الرئيسية » الهدهد » منعطف جديد .. جابر الحرمي يحلل لما بعد زيارة السلطان هيثم لقطر

منعطف جديد .. جابر الحرمي يحلل لما بعد زيارة السلطان هيثم لقطر

علق الكاتب والإعلامي القطري البارز جابر الحرمي، على زيارة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، المرتقبة لقطر والتي تأتي بدعوة من أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وفي مقال له بصحيفة “أثير” العمانية، قال جابر الحرمي إن هذه الزيارة المهمة تفتح آفاقا جديدة من التعاون والتنسيق والتكامل بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات. وذلك استكمالا لمسيرة ناصعة البياض من التعاون المشترك، والتواصل الدائم، والعلاقات الأخوية الوطيدة.

اهتمام كبير 

وعلى المستويين الرسمي والشعبي في قطر ـ بحسب الحرمي ـ فإنه ينظر إلى هذه الزيارة بقدر كبير من الاهتمام، وترحاب نوعي غير مسبوق لزيارات القادة. فمنذ الإعلان عن الزيارة انطلقت في وسائل الاعلام وعلى المنصات الإعلامية المختلفة ” وسوم ” ترحيبية بشكل متدفق.

وتابع الكاتب القطري في مقاله وفق ما رصدت (وطن):”وربما من يعرف العلاقة التي تربط البلدان لا يستغرب أبدًا هذه الفرحة. وهذا الترحاب لهذه الزيارة للسلطان هيثم بن طارق، حفظه الله ورعاه إلى بلده الثاني قطر . ولقاء القمة الذي سيجمعه مع أخيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.”

كما لفت الحرمي إلى تصريحات مساعد وزير الخارجية والمتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية لولوة بنت راشد الخاطر والتي وصفت الزيارة بقولها: ” نتطلع في دولة قطر ، حكومة وشعبًا ، إلى زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد إلى الدوحة. فالعلاقات الثنائية الوطيدة التي تجمع بين بلدينا وشعبينا الشقيقين راسخة ومتجذرة”.

اقرأ أيضاً: كاتب عماني: السلطنة وقطر نحو المجد

مضيفةً ” كما تثمن دولة قطر الدور البناء التي تضطلع به السلطنة في المنطقة لما فيه من الحكمة وخلق نوع من الاتزان الإقليمي. ونتطلع إلى المزيد من التنسيق حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك ” .

وشبه الحرمي العلاقة بين الدوحة ومسقط بمثل شعبي، وقال إن العلاقات القطرية العمانية على المستويين الرسمي والشعبي ينطبق عليها القول ” إذا بكت العين مسحت دمعتها اليد. واذا تألمت اليد بكت العين لألمها”.

مؤكدا أن هذا الوصف بالفعل ينطبق على العلاقة بين البلدين والشعبين الشقيقين. حيث تعد العلاقة بينهما نموذجية ومتجذرة في التاريخ، بفضل من الله أولا ، ثم بفضل حكمة وحنكة ووعي قيادات البلدين طوال عقود مضت، حسب قوله.

ركائز متينة ومنعطف جديد

وهو ما أسس لهذه العلاقات ـ وفق الحرمي ـ ركائز متينة، شكّل شعبي البلدين حماية حقيقية لاستمرار تطورها وبلوغها مراحل متقدمة من التعاون والتكامل على مختلف الصعد .

فلا ننسى في قطر المواقف العظيمة للسلطنة، قيادة وشعبا، تجاه قطر على مر التاريخ. وهي مواقف محفورة في قلوب أهل قطر .

كما اعتبر الكاتب القطري في مقاله أن زيارة دولة التي يقوم بها جلالة السلطان هيثم بن طارق إلى الدوحة، والتي تعد ثاني محطة في زياراته الخارجية منذ تولي مقاليد الحكم بالسلطنة في يناير 2020 ـ ستشكّل منعطفا جديدًا في مسيرة هذه العلاقات.

فالقمة القطرية العمانية التي ستجمع قيادتي البلدين ، ستركز بالدرجة الأولى على العلاقات الأخوية الوطيدة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين. والبحث عن سبل تطويرها وتعزيزها في مختلف المجالات. بما ينعكس إيجابا على إعطاء هذه العلاقات قوة دفع جديدة.

ولن تغيب قضايا المنطقة، وفي مقدمتها توحيد الصف الخليجي، وتعزيز العمل الخليجي، عن القمة القطرية العمانية ـ وفق الحرمي ـ. خاصة ان البلدين لديهما رؤية مشتركة حيال أهمية إحلال السلام والاستقرار بالمنطقة.

كما أكد أن قطر وعمان يؤمنان بأهمية وقوة مجلس التعاون الخليجي، الذي يمثل مظلة يحمي شعوب المنطقة من العواصف التي تضرب المنطقة. وأنه لا يمكن مواجهة التحديات والمخاطر بصورة منفردة. وللأسف لا تكاد تخبو أزمة حتى تشتعل أخرى .

وتابع:”مساعي عمان في إحلال السلام، ونجاحها في ملفات وأزمات كادت أن تعصف بالمنطقة، تلتقي مع توجهات ومساعي قطر أيضا على هذا الصعيد، التي تؤمن أن الحوار هو السبيل لحل الخلافات. واستطاعت عبر جهود ووساطات أن تفكك العديد من الأزمات، وتوجد لها حلولا جذرية. وربما الأزمة الأفغانية واحدة من النجاحات التي حققتها قطر على صعيد حل الأزمات ، وإيجاد استقرار لشعوب المنطقة.”

رؤية متطابقة 

وأضاف الحرمي:”هذه الرؤية المتطابقة لقيادتي البلدين تشكل حجر زاوية في استقرار المنطقة، واحلال السلام ، والسعي لإبعاد المنطقة عن الحروب والأزمات.”

وربما من محاسن الصدف أن هذه الزيارة تأتي في ظل احتفالات السلطنة بعيدها 51، والتي شهدت السلطنة خلالها نقلات نوعية على مختلف الأصعدة، بدأها الراحل فقيد الأمة السلطان قابوس بن سعيد، ويستكملها اليوم السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه وسدد خطاه. خاصة فيما يتعلق بالتنمية البشرية التي تمثل عماد نهضة وتقدم الأمم .

كما أنها تأتي تزامنا مع إعلان شركة كروة موتورز ـ وهو مشروع شراكة قطرية عمانية بمنطقة الدقم الصناعية ـ عن البدء بأول انتاج للحافلات ضمن هذا المشروع ، الذي يمثل نموذجا لمشاريع مشتركة بين الجانبين في مجالات متعددة . فعمان وقطر يمتلكان فرصا استثمارية كبيرة، يمكن للجانبين توظيفها بصورة تخلق منافع للطرفين .

300 شركة عمانية تعمل في السوق القطري

وبحسب ما ذكره جابر الحرمي فإنه في قطر يوجد 300 شركة عمانية تعمل في السوق القطري في مختلف القطاعات. من بينها 130 شركة عمانية برأس مال عماني 100% ، و170 شركة عمانية قطرية مشتركة.

فيما بلغ حجم التبادل التجاري بين قطر وعمان نحو 5 مليارات ريال قطري خلال العام الماضي رغم جائحة كورونا .

واستشهد الكاتب القطري بلقاء جمعه بيوسف بن علوي، وقال :”أذكر في لقاء جمعني مع معالي يوسف بن علوي (الوزير السابق المسؤول عن وزارة الخارجية العمانية) في 2012 دعا دول مجلس التعاون للاستثمار في السلطنة. وقال إن أبواب عمان مفتوحة للجميع، وفي عمان فرص استثمارية حقيقية يمكن الطرفان الاستفادة منها.”

واستطرد:”تجربة كروة موتورز نموذج لمشاريع أخرى قطرية عمانية مشتركة ضمن مئات الشركات التي تمثل تعاونا ثنائيا . اِن كان ذلك على المستوى الحكومي أو على مستوى الأفراد، توجد بالسلطنة وتحقق نجاحات متواصلة.”

وأوضح الحرمي:”نعتقد أن العلاقات بين قطر والسلطنة لا ترتبط باتفاقيات موقعة على الأوراق ، أو بروتوكولات ضمن أطر تقليدية. بل هي علاقات أسمى من ذلك كله ، علاقات حدودها السماء ، بدأها الآباء والأجداد ، ويستكمل مسيرتها الأبناء.”

واختتم الكاتب القطري جابر الحرمي، مقاله بالقول:”إن لقاء السلطان هيثم بن طارق وأخيه الشيخ تميم بن حمد بالدوحة سيفتح صفحات جديدة في العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين. وسيرسم مستقبلا أكثر أشراقا في مسيرة هذه العلاقات المتنامية والضاربة جذورها في التاريخ”.

(المصدر: أثير)

«تابعنا عبر قناتنا في  YOUTUBE»

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.