الرئيسية » الهدهد » ليلة أيمن هدهود الأخيرة .. هكذا قتله نظام السيسي

ليلة أيمن هدهود الأخيرة .. هكذا قتله نظام السيسي

وطن – كشف موقع “المنصة” المصري نقلا عن شهود عيان تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الباحث الاقتصادي المصري أيمن هدهود، والتي جاءت مخالفة للرواية الرسمية عن وفاته من قبل النظام المصري.

التعذيب والإهمال المتعمد وراء وفاة أيمن هدهود

ويشار إلى أن أيمن هدهود اختفى في ظروف غامضة أوائل فبراير الماضي لتكتشف أسرته بعدها أنه تم اعتقاله من قبل أمن الدولة. وبعدها تم إيداعه فس مستشفى العباسية للأمراض النفسية.

وفاة أيمن هدهود watanserb.com
الباحث الاقتصادي أيمن هدهود

وبينما أصدرت النيابة العامة المصرية، الاثنين، بيانا زعمت فيه أنه “لا توجد أي شبهة جنائية في وفاة أيمن هدهود”، يؤكد تقرير “المنصة” والشهادات التي نقلها أن أيمن توفي جراء التعذيب والإهمال الطبي المتعمد.

اقرأ أيضاً: 

الكشف عن قرائن تؤكد على وفاة غير طبيعية للباحث الاقتصادي المصري أيمن هدهود

ونقل تقرير “المنصة” شهادة طبيبة شابة بمستشفى العباسية، تابعت حالة أيمن هدهود بنفسها حيث كانت هي “الطبيبة المناوبة”.

وروت الطبيبة تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الباحث المصري، الذي فارق الحياة على يديها يوم، 5 مارس. بعد أن فشلت جهودها المتواضعة في إنقاذ حياته حيث كانت الحالة متدهورة بشدة.

وتحكي الطبيبة كيف أنها وجدت “هدهود” في وضع متأخر تماما. حيث انخفضت نسبة الأوكسجين في دمه بشكل خطير، وارتفعت حراراته بصورة كارثية.

شهادة طبيبة تابعت “هدهود” في آخر لحظاته

وأوضحت أن أيمن دخل المستشفى دون أن يتم فحصه من جانب دكتور الباطنة. وهو إجراء لازم وضروري قبل دخول أي مريض للمستشفى.

ولفتت إلى أن حالة أيمن تدهورت بشكل متسارع، خلال آخر 3 أيام بحياته. حيث أنه خلال هذه الفترة لم يتلق الرعاية الطبية المناسبة.

وعند استدعاء الطبيبة الشابة، كان أيمن هدهود (42 عاما) يعاني من ضعف في درجة الوعي، وارتفاعٍ في درجة الحرارة، وانخفاض بضغط الدم، وصعوبة في التنفس.

عندها، بدأت الطبيبة المناوبة، وهي طبيبة مقيمة نفسية وعصبية، في التعامل مع الموقف وحدها. لكنها لم تجد أي توصيات أو ملاحظات في ملف هدهود من أطباء باطنة قد يكون سبق عرضه عليهم بشأن التعامل مع حالته.

لتتابع أنها تواصلت مع أحد استشاري الباطنة الذين يعملون في المستشفى عبر الهاتف، وتبادلا عدة رسائل صوتية على واتساب، حصل موقع “المنصة” على نسخة منها.

ملخص هذه المحادثات بحسب رصد (وطن) هي أن الطبيبة كانت تريد أخذ إرشادات من دكتور الباطنة لإنقاذ حياة هدهود. وكان استشاري الباطنة على الهاتف يشك بإصابته بكورونا وأرشدها لاستخدام بروتوكول علاج كورونا لحين الصباح.

سبب وفاة أيمن هدهود

إلا أن التقارير الطبية بعد وفاة أيمن أثبتت أن وفاته جاءت نتيجة الضغط على مركز التنفس في المخ، بسبب تعرضه لضرب على رأسه ما تسبب بجلطة أو تجمع دموي.

وفي هذه الحالة فإن بعض الأدوية الخاصة ببروتوكول علاج كورونا مثل حقن “كليكسان”، تزيد الأمر سؤا في حالة هدهود. حيث أن هذه الحقن تسبب سيولة بالدم وهو يعاني من جلطة أو تخثر في الأساس.

وكانت وفاة “هدهود” أثارت جدلا واسعا في مصر، بعد اتهامات من ناشطين حقوقيين للأجهزة الأمنية بإخفائه قسرياً والتسبب بوفاته.

وزادت شهادة عمر هدهود، شقيق أيمن، التي قال خلالها إن جثة أخيه كانت بها “كسور في الجمجمة”، لتوجّه أصابع الاتهام إلى الأجهزة الأمنية. خاصة في ظل الانتقادات التي دأب على توجيهها لنظام السيسي على صفحته بفيسبوك قبل وفاته.

وبحسب مصادر “المنصة” كان أيمن هدهود محتجزا في قسم الطب الشرع، وهو مبنى مستقل مكونًا من طابق واحد في حرم مستشفى العباسية للصحة النفسية. ويوجد به عدة زنازين.

مبنى بمستشفى العباسية تحول لسجن

وبخلاف الزنازين، يضم القسم أماكن مخصصة لقوة الشرطة التي تتولى حراسة المرضى المحتجزين، وأخرى لطواقم التمريض التي تتابع حالتهم الصحية. والقسم المزود بكاميرات مراقبة تستخدم في رصد سلوك المرضى، معزول عن باقي المستشفى.

وكانت حالة هدهود في هذا اليوم متأخرة جدا وتحتاج لرعاية مركزة، حيث أنه بحسب الطبيبة كان ميزان الحرارة يشير بثبات إلى 38 درجة مئوية، والضغط ما زال منخفضًا، بينما تراوحت نسبة الأكسجين في دمه بين 70 إلى 95 (المعدل الطبيعي من 75 إلى 100). وتدهور وعي أيمن بشكل شبه كامل، وصاحبت أنفاسه حشرجة مسموعة.

ومن التسجيلات التي اطلعت عليها “المنصة” يبدو أن الشرطة كانت مستعدة لنقله من العباسية إلى مستشفىً آخر، لكن حالته كانت قد تدهورت بكشل كبير كما يظهر في رسالة بصوت الطبيبة الشابة والذي كان مرتعشًا وأنفاسها قصيرة متلاحقة وهي تروي لاستشاري الباطنة وضعه الحالي.

وفي هذه الرسالة الصوتية يأتي صوت الطبيبة يائسًا “هو دلوقتي أوكسجينه بالنسبة للـ pulse [النبض] معظم الوقت 94. ساعات بينزل سبعينات وتمانينات وبعدين بيطلع تاني في نفس الدقيقة. ونَفَسه بقى عالي وبيعمل صوت جامد في النَفَس.”

وتابعت مخاطبة استشاري الباطنة:”أنا كلمت الشرطة والقوة بتاعتها جات. كلمت الإسعاف تلات مرات ولغاية دلوقتي لسة مجاتش. فهل فيه حاجة ممكن أديهاله قبل ما نطلع؟”.

ولكنَّ موعد إنقاذ أيمن هدهود كان قد فات تمامًا.

تركوا جثمانه يتعفن في الثلاجة 5 أسابيع

ويشير تقرير (المنصة) الذي طالعته (وطن) كاملا واختصرته قدر الإمكان، إلى أنه منذ اختفاء أيمن هدهود مساء الخامس من فبراير، لف الغموض كل شيء يخصّه. بدءًا من مكان احتجازه بعد القبض عليه، مرورًا بطبيعة المعاملة التي تعرّض لها.

وكذلك تاريخ احتجازه في مستشفى العباسية، ومدى سلامة إجراءات إيداعه في المستشفى، انتهاءً بأسباب إخفاء مكانه عن أسرته وفريق دفاعه حيا وميتا، وسبب ترك جثمانه يتعفن في ثلاجة المستشفى لنحو خمسة أسابيع.

ووفقًا لحديث أشقائه مع المنصة في وقت سابق، غادر أيمن إلى منزله بعد أن تناول عشاءه الأخير مع أخيه عمر يوم 5 فبراير.

وفي اليوم التالي كان هاتفه مغلقًا، وفي اليوم الرابع جاء أحد رجال الأمن إلى منزل أسرته في مدينة نصر وأخبر إخوته أنه في مقر الأمن الوطني في الأميرية، وفي 16 فبراير قيل للأسرة عن طريق وسطاء إن أخاهم مودع في مستشفى العباسية.

وفي 17 فبراير أنكر المستشفى للأسرة وجوده. لكن مديره حاتم ناجي اعترف يوم 23 فبراير لـ “وسيط بين العائلة والأمن”. وفقًا لتقرير منظمة العفو الدولية، أن أيمن في المستشفى بالفعل.

كما تشير المصادر التي نقل عنها “المنصة” إلى مسؤولية حاتم ناجي حمادة، مدير المستشفى الذي تولى إدارته في منتصف 2020، في إصدار الأوامر بتجاوز إجراءات الدخول، ليس في حالة أيمن فقط. ولكن بشكل خاص مع المحالين من الشرطة والنيابة.

وتكمن أهمية عرض المحالين للمستشفى على أطباء الباطنة قبل دخولهم أقسام المستشفى المختلفة، في التأكد من جاهزيتهم جسمانيًا للاحتجاز.

ويفسر طبيب من داخل المستشفى ذلك بقوله: “لو حد عنده فشل كلوي أو كبدي هيموت عندي مش هقدر أتعامل معاه”.

شهادة الأطباء تفضح رواية النظام المصري

وبالإضافة إلى المصادر الثلاثة التي أكدت للمنصة أن أيمن لم يُعرض على أطباء الباطنة لدى إيداعه مستشفى العباسية. فإن سياق الرسائل المتبادلة بين الطبيبة الشابة المناوبة واستشاري الباطنة خلال الساعات الأخيرة من حياة أيمن، يكشف ارتباكًا كبيرًا في تشخيص حالة المريض.

ويعزز غياب المعلومات الخاصة بالتاريخ الطبي للحالة منذ دخولها المستشفى، صدقية تصريحات المصادر بأنه لم يُعرض على أطباء الباطنة عند احتجازه في المستشفى أو في الأيام التالية.

وفس استشاري الباطنة أسباب الوفاة بقوله للمنصة: “واضح إنه مركز التنفس في المخ كان مضغوط عليه. واضح إن العيان دا كان مضروب على دماغه حتى لو مفيش كسر. فيه زي تجمع دموي أو نزيف في المخ. دا سبب الهبوط في ضغط الدم اللي كان موجود، والهذيان، أو التشوش اللي كان موجود عند العيان في اليومين تلاتة التي سبقت وفاته.”

أما من ناحية التشخيص النفسي، فجاء في بيان النيابة العامة أن اثنين من أعضاء اللجنة الثلاثية قاما بفحص أيمن وتشخيصه مصابًا بالفصام. يعلق استشاري الطب النفسي الدكتور إيهاب الخراط “تشخيص مرض الفصام يحتاج إلى استمرار الأعراض 6 شهور. وما قبل ذلك يسمى اضطراب شبيه بالفصام”.

ويستبعد الخراط أن يؤدي تدهور الحالة النفسية وتأثيرها في درجة الوعي إلى الوفاة.

هذا وأوضحت “المنصة” في نهاية التقرير أنها حاولت التواصل مع كل من الدكتور حاتم ناجي مدير مستشفى العباسية، والدكتورة منن عبد المقصود مدير عام الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، من أجل منحهما حق الرد.

إلا أن الأول لم يرد على مكالمات ورسائل المنصة، فيما رفضت الثانية التعليق وطلبت منهم التواصل مع المجلس القومي للصحة النفسية.

اقرأ أيضاً: 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.