الرئيسية » تقارير » ماذا يعني الجدار الحديدي الذي بنته إسرائيل على حدود غزة بالنسبة للمُحاصرين في القطاع؟!

ماذا يعني الجدار الحديدي الذي بنته إسرائيل على حدود غزة بالنسبة للمُحاصرين في القطاع؟!

نشر موقع “ميدل إيست آي” تقريرا حول الجدار الحديدي الذي دشنته سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة الحدودية مع قطاع غزة، حيث يعتبر هذا السياج الأول من نوعه، وبلغت تكلفته مليار ومائة ملون دولار أمريكي.

وقال الموقع، أنه بالنسبة لإسرائيل كان هذا تتويجا لعمل استمر لثلاث سنوات ونصف. وهو الأحدث في سلسلة من التحصينات والإجراءات الأمنية التي عزلت غزة والضفة الغربية المحتلة. وخنقت الآمال في حل الدولتين.

واعتبر الموقع، أنه بالنسبة إلى مليوني فلسطيني يعيشون في غزة – نصفهم من الأطفال – يمثل الجدار عالي التقنية أكثر من مجرد ابتكار تكنولوجي أو أمني.

إنه تأكيد على أنهم يعيشون في أكبر “سجن مفتوح” في العالم .

ونقل الموقع عن المعلمة والصحفية رويدة أمير، قولها: “لقد ترك الجدار أثراً نفسياً هائلاً على سكان غزة، وخاصة على الشباب”.

وأضافت: “أشعر الآن أننا في سجن يحيط بنا هذا الجدار الفولاذي”.

تكنولوجيا الأمن البائس

يمتد الحاجز الإسرائيلي الجديد على مسافة 65 كيلومترًا من الحدود المصرية، حول قطاع غزة ويطل على البحر الأبيض المتوسط. وهو مليء بمعدات المراقبة. و تم وضع عشرات الهوائيات ومئات الكاميرات والرادارات في الحصن الذي تم بناؤه باستخدام 140 ألف طن من الحديد والصلب.

وبالنسبة للحاجز الظاهر فوق الأرض فهو سياج يرتفع إلى أكثر من ستة أمتار، حيث يوجد أيضًا جدار معدني تحت الأرض مزود بأجهزة استشعار.

اقرأ أيضاً: لم تولد إسرائيل قوة عسكرية عظمى .. هذه 5 أسلحة فتاكة ساعدتها في ذلك

ووفقا للموقع، فقد رفض المسؤولون الإسرائيليون التعليق على مدى عمقها. معربة عن اعتقادها أنها تقع على عمق عدة أمتار تحت الأرض.

ويحتوي الجدار على نظام أسلحة يتم التحكم فيه عن بعد. وحاجز بحري مع معدات مراقبة يمكنها اكتشاف التوغلات عبر الطرق البحرية.

وأشار الموقع إلى أنه تم تكليف العميد عيران أوفير بقيادة البناء، الذي وصف البناء بأنه “أحد أكثر المشاريع تعقيداً التي بنتها مؤسسة الدفاع على الإطلاق”.

التحصينات الإسرائيلية والمصرية

وقال الموقع، إنه منذ عام 2016 ، عندما تم الإعلان عن المشروع لأول مرة. استشهدت إسرائيل بالأنفاق بين إسرائيل وغزة باعتبارها السبب الرئيسي لبناء الجدار الجديد. مشيرا إلى أنه هناك بالفعل سياج وسواتر ترابية تحيط بقطاع غزة. هذا بالإضافة للقوات الإسرائيلية على طول الحدود.

ومع الجدار المعدني الجديد تحت الأرض، سيكون حفر الأنفاق خارج غزة أكثر صعوبة. وقد استخدمت الأنفاق كشريان حياة للفلسطينيين الذين خنقهم الحصار وحركة حماس التي تستخدمها في التهريب وشن الهجمات.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إن “الحاجز، وهو مشروع مبتكر ومتقدم تكنولوجياً. يحرم حماس من إحدى القدرات التي حاولت تطويرها”.

من جانبه، قال الدكتور باسم نعيم ، وزير الصحة السابق في غزة ، للموقع البريطاني إن الجدار الإسرائيلي الجديد يكشف عن “طبيعته العنصرية” . التي “تصر على تحويل الشعب الفلسطيني إلى مجموعات منفصلة تعيش في سجون مفتوحة ، مغلقة ومعزولة عن بعضها البعض”.

ولفت الموقع إلى أن جدار غزة ، بالطبع ، ليس أول جدار إسرائيلي. موضحا أن جدار الفصل المثير للجدل يمتد لمسافة 700 كيلومتر بين إسرائيل والضفة الغربية. ويجمع بين الجدران الخرسانية وأبراج المراقبة والسياج.

خطأ إسرائيل

ونقل الموقع عن أحمد أبو أرتيمة وهو مؤسس حركة مسيرة العودة الكبرى التي نظمت احتجاجات حاشدة على طول حدود غزة في عام 2018 للمطالبة بحق العودة للاجئين الفلسطينيين وإنهاء الاحتلال، قوله: “تقدم دولة الاحتلال ادعاءات أمنية لتبرير بناء الجدار ، تمامًا كما فعلت لتبرير بناء الجدار في الضفة الغربية عام 2002. لكن الخطأ الذي تصر إسرائيل على تكراره هو أنها تتعامل مع القضية الفلسطينية باعتبارها قضية أمنية وتتجاهل جذور المشكلة “.

وأوضح أن “هذا التجاهل لن يخدمها إطلاقا على المستوى الاستراتيجي، لأن جذور المشكلة هي أنه طالما تحرم شعب بأكمله من حقه في الحرية والتحرر، فسيظلون مصممين على تحقيق التحرر”.

كما تخطط إسرائيل للبدء في بناء سياج على حدودها مع لبنان العام المقبل، إضافة إلى السياج الموجود بالفعل والذي يعود تاريخه إلى عام 1970.

وتشير مشاريع الجدار الحدودي إلى أن إسرائيل تعتمد بشكل متزايد على الجدران عالية التقنية كجزء من استراتيجيتها الأمنية.

تحت الحصار

توقعت الأمم المتحدة في عام 2012 أن غزة ستكون غير صالحة للعيش بحلول عام 2020، قال فلسطينيون للموقع إن الجدار الجديد لن يؤدي إلا إلى زيادة تدهور الأوضاع.

,يعيش سكان غزة في وضع غير مستقر، مع قلة فرص الحصول على مياه الشرب النظيفة، ونقص حاد في الكهرباء ، وأنظمة رعاية صحية وتعليمية غير مناسبة.

وبحسب الموقع فإن ما يقرب من 97 في المائة من مياه الشرب في غزة ملوثة، ويضطر السكان للعيش في انقطاع مستمر للتيار الكهربائي بسبب تضرر شبكة الكهرباء بشدة.

كما أدت الظروف المعيشية المروعة إلى انتشار وباء الصحة النفسية ، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الانتحار في قطاع غزة.

(المصدر: ميدل ايست اي – ترجمة وطن) 

«تابعنا عبر قناتنا في  YOUTUBE»

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.