من أهل مدينته ديريك (رأس العين.

وحتى عندما تعرض موسى للاعتقال والتعذيب والظلم، لم يتواصلوا معه ولم يواسوه ما جعل حالته النفسية والاجتماعية تزداد سوءاً. فاضطر بعد فصله عام ٢٠٠٤ للهجرة إلى دمشق بحثاً عن لقمه العيش.

جلطة قلبية

وهاجر موسى مع أسرته إلى إقليم كردستان بعد اندلاع الأزمة السورية عام ٢٠١١ واستقر في هولير. ورحل يوم السبت الموافق ٥ كانون الثاني عام ٢٠٢٠ وذلك إثر جلطة قلبيه ودفن في “مقبرة بحركة” في أربيل.

وبدورها قالت الأديبة “نارين عمر سيف الدين” أن حاج موسى كان رجلاً وإنساناً مفعماً بالإنسانية والقيم النبيلة، يذكرنا بالمقولة الكردية المأثورة “Hin dikin û hin dixwin”. أي بعضهم ينجزون والبعض الآخر يجنون ثمار إنجازاتهم.

وأضافت: “نستطيع أن نسميه وبكل جدارة المناضل الوفي لشعبه وأمته. لأنه تعرض للاعتقال بسبب مواقفه الوطنية والقومية”.

صفات نادرة

ومن جانبه وصف الشاعر الكردي “عادل عمر سيف الدين”، صديق طفولته وجاره حاج موسى بأنه كان يتميز بصفتين قلما يتميز بهم غيره.

وقال: “كان يتميز بالذكاء الشديد إلى درجة العبقرية، وتدينه الصحيح والمعتدل”.

وأضاف: “لقد كان وعلى الرغم من الظروف التي تعرض لها مؤمناً، تقياً وورعاً. وكان واعياً جداً لأصول وشرائع دينه، ويتمسك بها عن قناعة ورضا”.

اقرأ أيضاً:

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.