الرئيسية » الهدهد » صحيفة سعودية محسوبة على الديوان تفتح النار على بايدن بعد تهميشه الرياض وتجاهل ابن سلمان

صحيفة سعودية محسوبة على الديوان تفتح النار على بايدن بعد تهميشه الرياض وتجاهل ابن سلمان

وطن- شنت صحيفة “عكاظ” السعودية المحسوبة على الديوان الملكي، هجوما عنيفا على الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد تهميشه الرياض وتجاهل ولي العهد محمد بن سلمان.

وفي هذا السياق عبر الكاتب السعودي محمد الساعد، في مقال له بالصحيفة السعودية عن مدى تدهور العلاقات بين بلاده وبين الولايات المتحدة، في العديد من القضايا الإقليمية، وخاصة في مسألة الانسحاب من أفغانستان، مشيرا إلى ممارسة واشنطن نوعا من التهميش للرياض.

وقال الساعد، إن وصف العلاقات بين البلدين بأنها “طلاق بائن فهو ظلم لها وأمنيات أكثر منها حقيقة بين بلدين كبيرين لا يمكن أن يقبلا القطيعة مهما تباينت وجهات النظر، فالولايات المتحدة الأمريكية ليست بايدن ولا إدارته الديمقراطية”.

ولفت إلى أن ما يجري هو “إعادة هيكلة العلاقات من جديد، بعدما تصورت بعض الأطراف الأمريكية أنها قادرة على امتلاك القرار في الرياض، وهو أمر أخفق فيه جميع من حاول، فالرياض لا تأخذ قرارها إلا من رأسها الصلب”.

العلاقة السعودية الأمريكية

وأضاف الكاتب: “استعادة العلاقات من جديد بحرارتها السابقة ممكن جداً، ومحاولة تعويض الأمريكان للإمكانات السعودية بالذهاب لدول صغيرة في المنطقة غير ناجح، فواشنطن تحتاج في كل مشاريعها الأمنية والسياسية حول العالم إلى شريك كبير وصادق يضاهي حجمها، وما تقوم به في المنطقة من الاستعانة بثلاث وأربع عواصم سيربك تلك الدول الصغيرة أمام أقل طلب أمريكي، في المقابل تستطيع الرياض أن تتيح إمكاناتها اللامتناهية لشركائها دون أن يرف لها جفن”.

وتابع: “ومع أن واشنطن تكيل المديح هنا وهناك، ملمحة إلى أنها استغنت عن الإمكانات السعودية، لكنها تبقى مماحكات لا أكثر ولا أقل”.

وقال إن “الاختلاف أو الافتراق السياسي في بعض الملفات بين الرياض وواشنطن لم يبدأ عند وصول بايدن للبيت الأبيض، ولا لأن بايدن وطاقم إدارته وحزبه يختلفون مع الأمير محمد بن سلمان، كما يروج الإعلام الغربي المتطرف” وفق وصفه.

وأشار إلى أن “ملامح الخلاف قد بدأت تظهر للعلن منذ عقدين تقريبا، وحتى قبل أن يضرب الملك عبد الله بن عبد العزيز بيده الطاولة التي كانت تفصل بينه وبين الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما خلال اجتماع شهير خارج الرياض قائلا له: لا أحد يملي على المملكة سياساتها، بسبب طلب أمريكي من الرياض بعدم الوقوف في وجه الفوضى غير الأخلاقية التي نشرتها إدارة أوباما حينها في المنطقة العربية عام 2010” على حد وصفه.

وقال الكاتب إنه “لا تأتي إدارة إلا وتتعثر في علاقاتها مع الرياض في أول أشهرها نتيجة سوء فهم العلاقة مع الرياض، ثم تتحسن بالتدريج، لأن الرياض صادقة في معارضتها. صادقة في تحالفها. تحترم من يحترمها. وترفض التبعية لأحد، ترسم الخطوط الحمر وتصر عليها”.

هجمات 11 سبتمبر

ووصف ما جرى من كشف لوثائق سرية متعلقة بهجمات 11 سبتمبر “وما سبقه من خشونة أمريكية في التعامل مع أهم شركاء أمريكا في المنطقة، بأنه استخدام لسياسة حافة الهاوية، مع أن العقلاء يؤمنون بأن الحليفين قادران على العمل في منطقة مشتركة، ولن يغادراها إلى مناطق القطيعة الكاملة”.

وختم بالقول: “من المفيد أن يفهم البيت الأبيض أنه هو من يلعب بالنار، وأنه هو من يغامر بحرق الثمار التي زرعت قبل ثمانين عاما، وأن البيدر إذا احترق فلن يستطيع جني ثماره أبدا”.

سحب بطاريات الباتريوت من السعودية

وتزامن قرار البنتاغون سحب البطاريات مع قراره نقل أنظمة دفاعية وأسلحة إلى آسيا لمواجهة التهديد الصيني المفترض. وظهرت الصور الفضائية بعد أيام من قرار السعودية إلغاء زيارة لوزير الدفاع لويد أوستن الذي كان في منطقة الخليج مع وزير الخارجية أنطوني بلينكن لشكر الحلفاء على مساعدتهم في عمليات إجلاء الأمريكيين والأفغان من مطار كابول الشهر الماضي.

ولم تكن هناك إشارات عن ارتباط الموقف السعودي من الزيارة بسحب أنظمة باتريوت، إلا أن الأمير تركي الفيصل، مدير المخابرات السابق أخبر شبكة “سي أن بي سي” قائلا: “نريد تطمينات من الولايات المتحدة”.

وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، إن الولايات المتحدة تواصل وجودا عسكريا قويا في الشرق الأوسط. وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت عام 2019 نظاما دفاعيا بعيد المدى وكذا صواريخ باتريوت ورادارات ومئات الجنود إلى الرياض بعد تعرض المنشآت النفطية في شرق المملكة لهجمات صاروخية وبالطائرات المسيرة، والتي حمّلت الولايات المتحدة إيران مسؤوليتها.

والانسحاب من قاعدة الأمير سلطان الجوية، التي تبعد 115 كيلومترا عن الرياض- الصحيفة الروسية- تزامن مع شعور حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط بالقلق من انسحاب القوات الأمريكية الفوضوي من أفغانستان.

وعلى هذه الخلفية، حاول المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي طمأنة اللاعبين الإقليميين، بالقول: “وزارة الدفاع مستمرة في الاحتفاظ بعشرات الآلاف من الجنود وموقع قوي في الشرق الأوسط”، مضيفا أن بلاده تعتزم الحفاظ على الشراكة الإقليمية.

وربط الرئيس السابق للمخابرات السعودية، الأمير تركي الفيصل، الذي غالبا ما تردد تصريحاته العلنية وجهة نظر الأسرة الحاكمة، بشكل مباشر سحب نظام الدفاع الجوي باتريوت بما يحدث في العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.

ويبدو أن لدى المملكة مزيدا من أسباب القلق. فتعليقا على إلغاء زيارة أوستن للرياض، أعرب الأمير السعودي سطام بن خالد آل سعود عن ثقته في أن تأجيل الرحلة مرتبط بقرار الرياض.

وكتب على تويتر، في إشارة إلى وصول ليونيد سلوتسكي، أن السعودية أرجأت زيارة وزير الدفاع الأمريكي للمملكة وفي الوقت نفسه تستقبل رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما الروسي.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.