الرئيسية » تقارير » لحياني لـ”وطن”: هناك تحالف بين المغرب والموساد .. والجزائر قد تنفذ عمليات “لقرص أُذن” الرباط

لحياني لـ”وطن”: هناك تحالف بين المغرب والموساد .. والجزائر قد تنفذ عمليات “لقرص أُذن” الرباط

(وفاء غواري – خاص/وطن) في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أعلنت السلطات الجزائرية في بيان عن “تعرض 3 جزائريين لاغتيال همجي في عملية قصف لشاحناتهم التي تضمن نقل السلع بين ولاية ورقلة الجزائرية ونواكشوط الموريتانية في إطار حركة مبادلات تجارية عادية بين شعوب المنطقة”. واتهم البيان المغرب بالتورط في القصف “بواسطة سلاح متطور”.

ويأتي هذا الهجوم عقب سلسلة أحداث واتهامات أدت الى تصعيد وتيرة الأزمة بين الجارتين.

اقرأ أيضاً: ما هو الموساد وكيف خدم مصالح اسرائيل؟!

وطن” التقت بالكاتب الصحفي الجزائري عثمان لحياني، في حوار خاصّ لقراءة تداعيات الهجوم، على مستقبل العلاقات الجزائرية المغربية ودول الجوار، واي دور للموساد في هذا الهجوم، وما هي أسبابه المباشرة وغير المباشرة ومن يقف خلفه.

  • بداية، كيف تعلق على الهجوم الذي استهدف الشاحنات وراح ضحيته 3 جزائريين؟

هو حادث يحمل ابعاد خطيرة، منذ اللحظة الأولى وضعت الحادث في سياقين، الاول سياسي عسكري بحيث يريد المغرب فرض واقع جديد في منطقة النزاع في الصحراء الغربية، ومنع اية حركة في المنطقة التي تعتبر اراضي محررة تشرف عليها جبهة البوليساريو قرب الحدود المغربية.

ومن جهة ثانية ان الحادث بالاساس محاولة لقطع الطريق التجاري بين الجزائر وموريتانيا لغايات التنافس الاقتصادي.

  • هل لهذا الهجوم علاقة بمهاجمة شاحنات البضائع المغربية شمال مالي؟

ما من شك في ذلك، “بل ان التصريح الذي نقلته وكالات الأنباء الدولية عن المصدر والمسؤول المغربي بعد الحادث، يتضمن هذه الاشارة بوضوح، لاحظي انه قال ان المغرب لم يسارع عند استهداف شاحنات مغربية في شمال مالي الى اتهام الجزائر، وهذا التصريح عندما يوضع في السياق السياسي يفهم انه واحدة بواحدة، وانه رد مغربي واضح، لان المغرب يعتقد ودون ان يعلن عن ذلك، ان الجزائر تقف وراء الهجوم على الشاحنات في مالي”.

  • هل انفتاح الجزائر على محيطها الافريقي وبخاصة الاسواق الموريتانية أحد أسباب هذا الاستهداف؟

هذا هو الهدف الاساس من الحادث، لسنوات استفاد المغرب من غياب الجزائر عن السوق الموريتانية وكان يسيطر على سوق البلد الجار. لكن ومنذ نهاية عام 2018 خاصة بعد فتح المعبر التجاري بين الجزائر وموريتانيا، بدأ المغرب يشعر بوجود منافسة جدية. خاصة وان الطرق التجارية بين الجزائر وموريتانيا اقرب مقارنة منها مع المغرب، اذا لا يمكن فصل الحادث عن السياق السياسي والاقتصادي بشكل خاص.

  • على فرض ان المغرب منزعج من المنافسة الجزائرية، هل هذا الهجوم سيردع الجزائر؟

لا ابدا، بالعكس، هذا الحادث يدفع الجزائر الى اتخاذ اجراءات وتدابير لتأمين القوافل التجارية الى موريتانيا اكثر. قبل يومين كان هناك زيارة لوزير الداخلية الموريتاني الى الجزائر ،حيث اعلن عن انشاء لجنة تنسيق امني على الحدود، تتولى تبادل المعلومات والتنسيق لتامين الحدود والقوافل التجارية. اذن هناك اندفاع اكثر وبمشاركة موريتانية ايضا. مع العلم ان هناك زيارة مقررة قريبا للرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني الى الجزائر، ستدعم هذا التوجه الجزائري، لان موريتانيا اصبحت بالنسبة للجزائر خيار استراتيجي للعبور الى افريقيا.

  • لماذا وجهت الرئاسة الجزائرية الاتهامات رأسا الى المغرب؟

يمكن ملاحظة ان الرئاسة الجزائرية لم تعلن عن موقف الا بعد ثلاثة ايام كاملة عن الحادث. وهذا يعني انها اخذت وقتا كافيا لاستجماع المعلومات والمعطيات الدالة على كل تفاصيل الحادث. ولذلك توصلت الى أن الطرف المغربي هو المسؤول عن الهجوم. وكل الدلائل تشير الى ان الهجوم وقع بواسطة طائرة مسيرة. واخر تقرير نشرته صحيفة إلباييس الاسبانية نقلا عن المخابرات الاسبانية يؤكد ذلك، ويؤكد ان القصف كان متعمدا.

  • استهداف الشاحنات بصواريخ من طائرات مسيرة، ألا يحمل بصمات للموساد؟

طبعا، تواجد الموساد في المغرب قديم، وكتب عنه محمد حسنين هيكل في احد كتبه. والمغرب لا يملك نظريا التقنية اللازمة لاشكال الحروب الجديدة المتسمة بالتقنية المتطورة. لذلك هناك تحالف بين الاجهزة المغربية والموساد. اسرائيل اصبحت طرف فاعل في الحسابات الاقليمية في المنطقة، والتطبيع المغربي مع اسرائيل ووضع الكيان الصهيوني على حدود الجزائر امر مقلق بالنسبة للدولة الجزائرية. واسرائيل تريد ان تستفيد كثيرا من التحالف والتطبيع مع المغرب، وتحاول في الوقت نفسه التواجد في تونس وليبيا للاطباق على الجزائر. ناهيك عن اوروبا مستفيدة دائما تجاريا من الازمة الجزائرية المغربية بحيث تبتز البلدان لصالح دول شمال المتوسط.

  • الرئاسة الجزائرية توعدت بالرد، كيف تتوقع يكون الرد على هذا الهجوم، وهل تعتبر ان هذا الهجوم بداية اعلان حرب بين الجارتين مثلما ذهب البعض الى ذلك؟

الحديث عن الحرب بالمفهوم الكلاسيكي مستبعدة في الوقت الحاضر. فالجزائر حريصة على عدم اهدار صورتها كبلد سلم ومنحاز لصناعة السلام، كما انها حذرة من الاستدراج الى مستنقع الحرب. لان النخب السياسية والعسكرية تدرك ان الحرب مع المغرب كنظام وظيفي تصب في صالح اطراف اخرى تستخدم النظالم المغربي كواجهة. لكني اعتقد ان الجزائر لن تقبل بالامر الواقع ولن تسمح للمغرب بفرض امر واقع جديد في المنطقة. وافترض ان هناك اشكال اخرى للمواجهة بين الجزائر والمغرب، ستتخذ ابعاد استخباراتية واقتصادية وتدافع دبلوماسي كبير. وقد تحدث عمليات جراحية دقيقة من الجانب الجزائري لقرص اذن الرباط بشكل أو آخر.

  • ما هي تداعيات الحادثة على مستقبل العلاقة بين الجزائر والمغرب؟ وعلى دول الجوار خاصة تونس وليبيا؟

اعتقد ان العلاقات الجزائرية المغربية وصلت الى اسوأ مراحلها، ليس هناك نضح كاف في الوقت الحالي لاية وساطة ممكنة بين البلدين لتسوية الخلافات. المغرب يرى في الجزائر تهديدا له والجزائر ترى في الرباط مشكلة كبيرة تهدد امنها الحيوي خاصة مع قرار المغرب التطبيع مع اسرائيل. لا احد ينكر في الجزائر او المغرب ان هذه الازمة الطويلة الأمد كلفت البلدين الكثير سياسيا واقتصاديا، واحدثت قطيعة كبيرة. لكن الجزائر تملك بدائل كثيرة في الوقت الحالي خاصة مع تغير السلطة وبداية تصحيح المسارات الداخلية. بالنسبة لليبيا وتونس جزء من منطقة شمال افريقيا لكنهما عمق للجزائر وليس للمغرب. لذلك فان الجزائر تعمل على مزيد تعزيز العلاقات مع تونس وطرابلس لضمان الخصر الشرقي، للتفرغ للجهة الغربية مع المغرب.

«تابعنا عبر قناتنا في  YOUTUBE»

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.