الرئيسية » حياتنا » ليلة الدخلة وفض غشاء البكارة .. قصص أليمة وأخرى مضحكة من المجتمع السوري

ليلة الدخلة وفض غشاء البكارة .. قصص أليمة وأخرى مضحكة من المجتمع السوري

وطن – استُدعي طبيب نسائية إلى أحد المشافي الخاصة لأمر عاجل اعتقد بداية أنها حالة ولادة متعسرة أو نزف ولادي، ولكنه عندما دخل المشفى وجد أن المرافقين يلبسون أجمل الملابس ورائحة العطور تفوح منهم وتملأ المكان ليكتشف أن المرافقين جاءوا من عرس وأن الحالة لعروس في ليلة دخلتها. وبدا شعرها منكوشاً وعيناها حمراوين وعندها أخذته سيدة كبيرة في السن جانباً وطلبت منه أن يكشف عن حالة العروس. ليتبين عند الفحص أن العريس قام بما يجب القيام به. ولكن غشاء البكارة بقي على حاله وتبين أن لديها غشاءً خلقياً واسعاً أو ما يسمى لدى العامة بـ”الغشاء المطاطي”.

هذه القصة تكشف جانباً من المشاكل التي تواجه الأزواج في ليلة دخلتهم حيال ما يُعرف بـ”غشاء البكارة”. وقد ينتج عن جرائم قتل أو حالات طلاق في ليلة الدخلة، لما لذلك من علاقة وثيقة بمفهوم الشرف في المجتمع الشرقي والعربي على وجه الخصوص.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن اختبار العذرية يجرى في 20 دولة على الأقل. ويتضمن فحصًا مهبليًا تدخليًا للتحقق مما إذا كان غشاء البكارة سليمًا أم لا.

غشاء البكارة وليلة الدخلة

ويرى الصحفي والباحث “محمد إقبال بللو” مؤلف كتاب “الاستعباد الخفي للمرأة السورية –ريف حلب نموذجاً”، في حديث لـ”وطن” أن ليلة الدخلة أو ليلة الزفاف، ليلة هامة ومقدسة لدى السوريين.

وأضاف: “غم ما يتردد حول انتظار العائلتين في تلك الليلة خروج الزوج البطل المنتصر بمنديل دم بكارة زوجته وما شابه من عادات كهذه. إلا أنني وبحسب معرفتي لم تعد تلك الطقوس والتقاليد موجودة. فبعد أن يصل العروسان إلى شقتهما أو غرفتهما في منزل الأهل يغادر الجميع وفقط. ومن الممكن أن تسأل العروس في اليوم التالي من قبل والدتها أو والدة زوجها عن الأمر ومن الممكن أن تطالب النسوة بمشاهدة منديل وما إلى ذلك”.

 

محمد إقبال بللو

 

 

لكن أهمية هذه الليلة-حسب قوله- لا تتمثل في التقليد المتبع بل تنبع من أهمية غشاء البكارة، والذي يحدد لدى السوريين تمتع الفتاة بالعفة. ومن الطريف أن أصدقاء العريس يسألونه على الموضوع أيضا وبعبارة مضحكة ومعبرة في آن واحد. يقولون له قوست الضبع؟. أي هل قمت بإطلاق النار على الضبع.

وتابع: “أستغرب وصفهم لغشاء البكارة بالضبع، كما أستغرب صفة إطلاق النار على العملية الجنسية الأولى. ويبدو أن رجلنا السوري يخشى غشاء البكارة أكثر مما تخشى الفتاة فقده. فالضبع وإطلاق النار كلها رموز للخوف أو لعدم الإقدام والشجاعة”.

واستدرك “بللو” أن القضية الأهم هي ما تعاير به النساء بعضهن بعد شهور أو سنوات اذ فجأة تسمع أخت رجل تقول لزوجة اخيها: “ما شفنا لا احمر ولا أصفر”، أي لم نشاهد دم بكارتك. حتى ولو أقر الزوج بأن زوجته كانت عذراء ومن لم تكن عذراء تطلق فورا او بعد ايام من قبل زوجها. وبلا غشاء مطاطي بلا بطيخ.. بدنا دم.. نحن نحب الدماء.

اقرأ أيضاً:

هذه هي أحكام ليلة الدخلة وأوضاع الجماع في الإسلام بالتفصيل “شاهد”

“فيديو”: هبة قطب: ماذا تعرفون عن فوبيا ليلة الدخلة

احذروها .. 5 أخطاء يرتكبها الزوجان ليلة الدخلة

 

مشورة انجي

بدوره، رأى المحامي والباحث “علاء السيد” أن وجود الجميع من أقارب الزوج والزوجة حول غرفة العروسين أمر تقليدي ضروري للشهادة على الدخول وإتمام الزواج “جسديا” فضلاً عن الشهادة على عذرية العروس.

وكان هناك في المجتمع الحلبي -كما يقول- امرأة تدعى “انجي” من مهامها تقديم المشورة؛ انطلاقا من فكرة أن العروس عديمة الخبرة، في المسائل الجنسية يمكن أن تفرّ من غرفة النوم طلبا للنصيحة من ذوي الخبرة من السيدات الكبار.

“وإذا ما لم يكن هناك بقع من الدم، فسُتنبذ المرأة من مجتمعها وتعود إلى والديها كامرأة “معيبة”.وفق “الحلبي”

وثيقة تاريخية من المجتمع الحلبي

وبالعودة إلى الماضي، نرى أن موضوع العذرية وغشاء البكارة دخل في ثنايا المجتمع السوري منذ عشرات السنين حتى على المستوى الرسمي.

وفي هذا السياق، يروى الباحث المهتم بتاريخ حلب، أن الفتاة في حلب إذ فقدت عذريتها بحادث كانت الواقعة تسجل لدى القاضي الشرعي في المحكمة وبحضور شهود قبل حوالى مئتي سنة.

ويسرد السيد حادثة ورد ذكرها في سجلات المحكمة الشرعية الحلبية في عام 1756م، والقصة المذكورة في السجلات تقول أن أم إحدى الفتيات أرسلت ابنتها لمعلمة تجمع الفتيات في بيتها وتعطيهم الدروس على عادة ذلك الزمن وكانت تسمى “خوجة”-شيخة الكتّاب-، وبالتأكيد كان بيت المعلمة “حوش عربي”، وفيه درج خارجي للمربع العلوي، ويبدو وفق أقوال الأم أمام القاضي أن الفتاة وقعت من الدرج على “قبقاب” فأصابها في منطقة حساسة وسالت دمائها، وأن الأم انتظرت خمسة أيام فلم يشف الجرح ثم أحضرت عدة شهود من رجال الحارة ليشهدوا بالواقعة.

وطلبت الأم تسجيلها على اعتبار أن ابنتها فقدت عذريتها فقام القاضي بسماع الشهود وتسجيل الواقعة في سجلات المحكمة الشرعية بحلب رقم 87 ص 18تاريخ 23 صفر 1170 هجري تعادل 1756 م.

ولفت السيد إلى أن هذه الحادثة وقبول القاضي الشرعي بتسجيل هكذا واقعة وسماع الشهود فيها تشير إلى نظرة المجتمع حينذاك لفقدان فتاة لعذريتها دون زواج؟. وهل يقبل الأمر باعتباره حادثاً يمكن أن تصاب به أي فتاة أم يحجم الرجال عن الارتباط بها؟.

كما أن لجوء الأم للمحكمة لتسجيل الأمر كان يكسبها-حسب قوله- حصانة وشرعية تمنع الزوج المستقبلي مثلا من ذبح عروسه في حال وجدها غير عذراء على ما نسمع في أحوال ذلك الزمن على اعتبار أنها ستتمسك بالحكم الشرعي الذي بحوزتها. أم سيبقى الشك مانعاً من الارتباط بالفتاة؟

“يا ويلي ضاع شرف البنت!”

ويروى الباحث في مجال قص الأثر عند البدو “حسن خضر المقبل” لـ”وطن” حكاية رجل كان يسير في الصحراء برفقة ابنته فصادف أن رأى أمامه جرفاً فعبره قفزاً وتبعته ابنته في القفز فلاحظ الرجل أن خطوات ابنته قد اختلفت واتسعت بعد أن قفزت الجرف، فأدرك بحدس وخبرة أبناء الصحراء أن غشاء بكارة ابنته قد تمزق بسبب القفزة فعاد أدراجه إلى مضارب قومه، وأتى ببعض أبناء قبيلته إلى الموضع ليُشهِدَهم على ذلك ودليله اختلاف خطوات الفتاة قبل القفزة وبعدها.

وفي السياق ذاته تستعيد الكاتبة والطبيبة “هيفاء بيطار” قصة حدثت أثناء عملها الطبي في مشفى حكومي في مدينة اللاذقية.

وتقول: دخلت فتاة في السابعة من عمرها مغمى عليها بسبب سقوطها على حنفية (صنبور مياه) بمستوى الأرض، وأدى سقوطها إلى تمزق كامل لغشاء البكارة وتمزقات في المهبل، وتم إسعافها وخياطة جروحها، لكن أمها ظلت تلطم وجهها وصدرها وهي تقول “يا ويلي ضاع شرف البنت!”.

وتضيف بيطار أن “الأم التي تُربّي والتي تربت هي ذاتها في جوّ اجتماعي وأخلاقي معين انهارت لأن سقوط الطفلة أدّى لتمزق بكارتها، عبارة تعني أن مستقبلها ضاع، لأن مستقبل الأنثى في عالمنا العربي هو الزواج وأهم مقوّمات الزواج ومفهوم شرف العروس هو عذريتها، وحين حاول الطبيب طمأنتها أنه سيعطيها تقريرا طبيا أن سبب فقدان العذرية هو سقوط الطفلة، جنّ جنون الأم وصرخت “ومن يصدق ورقة!”.

ترقيع غشاء البكارة

ويستعمل غشاء البكارة للاستدلال على عفة الفتاة البكر وهو كما يقول أخصائي النسائية والتوليد د. أمين صالح قبنض عبارة غشاء رقيق يغطي فتحة المهبل و له فتحه تسمح بخروج دم الحيض.

وأضاف أن غشاء البكارة يختلف شكله من فتاة لأخرى فقد تكون فتحته دائرية أو بيضوية أو هلالية أو له عدة فتحات (غربالي). وقد تولد الفتاة بغشاء مسدود يمنع خروج دم الحيض وهنا لابد من تدخل جراحي.

وقال قبنض أن نزول كمية كبيرة من الدم ليس ضرورياً في عملية فض البكارة كما يتصور البعض. وقد لا يحدث نزول دم إطلاقاً في حال وجود غشاء بكارة من النوع المطاطي.

وانتشرت في العديد من بلدان العالم خلال السنوات الماضية عمليات جراحة تجميلية تعرف بـ”ترقيع غشاء البكارة”.

وتحاول هذه الجراحة إعادة تكوين غشاء بكارة المرأة، والذي يرتبط في بعض الثقافات بالعذرية، وقد وُصِفت تلك العملية الجراحية بأنها شكل من أشكال الانتهاكات التي تتم ضد المرأة بدافع الحفاظ على الشرف.

ودعت هيئة طبية مهمة في بريطانيا الحكومة إلى منع إجراء مثل هذه العمليات.

وقالت الكلية الملكية لأطباء التوليد وأمراض النساء بحسب محطة bbc البريطانية إنه “لا يوجد سبب” لعملية ترقيع غشاء البكارة. أو أي إجراء آخر تحت اسم مختلف يهدف إلى إعادة بناء غشاء البكارة أو إصلاحه. وإنه يجب إجراء ذلك للأغراض الطبية. وحثت الوزراء على اتخاذ الإجراءات اللازمة.

وقالت إن هذه الممارسات “ضارة” ويمكن أن “تؤدي إلى تفاقم معتقدات اجتماعية وثقافية وسياسية بأن قيمة المرأة تتوقف على عذريتها قبل الزواج أو عدم عذريتها”.

وأشارت إلى أن الحكومة التزمت بسن تشريعات لحظر اختبار العذرية. لكنها لم تلتزم بعد بمثل هذا فيما يتعلق بجراحة غشاء البكارة.

حكم ترقيع غشاء البكارة 

ويذكر أن الدكتور “علي جمعة” عضو هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدينية في مجلس النواب والمفتي المصري السابق أجاز ترقيع أو رتق غشاء البكارة بشروط.

وأضاف في فتوى له صدرت في آب الماضي 2021 أن الأصل في الشريعة هو الستر والعفاف؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلـم: «مَنْ سَتَرَ مسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

وأن إجراء عملية طبية لإعادة غشاء البكارة “جائز شرعًا؛ درءًا للمفاسد، وسترًا للأعراض. ويجوز للطبيب فعلها ولو بالأجر، إلا لمن اشتهرت بالزنا -والعياذ بالله-. أو أقيم عليها الحدّ فيه فلا يجوز ذلك؛ لانتفاء العلة حينئذٍ”. حسب نص رده، بتاريخ عام 2003، والمنشور على موقع دار الإفتاء المصرية.

(المصدر: خاصّ وطن) 

اقرأ أيضاً:

زوجة تبكي منذ ليلة الدخلة إصراراً على هذا الطلب.. ونصيحة صادمة من مبروك عطية للزوج! (فيديو)

السبب مفاجئ .. عريس أردني طلّق زوجته قبل ليلة الدخلة بساعات!

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.