الرئيسية » الهدهد » كاتب فرنسي: الإمارات رأس الحربة في الرجعية الإقليمية وتلعب دوراً خطيراً

كاتب فرنسي: الإمارات رأس الحربة في الرجعية الإقليمية وتلعب دوراً خطيراً

في مقال رأي نشره موقع “إل مونيتور دي أورينتي”، قال الكاتب جيلبير الأشقر، “لطالما كانت السعودية، منذ منتصف القرن العشرين إلى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، المعقل الرئيسي للرجعية العربية”.

المعقل الرئيسي للرجعية

ويرجع ذلك إلى حجم المملكة، وموقعها في قلب شبه الجزيرة العربية. ووصَايتها على المقدسات الإسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومواطنيها، وبالطبع ثروتها النفطية”.

وأشار الكاتب إلى أن هذا الدور ارتبط ارتباطا وثيقا بالعلاقة الاستراتيجية، التي أقامتها المملكة مع أمريكا في نهاية الحرب العالمية الثانية. حيث كانت الرياض الحليف الرئيسي لواشنطن في الشرق الأوسط خلال حقبة الحرب الباردة. ووقفت في وجه الحركة القومية المدعومة من العرب من قبل الاتحاد السوفيتي.

وقد سهّلت عملية الاستقطاب السياسي القوي للمملكة السعودية، الذي اتسمت به تلك الفترة، إلى أن تتبنى واشنطن نهجا محافظ للغاية، بما يتماشى مع الطابع المحافظ للغاية للمملكة منذ نشأتها.

الإمارات العربية تقود الرجعية

هذا وقد شهدت المنطقة تحولا خطيرا في السنوات الأخيرة، لم يلق بعد الاهتمام والتحليل، الذي يفكك أسباب التغيرات في المنطقة.

وهذا مبني على صعود إمارة أبوظبي وولي عهدها محمد بن زايد في قيادة الرجعية العربية.

ما عليك سوى إلقاء نظرة على الدور الخطير الذي تلعبه أبو ظبي في مختلف النقاط الساخنة في المنطقة. بما في ذلك اليمن والسودان وليبيا وتونس وسوريا. وكذلك فلسطين المحتلة واحتضان أبو ظبي لمحمّد دحلان.

التحالف الثلاثي الرجعي

بالإضافة إلى العلاقة الإستراتيجية التي أقامتها دولة الإمارات العربية المتحدة، مع الكيان الصهيوني، التي باتت مكشوفة إلى حد الوقاحة.

اقرأ أيضا: محلل يكشف لـ”وطن” ما وراء مشروع “الأردن – الإمارات – إسرائيل” المائي

وفي تنويه منه، أورد الكاتب، “قبل عام تقريبا، كنت قد وصفتُ ما أسميته “التحالف الثلاثي الرجعي” لأبُو ظبي و عبد الفتاح السيسي وروسيا” (“الحلف الثلاثي الرجعي: موسكو وأبو ظبي والقاهرة”).

لقد تبيّن بمرور الوقت، مدى وضوح دور أبوظبي الريادي في هذا التحالف، الذي تدعمه السعودية أحيانًا. دون أن تشارك دائمًا في فعاليته، كما هو الحال في ليبيا.

وبالنظر إلى أن الرياض لا تزال خارج جماعة التطبيع أو بالأحرى التحالف المفتوح مع إسرائيل الذي تشارك فيه كل من أبو ظبي والقاهرة. كما أنها هم خارج أولئك الذين يسعون إلى تطبيع العلاقات مع نظام الأسد في سوريا. تبقى أبو ظبي على رأس الإقليمية الرجعية.

ما هي الظروف الدولية والإقليمية الكامنة وراء هذا التحول الكبير؟ وماذا عن طموح بن زايد الشخصي وانغمَاسه في الرجعية؟

يرى الكاتب، أن أهم جانب هو بلا شك انتهاء حقبة الحرب الباردة والتغيرات في موقف الولايات المتحدة. خاصة بعد فشل مشروعها في السيطرة على الشرق الأوسط من خلال الحرب التي شنتها على العراق عام 1991. ومن ثم غزوها واحتلالها لبلاد ما بين النهرين عام 2003، والذي انتهى بالفشل وانسحاب القوات الأمريكية. مما ترك حكومة بغداد مفتوحة أمام النفوذ الإيراني.

يضاف إلى ذلك ثورات الربيع العربي التي اندلعت في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قبل عشر سنوات، وتسببت في حالة من الذعر بين الأنظمة والقوى المحافظة في المنطقة.

وما أثار مخاوف وذعر هذه القوى، هو أن  واشنطن، بقيادة الرئيس باراك أوباما. مضت قدما في الربيع العربي للحفاظ على المصالح الأمريكية وتماشيا مع مطالبها الديمقراطية الأيديولوجية.

وللقيام بذلك، اعتمدت الولايات المتحدة على الوساطة القطرية.

هاجس بن زايد الرئيسي

وبذلك، عانت كل أجزاء المحور العربي المحافظ من تبعات ثورة الربيع العربي.

وعلى الرغم من أن  السعودية استمرت في مرافقة واشنطن، خاصة بسبب خوفها الأكبر من إيران، إلا أن أبو ظبي لا تهتم بإيران مثل المملكة. ولهذا السبب أصبحت أعمال الشغب الإقليمية هاجس بن زايد الرئيسي.

حسب رأي الكاتب، تعتمد أبوظبي بصفة أقل على الولايات المتحدة مقارنة بالسعودية.

ومن هنا تبدأ الإمارة تخطيطها في إقامة علاقة وثيقة مع موسكو، التي تحتل الآن موقع القوة العظمى التي تدافع عن الأنظمة العربية القديمة. لا سيما عندما  أظهرت روسيا ذلك أولاً بتدخّلها لإنقاذ بشار الأسد في دمشق.

حتى أن بن زايد بدأ بالتدخل في السياسة الأمريكية، كما فعل بنيامين نتنياهو، الذي تجاوز بسياسته ما فعلته الحكومات السابقة.

قرار مقاطعة قطر!

وبالتعاون مع روسيا، دعمت أبوظبي حملة دونالد ترامب الرئاسية عام 2016، وأذن ترامب للإمارات العربية توجيه سياسته الإقليمية بعد فوزه. وهذا ما دفعه إلى حث الرياض على مقاطعة قطر. وهو قرار اتّخذ بعد أيام من زيارة ترامب للمملكة، وهي أول زيارة خارجية له بعد توليه منصبه.

اقرأ أيضا: “الغارديان”: ما خطورة ترشح الإماراتي أحمد الريسي لرئاسة الإنتربول؟

لكن الآن،  مع تولي جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة، تعززت العلاقة بين أبو ظبي وموسكو أكثر مما كان متوقعا، من خلال تدخلهما المشترك مع القاهرة على الساحة الليبية.

ختم الكاتب بالقول، أنه في الوقت الراهن، نشهد تحول التحالف الثلاثي المذكور إلى تحالف رباعي مع انضمام إسرائيل.

وقد أتاح ذلك لأبو ظبي أن تكون لها علاقة مفتوحة مع دولة الاحتلال. ومن المرجح أن تشهد سوريا تداعيات هذا التحول في الأشهر المقبلة. خاصة فيما يتعلق بدور إيران وتركيا على الأراضي السورية.

(المصدر: إل مونيتور دي أورينتي – ترجمة وتحرير وطن)

 

«تابعنا عبر قناتنا في  YOUTUBE»

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.