الرئيسية » الهدهد » “الجريدة”: “الوافدون شياطين يجب طردهم”.. هكذا نادى العنصريون حتى طارت العمالة الماهرة”

“الجريدة”: “الوافدون شياطين يجب طردهم”.. هكذا نادى العنصريون حتى طارت العمالة الماهرة”

وطن– سلطت صحيفة “الجريدة” الكويتية في افتتاحيتها الضوء على ما وصفته بـ”فوبيا الوافدين” والثمن الذي تدفعه الكويت الآن بسبب مهاجمة الوافدين والتنمر عليهم واستكثار البعض الرزق عليهم، حسب وصفه “الجريدة”.

“تنمرنا فدفعنا الثمن”

وفي افتتاحية، الخميس، التي جاءت تحت عنوان “تنمرْنا.. فدفعنا الثمن”، شددت الصحيفة على أن الجميع في الكويت الآن يدفعون الثمن. حيث هجر العديد من الوافدين الكويت وباتت الدولة بدون كفاءات في شتى المجالات.

وذكر التقرير:” دارت طاحونة طحن الوافدين، فهجر كثير منهم الكويت إلى غير رجعة، وفي نفوسهم غصة، وفي قلوبهم ألم وحسرة.”

مضيفا: “طارت أغلب الكفاءات التي كانت تخدم ديرتنا، من التعليم إلى الصحة إلى المقاولات إلى عمال النظافة حتى وصلنا إلى الخياطين. ولم نعد نجد الآن من يخيط لنا دشاديش العيد.”

فوبيا الوافدين

وتابع تقرير الصحيفة أيضا: “طارت كفاءات العمالة باحثة عن بيئة نقية من سموم العنصرية والكراهية. بيئة تعتبرهم مشاركين في بناء الوطن، بعيداً عن التنمر والغوغائية والسب الذي لا ينقطع. بيئة تقدرهم فتعطيهم من الأجر نظير تعبهم وجهودهم، دون أن تستكثر عليهم ما ساقه الله إليهم من رزق!”

كما اعتبرت “الجريدة” في افتتاحيتها أن العنصريين يدفعون ثمن عنصريتهم التي سرت في دمائهم كالسم، فدعوا إلى طرد أبرياء كل ذنبهم أنهم طلبوا الرزق في بلادنا.

مضيفة: “وغير العنصريين أيضا يدفعون الثمن؛ لأنهم لم يتصدوا ولم يقاوموا ولم ينكروا “فوبيا الوافدين”. بل انساق بعضهم إلى دعوات المرجفين وتجاوبوا وعلت أصواتهم بطرد عباد الله من أرض الله.”

غربان التنمر

واستذكر التقرير أن الكويت كانت في وقت مضى قبلة تهوي إليها أفئدة من الناس، وتتجمع في معينها أنهار الكفاءات من المتنورين والفنانين والكُتاب والقانونيين والمعلمين والحرفيين والعمال.

“حتى ساهموا بإخلاص في بناء الوطن وتوطيد دعائمه لتصبح الكويت بجهود أبنائها وجهودهم لؤلؤة الخليج. عندئذ كانت القلوب صافية والنفوس راقية، حتى تسربت إلى سمائنا غربان التنمر والعنصرية وإقصاء الآخر، فتغير الحال، وها نحن ندفع الثمن.”

وتساءلت الصحيفة الكويتية عما حدث بعدما هجر الوافدون الكويت كما كان يرغب أهلها: “فماذا حدث؟ هل انصلح الحال؟ هل حل مكان أولئك الراحلين من يفوقونهم خبرة وعلماً وإخلاصاً؟”.

قد يهمك أيضاً:

عامل ماهر أصعب من الزئبق الأحمر

موضحة أنه بالعكس، فقد ارتفعت أجور العمالة، “وغدا الحصول على نجار أو حداد أو سمكري أو عامل ماهر، أصعب من الوصول إلى الزئبق الأحمر.”

وغادرت كل الأيدي العاملة الماهرة وحل محلها الأدنى كفاءة والأعلى سعراً.

واستطردت الصحيفة: “من المفترض ألا نشكو، لأن هذا جراء ما اقترفت أيدينا. فعندما كنا نستقدم الماهرين عشنا مرفهين، وعندما أسأنا إليهم واستكثرنا عليهم أن يعيشوا بيننا إخوة مقدَّرين، ومشينا تحت راية المتنمرين العنصريين. ولم ندافع عن الحق، ولم نعرف أين مصلحة بلادنا، صار الحال إلى ما صار إليه.”

بلد الإنسانية

واختتمت الصحيفة بالقول مستنكرة: “أليس غريباً أن الكويت بلد الإنسانية التي امتدت أياديها البيضاء من أقصى الأرض إلى أقصاها والتي تساعد وتواسي وتضمد جراح من لا نعرفهم شخصياً ولا يعرفوننا، هي نفسها التي تتصاعد منها دعوات الإساءة لأناس جاءوا إليها يساهمون في بنائها، ما لكم كيف تحكمون؟!”.

مضيفة “لكن مع مثل هذا التنمر المَقيت وذلك الطرح الاقصائي البغيض لا تسل عن أي عقل أو حجة أو منطق أو حتى مصلحة.”

وشهدت البلاد مؤخرا عدة أزمات بسبب الوافدين في الكويت، خاصة في ظل أزمة كورونا التي أثرت بشدة على الاقتصاد الكويتي.

وكانت الكويت قبلة العديد من الوافدين حول العالم خاصة من مصر ودول شرق آسيا.

وارتفعت مطالب كويتية شعبية مؤخرا تطالب بـ”الكتوتة” وإحلال المواطنين محل الوافدين في الوظائف التي يشغلونها.

اقرأ أيضاً:

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.