الرئيسية » تقارير » أي زلة ستصب لصالح السعودية .. ماذا يعني فرض ضرائب جديدة في الإمارات؟

أي زلة ستصب لصالح السعودية .. ماذا يعني فرض ضرائب جديدة في الإمارات؟

وطن – سلطت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية في تقرير لها الضوء على الاحتمالات وتأثير الضرائب الجديدة التي فرضتها السلطات الإماراتية مؤخرا وسيتم تطبيقها في العام القادم.

ونجحت دول قليلة مثل الإمارات وفق التقرير الذي ترجمته (وطن) في بناء اقتصاد حيوي ومنخفض الضرائب لجذب أكبر الشركات والأفراد الأكثر ثراءً في العالم.

وكانت الحكومة الإماراتية تفعل كل شيء آخر لحملهم على البقاء – لأجل تأسيس البنية التحتية اللامعة والمدارس الدولية والمتاحف والمناطق الصناعية. حتى أنها خرجت عن بقية المنطقة في اعتماد أسبوع عمل يتماشى مع الأسواق العالمية.

ومع قيام الاقتصادات الكبرى الآن بشن حرب على الملاذات الضريبية وغسيل الأموال، يقوم المركز التجاري في الشرق الأوسط ـ الإمارات ـ بتفكيك أجزاء من نظام الضرائب المنخفضة.

ولفت التقرير إلى أن هذا التغيير قد يكون بمثابة اختبار لجاذبية الإمارات للمواطنين الأجانب. الذين يشكلون حوالي 80٪ من السكان.

لافتا إلى أن أي زلة يمكن أن تمنح ميزة للمملكة العربية السعودية، التي تحاول تطوير مناطقها الاقتصادية الدولية الحرة لسرقة مسيرة على جارتها الأصغر.

وتأسست الإمارات العربية المتحدة في عام 1972، وبنت سمعتها كمركز تجاري عالمي من خلال تعزيز موقعها بين الشرق والغرب.

وهي ثالث أكبر منتج في منظمة “أوبك” وتقدم نفسها كملاذ للأعمال والسياحة في منطقة مضطربة.

كما تشتهر الإمارات بتنفيذ المشاريع الضخمة فهي موطن لواحدة من أكبر الجزر التي صنعها الإنسان في العالم، وأطول ناطحة سحاب وأحد أكثر المطارات ازدحامًا لحركة المسافرين.

وعلى عكس أجزاء أخرى من الشرق الأوسط، يمكن للأجانب هناك امتلاك عقارات ـ كل شيء بداية من الفيلات ذات الواجهة البحرية بملايين الدولارات إلى الاستوديوهات الصغيرة ـ.

ومنذ بداية أزمة جائحة كورونا تم توفير الإقامة طويلة الأجل والجنسية ورسوم الأعمال المنخفضة في الإمارات للاحتفاظ بالشركات والمواهب الأجنبية.

أوضاع معيشية صعبة للعمال في الإمارات

ولفت تقرير “بلومبيرغ” إلى أن العمال الذين يشكلون غالبية السكان المغتربين في الإمارات، يعانون أحيانًا من أوضاع معيشية صعبة وظروف عمل محفوفة بالمخاطر.

وعلى الرغم من أن الدولة جعلت من الممكن نظريًا الحصول على الجنسية أو تأشيرات الإقامة طويلة الأجل، إلا أن القواعد غامضة، حيث قيل إن عددًا قليلاً من الأشخاص فعلوا ذلك. ومن المتوقع أن يغادر المتقاعدون البلاد ما لم يتمكنوا من إظهار دخل ثابت.

صيف الإمارات

جانب سلبي آخر هو صيف الإمارات، حيث يمكن أن تصل درجات الحرارة إلى 49 درجة مئوية.

والأكثر إثارة للقلق هو أن الإمارات لا تزال تخوض حربًا في اليمن المجاور، حيث تعرضت مؤخرًا للعديد من الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار التي أطلقها الحوثيون من اليمن.

ما دفع الولايات المتحدة إلى إصدار تحذير من السفر.

كيف يتم التعامل مع الضغط على الملاذات الضريبية؟

وتخطط دولة الإمارات لفرض ضريبة على أرباح الشركات لأول مرة، بتطبيق معدل 9٪ اعتبارًا من يونيو 2023.

ويعكس هذا التغيير كيف تسعى الدولة إلى مواءمة نفسها مع المعايير الدولية الجديدة، لا سيما التحرك نحو فرض ضريبة دنيا عالمية على الشركات متعددة الجنسيات أقرتها مجموعة العشرين العام الماضي.

ولكن الإمارات معرضة لخطر إضافتها إلى ما يسمى “القائمة الرمادية” لفريق العمل المالي ومقرها باريس، كما قال أشخاص على دراية بالموضوع، واصفين إياها على أنها دولة لا تفعل ما يكفي لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

ويعمل المسؤولون على تجنب التصنيف، مما قد يؤثر سلبًا على الاستثمار. فيما يتعلق بالضرائب الأخرى. وتم إدخال ضريبة القيمة المضافة بنسبة 5٪ في عام 2018 وفرضت الحكومة لاحقًا رسومًا جمركية بنسبة 5٪ على الواردات. كما تفرض ضرائب على أرباح البنوك وشركات التأمين العاملة خارج شبكة المناطق الحرة بالدولة بنسبة 20٪.

إذن لن يكون هناك ملاذ ضريبي بعد الآن!

أجاب تقرير بلومبيرغ بـ”نعم ولا”. ففي حين أن معدل الضريبة الجديدة على الشركات تصل 9٪؛ إلا أنه لا يزال أقل من نظرائه في المنطقة ومعظم المراكز المالية العالمية. وسيظل الدخل الشخصي من التوظيف والعقارات والاستثمارات الأخرى غير خاضع للضريبة.

والأهم من ذلك، ستبقى الحوافز للشركات التي تعمل في المناطق الحرة – حيث تعمل الشركات بموجب مجموعة مختلفة من اللوائح عن بقية البلاد – ولكن مع بعض الاستثناءات.

ما الذي سيتعين تغييره أيضًا؟

تتعرض الإمارات لضغوط هائلة من مجموعة العمل المالي للوفاء باتفاق لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. واستجابة لذلك، أنشأت الدولة فرق عمل بالبنك المركزي وأنشأت محاكم لغسيل الأموال.

وإذا وضعت مجموعة العمل المالي الإمارات على “قائمتها الرمادية”. فسيكون ذلك بمثابة ضربة كبيرة لدولة اكتسبت مكانة باعتبارها المركز المالي الرائد في الشرق الأوسط.

ماذا يعني ذلك للنفوذ الإقليمي لدولة الإمارات؟

تخوض الإمارات صراعًا مع جارتها الكبرى السعودية، للاحتفاظ بمكانتها كمركز أعمال في المنطقة.

وفي إطار جهود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لوقف اعتماد المملكة عن عائدات النفط. منحت الشركات الدولية حتى عام 2023 لنقل مقراتها إلى الرياض أو المخاطرة بفقدان العقود الحكومية.

من الصعب تحديد التأثير الذي أحدثه هذا حتى الآن. لكن التكلفة المتزايدة لممارسة الأعمال التجارية في الإمارات يمكن أن تحدث فرقًا.

(المصدر: بلومبيرغ)

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.