الرئيسية » تقارير » “نفاق لوبي السلاح” في الصراع الإسباني المغاربي

“نفاق لوبي السلاح” في الصراع الإسباني المغاربي

إن انخراط لوبي السلاح الإسباني في النزاعات التي تطال شمال إفريقيا، من موريتانيا إلى مصر. وفي الصراع المحتمل الذي قد ينشأ بين إسبانيا وبعض دول المنطقة، ولا سيما المغرب، يتزايد بشكل خطير يوما بعد يوم.

إسبانيا قوة عسكرية

في مقال رأي نشرته مجلة “أتلايار” الإسبانية، قال الكاتب بيدرو كاناليس، إن إسبانيا قوة عسكرية تفوق كل من المغرب والجزائر. وذلك حسب مؤشر “Global Firepower 2021” السنوي، الذي صنف إسبانيا في المرتبة 18 من حيث القوة العسكرية. والجزائر في المرتبة 27 والمغرب في المرتبة 53. مما يستبعد سيناريو الحرب قدر الإمكان على المديين القصير والمتوسط.

وتجدر الإشارة إلى أن قائمة Global Firepower، تستند على أكثر من 50 عاملاً لتحديد درجة “PowerIndex” للدولة. مع فئات تتراوح من القوة العسكرية والمالية إلى القدرة اللوجستية والجغرافيا.

أشار الكاتب إلى أن هناك جانب آخر،  يتمثل في أماكن السيادة الإسبانية في شمال إفريقيا. التي لا يمكن الدفاع عنها عسكريًا. ما لم تدخل في صراع مفتوح مع المعتدي المحتمل، “المغرب” والمقصود هنا سبتة ومليلية.

مطالبة تاريخية للمغرب

ومع ذلك، بالنسبة للمغرب، الذي يواصل محاولة “استعادة المدينتين، كمُطالبة تاريخية”، فإن اللجوء إلى العمليات العسكرية من أي نوع أمر مستبعد نوعا ما.

ولطالما كان لدى المملكة العلوية، ومن المرجح أن يكون لديها في المستقبل. استراتيجية انتعاش تقوم على التفاوض، والسيادة المشتركة. والاتفاقيات الاجتماعية والاقتصادية المشتركة بين إسبانيا والمغرب للمنطقة بأكملها.

اقرأ أيضا: هل ستقوم إسبانيا بتسليم المزيد من الصحراويين إلى المغرب؟

يرى الكاتب أن إسبانيا متورطة بدرجة أولى، في النزاعات المغاربية فيما يتعلق بمبيعات الأسلحة لجميع المتنافسين الفعليين أو المحتملين.

شمال إفريقيا وتصدير السلاح

يعرف لوبي السلاح جيدا، أن سوق شمال إفريقيا أرض خصبة لتصدير الأسلحة إليها. وعلى الرغم من أن المنطقة انخفض توريدها للأسلحة في الوقت الحالي. إلا أن سباق التسلح  بين الجزائر والمغرب للحصول على تفوق عسكري على المنافس يترك مساحات مهمة. لبيع المواد للاستخدام العسكري للتحالفات الإسبانية.

كما ذكر الكاتب، أن إسبانيا صُنّفت في المرتبة الثامنة في قائمة الدول المصدرة للأسلحة.

وفقًا لبيانات عام 2020 من معهد ستوكهولم للسلام، تأتي الولايات المتحدة في المرتبة الأولى بنسبة 37 % تليها روسيا بنسبة 20 %.

ثم تاتي فرنسا (8.2 %) وألمانيا (5.5 %) والصين (5.2 %) والمملكة المتحدة (3.3 %) وإسبانيا (3.2 %).متقدمة على إسرائيل (3 %) وإيطاليا (2.1 %) وتركيا. التي تحتل المرتبة 14 على قائمة المصدرين العالميين.

562 شركة إسبانية في مجال السلاح

ولفت الكاتب، أنه في عام 2012، كان هناك 562 شركة في إسبانيا تعمل في مجال الدفاع وإنتاج الأسلحة. معظمها في قطاعات البحرية والطيران والمركبات البرية.

وتجدر الإشارة إلى أن المبيعات الدفاعية الأكثر أهمية من الناحية الكمية تتركز أساسًا في مجموعة صغيرة تتكون من ست شركات.

وهذه الشركات هي: ،EADSCASA، و Navantia، و Airbus Military، و Indra Sistemas، و Santa Bárbara Sistemas، و AEXPAL و شرمة الصواريخ MBBDA.

وهي شركات تحتكر المجال بنسبة  85 % أو أكثر من جملة  المبيعات المذكورة. بعد خمس سنوات، ظل عدد الشركات كما هو (578) شركة. وبلغت قيمة مبيعات الدفاع حوالي 6 آلاف مليون يورو.

زيادة مذهلة

هذا وشهدت صادرات الأسلحة الإسبانية نموًا مذهلاً خلال تلك الفترة، حيث زادت بنسبة 400 %.

وفي عام 2010، بلغت المبيعات حوالي 1100 مليون يورو، وارتفعت في غضون سنوات قليلة إلى أكثر من 4 آلاف مليون يورو. وهو رقم استقرت عليه إسبانيا، بشكل عام حتى عام 2019، عندما انتشر الوباء وانخفضت الصادرات.

في المقابل، أدى هذا النمو في مجال تصنيع الأسلحة. إلى موجة من التعيينات لكبار المسؤولين في الدولة، والوزراء. والمديرين العامين، والأمناء ووكلاء الوزارات، والقادة العسكريين الكبار المتقاعدين. الذين شغلوا مناصب مرموقة في شركات صناعة الأسلحة هذه وتصدير المواد العسكرية.

هدف لوبي السلاح

فوفقًا للباحث بيري أورتيجا، وصل 35 جنرالًا ومسؤولًا إداريًا كبيرًا على الأقل إلى القطاع.

وهكذا، تم تشكيل لوبي قوي، وبفضل “أجنداتهم” الشخصية، حصلت كل هذه الشركات على عقود مثمرة على المستوى الدولي.

اقرأ أيضا: لماذا تخشى إسبانيا تنقيب شركة قطرية عن النفط في المغرب!

حسب الكاتب، لقد حدد لوبي السلاح هذا لنفسه هدف الارتباط مع “القوة الخامسة”، المتمثلة في وسائل الإعلام.  والتي من خلالها حفزوا ونشروا للأفكار على غرار، “نحن في خطر”، “المغرب يهدد سبتة ومليلية”. “الإسرائيليون يكسرون التوازن الإسباني المغربي لصالح الرباط “.” المغرب يمتلك أسلحة تمنحه التفوق على إسبانيا”،” الولايات المتحدة ستنقل قاعدتها من روتا إلى المغرب”,” القوات البحرية الجزائرية والمغربية تكسر “الوضع الراهن” في مضيق جبل طارق. وتركوا إسبانيا محاصرة “، … وخطابات  من هذا القبيل.

الخطر المغربي

وفي الوقت الذي يحذرون منه من “الخطر المغربي” المحدق، فهم مزودون بشكل جيد جدا بالذخيرة وقذائف الهاون والمتفجرات البلاستيكية. وكذلك سلاسل الدبابات وقطع غيار الطائرات.

وفي الحقيقة، يضغط هذا اللوبي على الحكومة الحالية. سواء الشعبية أو الاشتراكية، للحصول على أنظمة الصواريخ والغواصات.

في حين أنه لا يتردد في بيع سفينة بحرية شاهقة الارتفاع من طراز Avante للمغرب.من صنع الشركة الاسبانية Navantia، بقيمة تقريبية 150 مليون يورو في انتظار التمكن من بيع المزيد “للعدو”.

وختم الكاتب بالقول، كلما زاد التوتر بين الجزائر والمغرب، تضاعف “الخطر على إسبانيا”. وزادت عمليات توريد الأسلحة في شمال أفريقيا.

وهكذا، يشعر لوبي السلاح الإسباني بأنه مستقل عن الدولة، وقادر على التأثير في الجغرافيا السياسية الإقليمية، وإن دل هذا على شيء فهو يدل على نفاقهم “الأخلاقي والمعنوي”.

 

(المصدر: أتلايار – ترجمة وتحرير وطن)

 

«تابعنا عبر قناتنا في  YOUTUBE»

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.