الرئيسية » تقارير » “إيكونومست” تثير الشكوك بشأن اللقاحات التي أمطرت تونس فجأة وهدف الرياض وأبوظبي من ورائها

“إيكونومست” تثير الشكوك بشأن اللقاحات التي أمطرت تونس فجأة وهدف الرياض وأبوظبي من ورائها

وطن- أثار مجلة “الإيكونومست” البريطانية في تقرير لها الشكوك بشأن الهدف من وراء اللقاحات الخاصة بفيروس كورونا، والتي أمطرت تونس مؤخرا بشكل مفاجئ خاصة من فرنسا والسعودية والإمارات.

ولفت التقرير إلى أنه  في الثامن من أغسطس، دعت الحكومة التونسيين للعودة إلى حملة تطعيم أخرى. وهذه المرة أعطى العاملون أكثر من 551000 جرعة -أي لما يقرب من 5% من السكان- في يوم واحد. فقد تغير شيئان منذ المحاولة السابقة الفاشلة، كما تقول المجلة البريطانية.

السعودية والإمارات

يتمثل الأول في وصول ملايين الجرعات من الخارج. فقد أرسلت المملكة العربية السعودية مليون جرعة إضافية في الشهر الماضي، والإمارات العربية المتحدة 500 ألف أخرى.

وقدمت الولايات المتحدة مليون جرعة من لقاح موديرنا. بدورها، أرسلت فرنسا، المستعمر السابق لتونس، مليون جرعة.

وقال الرئيس قيس سعيد إنَّ تونس تلقت 6 ملايين جرعة تكفي لتطعيم ربع سكانها بالكامل.

والثاني كان قرار سعيّد تفعيل سلطات الطوارئ في 25 يوليو، عندما أقال رئيس الوزراء وعلَّق عمل البرلمان. ومن غير الواضح ما إذا كان سيعيد إلى البرلمان سلطاته، أو سيدعو إلى محادثات مع السياسيين والنقابات والجماعات الأخرى، أو سيتخذ خطوات أخرى مثل الدعوة إلى استفتاء لتغيير النظام السياسي.

وقال التقرير وفق ترجنة موقع (عربي بوست) إنَّ وفرة اللقاحات والاضطراب السياسي مرتبطان ببعضهما؛ فكلاهما انعكاس للصراع على النفوذ في البلد الوحيد الذي ترسخت فيه الديمقراطية بعد الربيع العربي.

واستقبل العديد من التونسيين، الذين سئموا اقتصادهم المُحتضر، الانقلاب الذاتي للرئيس بهتافات أو بلامبالاة. وانكمش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 8.6% العام الماضي.

وتبلغ نسبة البطالة 18%، و30% للخريجين. وأصيب البرلمان بالشلل، بسبب المشاحنات السياسية التي أطلقها سعيد.

أبوظبي والرياض تدعمان قيس سيد

من جانبهما، تشعر السعودية والإمارات بالحماسة لما يحدث. إذ لطالما كانتا غير راضيتين عن نفوذ حزب النهضة، وهو حزب إسلامي معتدل يمتلك أكبر كتلة من المقاعد في البرلمان، وسعتا إلى تقويضه.

على سبيل المثال، خصَّصت القنوات التلفزيونية في الإمارات وقتاً طويلاً من البث للنائبة عبير موسى، الديماغوجية التي تنتقد الإسلاميين، والتي ترشحت للرئاسة في عام 2019 لكنها نالت 4% فقط من الأصوات.

ولا يتمتع أي من البلدين بنفوذ كبير في تونس البعيدة، التي لها علاقات محدودة مع الخليج. لكن كلاهما يرى فرصة لكسب بعض النفوذ بفضل الوباء والأزمة الاقتصادية الناتجة.

ومنذ أن همّش قيس سعيّد البرلمان، أجرى كل من وزير الخارجية السعودي ومستشار رئيس الإمارات زيارة لتونس؛ لإظهار دعمهما. ويعتقد العديد من التونسيين أنهما لمَّحا إلى احتمال تقديم مزيد من المساعدة.

بينما تشعر الدول الغربية بالقلق من أنَّ سعيد سوف يُقوِّض الديمقراطية في تونس، لكنها تبدو غير متأكدة من كيفية الرد. ومنذ عام 2011، أرسل الاتحاد الأوروبي إلى تونس أكثر من ملياري يورو على هيئة مِنح.

وقدَّمت واشنطن أكثر من مليار دولار، وتعهدت بتقديم 499 مليون دولار على مدى 5 سنوات للبنية التحتية في يونيو/حزيران.

وبالمقارنة مع ما تحصل عليه الدول العربية الأخرى، فهذه مبالغ ضخمة: فقد بلغت المساعدات السنوية من الدول الغنية لتونس نحو 3% من الناتج المحلي الإجمالي، العام الماضي، مقابل أقل من 1% لمصر أو المغرب.

لكن بالمقارنة مع حجم مشكلات تونس، تعد هذه المبالغ ضئيلة. إذ زادت نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي في البلاد بأكثر من الضعف خلال العقد الماضي، لتصل إلى ما يُقدَّر بنحو 95%. وتساوي تكلفة خدمة تلك القروض 7% من الناتج المحلي الإجمالي.

كان هناك بعض الحديث في واشنطن عن استخدام المساعدات الأمريكية وسيلةً للضغط على قيس سعيد. لكن حجمها على الأرجح أصغر من قدرته على التأثير فيه؛ خاصة إذا كانت دول الخليج قادرة على مضاهاة أي شيء يحجبه الغرب.

وتقول المجلة البريطانية، إن الرئيس التونسي “الغامض”، وهو “دخيل سياسي” انتُخِب احتجاجاً على الأحزاب غير القادرة في الدولة، لم يفصح إلا عن القليل عن الوجهة التي سيأخذ البلاد إليها.

وسيتعين عليه التوفيق بين المطالب المتنافسة لنشطاء المجتمع المدني والسياسيين القلقين من خططه، والاقتصاد الضعيف الذي لا يستطيع التعامل مع عدم الاستقرار، والقوى الأجنبية ذات الرؤى المختلفة للغاية لمستقبل تونس.

وربما تكون حملة التطعيم قد وفرت له لحظة من إظهار حسن النية. لكنها قد لا تدوم.

رسالة بايدن لقيس سعيد تثير الجدل

وفي سياق آخر أثار استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد وفدا أمريكيا يحمل رسالة من الرئيس جو بايدن، موجة من التساؤلات بين رواد مواقع التواصل.

وكان الوفد الأمريكي بحث مع سعيد ضرورة اختيار رئيس وزراء مكلف لتشكيل الحكومة.

وأوضح الوفد الأمريكي أن واشنطن تتطلع إلى الخطوات المقبلة التي سيتخذها الرئيس قيس سعيد حكوميا وسياسيا.

وكان الرئيس قيس سعيد استقبل، أمس الجمعة، وفدا رسميا أمريكيا برئاسة مساعد مستشار الأمن القومي جوناثان فاينر، الذي حمل رسالة خطية من الرئيس جو بايدن.

وقالت الرئاسة التونسية إن سعيد قال أثناء الاجتماع إن “التدابير الاستثنائية التي تم اتخاذها تندرج في إطار تطبيق الدستور وتستجيب لإرادة شعبية واسعة، لا سيّما في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية واستشراء الفساد والرشوة”.

وتضمنت الإجراءات التي اتخذها سعيد إقالة رئيس الحكومة وتجميد عمل البرلمان وانتزاع السلطة التنفيذية.

ويقول سعيد إنه اتخذ تدابيره الاستثنائية استنادا إلى الفصل 80 من الدستور بهدف “إنقاذ الدولة التونسية”، في ظل احتجاجات شعبية على أزمات سياسية واقتصادية وصحية (جائحة كورونا).

لكن غالبية الأحزاب التونسية رفضت تلك التدابير واعتبرها البعض “انقلابا على الدستور”، بينما أيدتها أخرى ترى فيها “تصحيحا للمسار”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.