الرئيسية » الهدهد » محامية صدام حسين تروي كواليس جديدة حول خفايا المحاكمة وسر صراخه في وجه القاضي دفاعا عنها

محامية صدام حسين تروي كواليس جديدة حول خفايا المحاكمة وسر صراخه في وجه القاضي دفاعا عنها

تزامنا مع حلول الذكرى الخامسة عشرة لإعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين التي حلت في الـ 30 من ديسمبر/كانون أول الفائت. أجرت صحيفة “الوطن” المصرية حوارا صحفيا مع عضوة فريق الدفاع عن الرئيس الراحل، بشرى خليل، كشفت فيه العديد من خفايا المحاكمة.

كيف تعامل الأمريكان والقضاة مع عزة نفس صدام حسين؟

وفي إجابتها في بداية الحوار عن كيفية تعامل قضاة المحكمة والأمريكان مع “عزة نفس الرئيس صدام حسين” في قاعة المحكمة. قالت: “كانت هناك محاولة من الأمريكان لتحطيم معنويات وثقة صدام حسين بنفسه. ولكسره أمام الرأي العام العربي ليكون عبرة في رأيهم لمن يمانع سياساتهم في المنطقة. بوضعه داخل قفص على مستوى منخفض من منصة هيئة المحكمة، والأمر نفسه مع موكلي دفاعه، إلا أن هذه المظاهر لم تؤثر عليه، وفرض هيبته على المكان. وكانت شخصيته هي الأقوى داخل جدران المحكمة”.

اقرأ ايضا: مفاجأة .. زعيمان عربيان مولا لجنة الدفاع عن صدام حسين!

كما أوضحت المحامية بشرى خليل كيف أحرجت هيبة الرئيس الراحل القضاة داخل المحكمة. مؤكدة أن الضباط الأمريكان والقضاة وكل من داخل المحكمة، كانوا يتحركون على وقع حركة صدام حسين.

واعتبرت ان ما كان يحدث هو من “صفات الشخصيات القيادية، بعيدا عن تأييد أو رفض سياسته”.

وروت المحامية اللبنانية، أنه “كان عند دخوله القاعة يقف جميع الحضور، فيصرخ فينا القاضي “لماذا تقفون؟.. إنه متهم”. ولم نكن نرد عليه، وذلك الأمر لم يعجبهم. ما جعلهم يدخلون صدام أولا للقاعة، ثم يدخلون بعده”.

لماذا صرخ القاضي في وجه المحامية؟

وعن واقعة صراخ القاضي في وجهها ومحاولته إخراجها خارج القاعة أثناء إحدى جلسات المحاكمة. روت “خليل” ما حدث حينها بالتفصيل. قائلة: “عند حضوري أول جلسة استجواب اندهشت من وجود ضباط أمريكان داخل قاعة المحكمة، فقلت لزملائي كيف يجلسون في قاعة يحاكم فيها عدوهم؟ وهو الأمر نفسه الذي حاول صدام لفت نظر هيئة المحكمة إليه قائلا: “هذه محكمة أمريكية”، باعتبار أن هذا وحده كفيل أن يبطل أي قرار يصدره القضاة. ويؤثر على مجريات الجلسة، ما أغضب القاضي فصرخ موجها حديثه لي: “أنتِ تثيرين الفوضى، وإذا كررتِ هذا سنخرجك من القاعة”.

وأضافت: “غضب القاضي أسعدني لأنه اعتداء على الدفاع. وفي هذه الحالة هو اعتداء على المتهم أيضا، فخفضت من صوتي وقلت له بكل هدوء: “رئاستكم الكريمة تهددني بإخراجي من القاعة لماذا؟ أنا أستعمل حقي بالدفاع عن موكلي. ورئاستكم قالت إنه لا يوجد ضباط أمريكان، وأنا قلت يوجد، نعم هؤلاء أمريكان وأشرت إليهم”، وهنا حل الصمت لحظات داخل قاعة المحكمة”.

كيف دافع صدام حسين عن محاميته؟

كما روت المحامية واقعة دفاع الرئيس الراحل عنها في الجلسة التالية قائلة: “في الجلسة التالية، أراد القاضي إخراجي من قاعة المحكمة، وصرخ في وجهي: “أنت تثيرين الفوضى”. وفي كل مرة حاولت أستفهم، كان رده لي: “اخرجي”، فطلبت طرح سؤال أولا ووافق المدعي العام. هنا رفعت صور ما فعله الجيش الأمريكي بالعراقيين في معتقل أبو غريب. ووجهت سؤالي للقاضي: “لماذا لم تلاحق محكمتك من ارتكبوا هذه الجريمة بحق الشعب العراقي؟”، ثم أدرت الصورة باتجاه صدام قائلة له: “أرأيت ما فعلوه بالشعب العراقي في غيابك؟”..لم أكن أعلم وقتها أن صدام حسين يجهل ما حدث بالعراقيين في “أبو غريب”، فرأيت عينيه كأنها ستطير من وجهه، وملامحه كأنه سيزأر. هنا أخفيت الصورة عنه خوفا عليه ورفقا به، ورفعتها في اتجاه عدسات وسائل الإعلام لتوثق الصور، خوفًا من أن تجتزأ هذه اللحظات من فيديو المحاكمة، ويخفون ما حدث عن العالم”.

وأكملت: “خرجت من قاعة المحكمة إلى غرفة المحامين التي بها شاشة تُظهر ما بداخل القاعة، ورأيت القاضي يقول: “هذا جنون اللي صار”. فصرخ فيه صدام حسين، قائلا عني: “هذه فوق راسك”.

وعبرت المحامية في الحوار عن اعتزازها بالجملة التي قالها “صدام” في حقها، قائلة: “أعتبر هذه الجملة للتاريخ. ووقوفي بجانبه في المحكمة من أهم الصفحات بحياتي المهنية والإنسانية كعربية”.

اقرأ أيضا: آخر مرافقي صدام حسين يكشف للمرة الأولى عن خطة انقاذه من السجن الأمريكي

وكشفت المحامية اللبنانية كيف تمكنت من إدخال الصور الخاصة بسجن أبوغريب لقاعة المحكمة رغم التفتيش الدقيق الذي يتعرض له المحاميون، قائلة: “كنا نخضع لخمسة حواجز تفتيش منذ بداية حديقة المحكمة حتى دخول قاعة الجلسة. وكذلك تحقيق شخصي مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “CIA”، وجهاز كشف ما بداخل الحقائب. وبالصدفة كنت أضع الصور داخل حقيبة المحاماة كل واحدة منهم بوجه الأخرى. فتظهر على الشاشة صورة بيضاء، وهو أمر لم أكن أقصده”.

بعض الأحاديث الجانبية 

وفي إطار الحديث عن أول حوار دار بينها وبين صدام حسين. كشفت بشرى الخليل قائلة: “أول لقاء معه قلت له: “يا سيادة الرئيس المحكمة مفصلة على الإعدام”. فأجاب: “أنا أعلم الحكم وما يهمني. يهمني حكم الشعب..أنا محكوم عليّ بالإعدام منذ كان عمري 17 عاما، وهذا العمر كله عشته زيادة”.

وعن الاحاديث الجانبية التي تطرقت إليها مع الرئيس الراحل. قالت: “كنا نجلس مع الرئيس الشهيد قبل الجلسات مدة تصل إلى 8 ساعات، تدور فيها أحاديث كثيرة، وكان يحب أن يفتح المواضيع معي بعيدا عن تفاصيل المحاكمة. وفي مرة باستراحة إحدى القاعات جلبت له ديوان المتنبي. أخبرني بأنه جاءته العديد من الكتب عنه، لكنه اعتبر كتابي أهمها. ثم أخبرني الرئيس أنه سبق وألف قصيدة من 165 بيتا. وانتقل حديثنا عن “الكرافت” (ربطة العنق)، وسألته لماذا لا يرتديها، خاصة أنه كان يهتم بأناقته. وكنت أنسى أنه غير مسموح للمتهمين بارتدائها، ليرد علي: “يا ريت ما بيخلوني”، تلك الإجابة جرحتني كثيرا، إذ كنا جميعا نتعامل معه باعتباره ما زال الرئيس والقائد صدام حسين، المتواجد على أرضه بغداد، وفي قاعة تابعة لعهده. ونسينا أنه يحاكم”.

(المصدر: الوطن المصرية – وطن )

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.