الرئيسية » حياتنا » لمن تحق الحضانة بعد الانفصال؟

لمن تحق الحضانة بعد الانفصال؟

وطن – نشرت مجلة “بسيكولوخيا مينتي” الإسبانية، تقريرا تحدثت فيه عن الطلاق، الذي يعتبر قرارا صعبا بالنسبة للوالدين، ناهيك أنه يؤثر بشكل كبير على الأبناء في المستقبل.

قالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته صحيفة “وطن”، أنه خلال هذه المشاكل، سيتعيّن على الأطفال القاصرين، أن يقرروا مع أي من الوالدين يرغبون في البقاء. وفي بعض الأحيان، سيَجبرهم القضاء على اختيار أحد الوالدين، أو سيتم فرض القرارات عليهم، وهذا ما يؤكد أنه في أغلب الأوقات لا تؤخذ القرارات الشخصية للأبناء بعين الاعتبار.

“مصلحة للطفل والأم والأب”.. شيخ الأزهر يدعو لتطبيق أحكام الإسلام في الحضانة

 

وعلى الرغم من أنه أحيانا لا تنتهي جميع حالات الانفصال بالمشاكل، إلا أنه في كثير من الأحيان الأخرى، يكون الانفصال غير ودي، وهذا يعني أن قرار الوصاية واحتضان الابن،  ينطوي على ضرورة اللجوء إلى المحامين والمحاكم.

في هذا السياق، يلعب علم النفس والأخصائيين في هذا المجال، دورا مهما. لذلك من خلال علم النفس، يمكن تقييم مدى ملاءمة الأب أو الأم،  للحضانة الفردية أو الحضانة المشتركة للطفل.

ما هي الجوانب التي تؤخذ في الاعتبار أثناء عمليات اتخاذ قرار حضانة الطفل؟

إن قرار الطلاق أو الانفصال، هي نتيجة لتدهور العلاقة بين الزوجين، بعد انعدام الحلول، بسبب تعدد المشاكل بينهما، ولن يكون إنهاء هذه العلاقات إلا باللجوء إلى السلطات القانونية. الجدير ذكره أن الانفصال، لا يؤثر  على علاقة الزوجين فحسب، بل يؤثر بشكل مباشر على الأطفال.

في الواقع، تظهر العديد من المشاكل بعد الانفصال أو الطلاق، ويصبح موضوع الحضانة، أمر متنازع عليه بشكل مفرط. وفي كثير من الأحيان، يكون هناك تساؤل محيّر حول أي من الوالدين، يمكنه أن يحصل على الحضانة.

في الحقيقة، يفيد طلاق الوالدين أنه يتعين على أطفالهم، التكيف مع بيئة جديدة ومنازل جديدة، ناهيك أنهمم مجبرون على اكتشاف أسلوب حياتي مغاير بسبب الإجهاد الناجم عن الطلاق، والمسؤولية الفردية التي ستصبح على عاتق أحد الوالدين.  سيتم تربية الأطفال بشكل منفصل، لذلك ستكثّف الجهود وسيكون هناك إرهاق على مستويات عدة، يقابله  تغير في نواة الأسرة، نتيجة حدوث تغيير كبير على المستوى العاطفي.

الأطفال والطلاق
الأطفال والطلاق

في العديد من المناسبات، لا يكون انفصال الوالدين وديا، مما يؤدي إلى استئناف إجراءات قضائية صعبة ومرهقة، يكون فيها من الضروري  تحديد من الأنسب لحضَانة الأبناء القاصرين. ولذلك يعتبر الالتجاء إلى علم النفس في مثل هذه الحالات، أمرًا أساسيًا لأخذ القرار المناسب، الأمر الذي من شأنه أن يساعد على  اختيار الطرف الأنسب لحضانة الطفل، وفي حالة فقدان أحد الأبوين، كيف يمكن استعادة الحضانة لاحقا.

الخبراء يجيبون

في الحقيقة، عندما لا يتوصل الوالدان إلى اتفاق بشأن الحضانة، فمن الشائع أن يلتَجؤوا إلى علماء النفس الشرعيين والخبراء، سواء بشكل مباشر أو من خلال محاميهم، لفهم الإجراءات اللازمة، التي يمكن أن تجعلهم يفوزون في جلسة الحضانة والوصاية، بالإضافة إلى معرفة ما هي أدلة الخبراء، التي يمكن أن تُقدم للمحكمة كدليل للفوز بحضانة الطفل.

تجدر الإشارة إلى أنه بعد الإعلان، عن استنتاجات التقرير النفسي الاجتماعي، الذي تم إجراؤه لكلا الوالدين، يمكن تعيين نظام الحضانة الحصرية، أي أن الحضانة تقع على عاتق أحد الوالدين فقط. وهذا التقرير، دليل يؤكد أن أحد الوالدين غير جدير بتربية الطفل، أو أن أحدهما لا يفي بالمتطلبات اللازمة لرعاية الابن، ولهذا السبب يتم سحب الحضانة من أحدهما.

لماذا لدى العديد من الآباء طفل مفضل ولكن يصعب عليهم الاعتراف بذلك؟

 

في مواجهة سحب الحضانة، يجد الوالد غير الحاضن أنه من الضروري تقديم تعديل للإجراءات، وقد يكون تقرير الخبير النفسي، أثناء الطلاق أو الانفصال، حليف أو سبب لخسارة الحضانة في آن واحد. وبناءً على طلب القاضي أو محامي الوالد المهتم بالحضانة، يقوم هذا التقرير بتقييم إمكانية الحضانة المشتركة، أو ملاءمة الوالدين، أو حتى يتم إجراء تقييم للقصر،  للعثور على بعض الأدلة التي توضح أن الوالد غير الحاضن يجب أن يكون لديه درجة معينة من الأسس ، التي تجعله يستحق الحضانة أم على العكس من ذلك تماما.

التقارير النفسية المُقدمة من قبل الخبراء، في حالات الاستبعاد من الحضانة مفيدة للغاية، لأنه بغض النظر عما إذا كانت تخدم الوالد غير الراضي عن قرار المحكمة باستعادة الحضانة أم لا، فإن هذه التقارير تعمل على فحص سياق الأسرة وتحديد التدابير الأكثر ملاءمة من قبل المحكمة المسؤولة، عن قضية الانفصال أو الطلاق.

يمكن أيضًا إعداد تقارير من هذا النوع مع القاصرين. في عمليات الطلاق والانفصال، يمكن أن يقدم الخبراء تقارير خاصة بالأطفال، إذا اقتضت الضرورة. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي إخبار كلا الوالدين ، بغض النظر عن نظام الحضانة،  بأنه سيتم تقييم ابنهم أو ابنتهم، كما هو محدد في المادة 42 من مدونة أخلاقيات علم النفس.

الجوانب الرئيسية التي تم تقييمها في حالات سحب الحضانة

في بعض الأحيان، يؤدي الخلاف بين الوالدين، إلى إجراءات قانونية لا يمكن فيها تقييم سوى واحد منهم.

في هذه الحالات، ما يتم فعله عادة هو تقرير، عن كفاءة الوالدين أو ملاءمة الوالدين، والهدف منه هو تحديد وجود أو عدم وجود أي مشكلة أو خلل وظيفي من جانب الأب أو الأم، الخاضعين للتقييم والتي قد تؤثر على الرعاية الصحيحة وتطور الطفل، الأمر الذي من شأنه أن يؤكد لمن تكون الأحقية في الحصول على حضانته، بالإضافة إلى تحليل مدى قدرته على ممارسة مسؤوليات الأم أو الأب.

ومن خلال هذه الاختبارات أيضًا، يتم إجراء محاولة لاستبعاد ما إذا كان الفرد الذي تم تقييمه، يحاول أن يُظهر للخبير النفسي صورة مشوهة عن نفسه، وتقييم ما إذا كان يحاول محاكاة وإخفاء خصائصه الشخصية، في محاولة لإعطاء صورة إيجابية خاطئة بدلاً من أن يكون صادقا وصريحا.

بعبارة أخرى، تُظهر تقارير ملاءمة الوالدين، القدرات الأبوية، الذي تم تقييمها باستخدام الاختبارات التجريبية والتأكد من أنهما يستحقان الحضانة. ولتحديد الأنسب للطفل المُحتضن، من الضروري إجراء تحقيق وتقييم شامل ومكثف للوالد و  القاصر المعني مسبقا:

  • المقابلات مع كل من الوالد والقاصر (كلاهما يتم تقييمهما).
  • مقابلات مع جزء كبير من البيئة الأسرية إذا لزم الأمر.
  • تطبيق اختبارات التقييم النفسي التجريبي.
  • إجراء تحليل شامل لجميع المعلومات المقدمة.

وبمجرد إعداد تقرير الخبير النفسي، فإن أحد الطرفين سيقدم معلومات أساسية من شأنها أن تساعد المحكمة في اتخاذ القرار الأكثر ملاءمة، والتفكير دائمًا وتحديد أولويات المصلحة الفضلى للقاصر. سيعرض التقرير المعني الحالة النفسية للوالد، بناءً على مدى إيجابية خصائص وأسلوب، وسلوك أحد الوالدين الصالحين، الذين سيحصلون أو لن يحصلوا على حضانة طفلهم.

يُلاحظ في هذا التقرير ما إذا كان الوالد الذي تم تقييمه يتمتع بنقاط القوة التالية:

  • تحكم في عواطفك ومدى تطوير مهارات الرعاية الذاتية.
  • القدرة على توجيه ومراقبة تعلم الأطفال.
  • القدرة على وضع مبادئ توجيهية تأديبية، في شكل قواعد وعادات لإعداد أطفالهم للحياة في المجتمع.
  • المعرفة لتعزيز قدرة الأطفال على الحصول، على التغذية الجيدة والنظافة والسلامة.
  • رعاية الأطفال وحمايتهم من أي مخاطر بيئية.
  • التواصل بشكل فعال: على غرار اظهار الحزم، واستخدام أساليب ترفيهية، والتعاطف

الجوانب الأخرى التي يتم تقييمها هي:

  • وجود أمراض نفسية، تمنع الرعاية المناسبة للأطفال.
  • درجة التكيف مع مجالات الحياة المختلفة وكذلك التكيف بعد الانفصال/ الطلاق.
  • اظهار المهارات الأبوية وأسلوب جيد للشخص الخاضع للتقييم.
  • أي أثناء إعداد التقرير وعرضه، يتم فحص وجود أو عدم وجود اختلالات نفسية عند الوالد، وتحديد نوع الملف الشخصي الذي يقدمه هذا الفرد كمقدم رعاية. علاوة على ذلك، يتم أيضًا تحليل وجود أو عدم وجود عوامل حماية إيجابية لحماية الطفل.
  • عندما لا يكون من الممكن للخبير إجراء تقرير، عن الحالة النفسية للوالد الذي يريد معرفة ما إذا كان مناسبًا لحضانة ابنه أو ابنته، يتم استخدام وسائل أخرى لمعرفة مدى ملاءمته كأب. هنا يتم التركيز على مستوى دخلهم، وساعات العمل المتوافقة مع جدول الأطفال، والقرب أو المسافة من منزل الوالد الآخر، والدليل على أنهم يبدون اهتمامًا بأطفالهم على غرار (تنظيم أعياد الميلاد، والحضور في اجتماعات المدرسة، الرحلات …).

الخبرة النفسية للطفل: التقييم النفسي للقاصر

يمكن أيضًا إجراء تقييم نفسي خاص بالقصر، ضحايا حالات  الانفصال. عند إجراء هذا التقييم، يكون الإجراء كما يلي:

  • يتم الإبلاغ عن الفحص النفسي المرضي.
  • يتم تحليل أنماط شخصية القاصر.
  • يتم تقييم مدى تكيفهم قبل وبعد انفصال الوالدين.

في الحقيقة، هذه هي مهمة خبراء علم النفس المعمول بها في قضايا الحضانة،  ليَكون قرار المحكمة، عادل ومنصف.

ختاما، يُوصي الخبراء قبل اتخاذ إجراءات الحضانة القانونية والبحث عن كيفية أخذ وصاية الابن، بالذهاب إلى طبيب نفسي متخصص في الاضطراب العقلي، الذي ربما تكون مشكلة أحد الوالدين أو الطفل. ومن الضروري اتباع علاج معين، خاصة إذا كان هناك مشكلة في القدرة على إدارة الغضب، أو السيطرة على مثل هذه المشاعر.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.