الرئيسية » الهدهد » قانون “فصل الإخوان” يثير الجدل في مصر والسيسي ينكل بمعارضيه

قانون “فصل الإخوان” يثير الجدل في مصر والسيسي ينكل بمعارضيه

في خطوة أثارت جدلا واسعا في الأوساط المصرية، وافق مجلس النواب المصري، اليوم الاثنين، على مجموع مواد مشروع قانون مقدم من النائب علي بدر، وأكثر من 60 عضواً، بشأن تعديل قانون “الفصل بغير الطريق التأديبي”، والهادف إلى فصل أي موظف في الجهاز الإداري للدولة يثبت انتماؤه إلى جماعة “الإخوان المسلمين“.

ويشار إلى أن هذا يخالف أحكام الدستور الذي نص على “عدم التمييز بين المواطنين أمام القانون بسبب الانتماء السياسي أو لأي سبب آخر.

قانون فصل الإخوان

ويمثل التعديل مقدمة لتطبيق خطة الحكومة للتنكيل بجماعة “الإخوان”، وامتداداتها في المجتمع المصري، من خلال قوننة فصل الآلاف من الموظفين الذين يبدون آراءً مخالفة لتوجهات السلطة الحاكمة، سواء في أماكن عملهم بالوزارات والهيئات الحكومية.

أو عبر صفحاتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي، على غرار ما حدث سابقاً في قطاعات أبرزها التعليم والبنوك والبترول والجامعات، ودواوين الوزارات الخدمية على مدار العامين الماضيين.

واستجاب مجلس النواب للمقترح الذي تقدم به وكيل المجلس، أحمد سعد الدين، بشأن تطبيق إجراءات العزل من الوظيفة للمخاطبين بأحكام القانون، مع عدم الإخلال ببعض الفئات المجتمعية المحصنة بضمانات دستورية، أو التي تنظم جهات عملها قوانين خاصة مثل العاملين في وزارات الدفاع والداخلية والعدل، وذلك حتى لا تثور مشكلة عند تنفيذ القانون في بعض الوظائف التي تنظمها تشريعاتها الخاصة.

وقال رئيس البرلمان، حنفي جبالي، إن الاقتراح يتناسب مع الواقع المصري، لأن الدستور قرر ضمانات معينة لمثل هذه الفئات، وبالتالي لا يجب أن يشملها تعديل قانون “الفصل بغير الطريق التأديبي”.

مشدداً على أن قرار الفصل هو حق أصيل لرئيس الجمهورية، أو من يفوضه، بناءً على عرض الوزير المختص، وبعد سماع أقوال العامل، وإخطاره بقرار الفصل.

وأوضح جبالي أن قرار الفصل لا يترتب عليه حرمان العامل من المعاش أو المكافأة، والذي يوقف عن العمل بقوة القانون لمدة لا تزيد على ستة أشهر، أو لحين صدور قرار الفصل (أيهما أقرب)، مع وقف صرف نصف أجره الشامل طوال فترة الوقف عن العمل.

اقرأ أيضاً: البرلمان المصري يدرس تغليظ عقوبة التحرش وتحويلها من جنحة إلى جناية

وحدد مشروع القانون الحالات التي يجوز فيها فصل الموظف بغير الطريق التأديبي، وهي: “إذا أخل بواجباته الوظيفية، بما من شأنه الإضرار الجسيم بمرفق عام بالدولة، أو بمصالحها الاقتصادية، أو قامت بشأنه قرائن جدية على ما يمس الأمن القومي للبلاد، وسلامتها، ويعد إدراج العامل على قائمة الإرهابيين قرينة جدية، أو إذا فقد الثقة والاعتبار، أو سببا أو أكثر من أسباب صلاحية شغل الوظيفة التي يشغلها”.

وتابع جبالي أن “مشروع القانون منح المتضرر حق اللجوء إلى القضاء، والاستناد كذلك إلى قانون الخدمة المدنية، وهو يعد بمثابة الشريعة العامة للتوظف داخل الدولة”.

مستطرداً بأنه “يجب النص في القانون على جميع بنود إنهاء الخدمة من الوظيفة العامة”.

أنصار تيار الإسلام السياسي

من جهتها، قالت النائبة ميرفت الكسان، إن مشروع القانون يستهدف مواجهة “الخونة” من أنصار تيار الإسلام السياسي، وذلك بفصل الموظفين المنتمين إلى جماعة “الإخوان”، وغيرها من التنظيمات الإرهابية، نهائياً، من الجهاز الإداري للدولة، على حد تعبيرها.

وقال النائب محمود بدر إن الحكومة الألمانية فصلت 30 جندياً احتفلوا بذكرى ميلاد الرئيس النازي الراحل أدولف هتلر، وكذلك مذيعة أشادت بالنظام النازي، مضيفاً “هكذا تتعامل الدول مع الفكر الإرهابي، والمجموعة التي نطالب بفصلها من الدولة، بينهم متهمون بتفجير محطات الكهرباء”، حسب زعمه.

بدورها، قالت النائبة أمل سلامة، إن هناك بعض العناصر “الإخوانية” التي تغلغلت داخل مبنى ماسبيرو (اتحاد الإذاعة والتلفزيون سابقاً)، وهو ما جعل المحتوى الإعلامي في انحدار متواصل، مشددة على ضرورة التصدي لـ”هؤلاء الذين يعبثون في تلفزيون الدولة”، وفقاً لقولها.

غير أن النائبة سحر بشير حذرت من تداعيات تطبيق التشريع، بحيث يطاول أياً من المواطنين غير المنتمين لجماعة الإخوان، وهو ما أيدته النائبة مها عبد الناصر، قائلة: “أعلن رفضي لهذا القانون الذي قد يتحول لأداة ضد أي معارض للنظام الحالي، أو ضد المرؤوسين على وجه أعم”.

وقالت عبد الناصر: “الاعتماد على التقارير الأمنية في تحديد انتماء الموظف إلى جماعة الإخوان من عدمه هو شيء مقلق، خصوصاً أن هناك حالة من التوسع الشديد في الجهات المخاطبة بأحكام القانون، وإخلالا لمبدأ التدرج في الجزاءات، فضلاً عن عدم وجود ضمانة بألا يستخدم المشروع كسيف في أيدي القيادات في الوزارات بحق المرؤوسين”.

وكان وكيل اللجنة التشريعية في البرلمان، إيهاب الطماوي، قد زعم أن المشروع يتسق مع أحكام الدستور، التي ألزمت الدولة بالحفاظ على الأمن القومي المصري، ومكافحة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله.

متابعاً “أخذنا رأي مجلس الدفاع الوطني، ومجلس القضاء الأعلى، ومجلس الدولة، وهيئة النيابة الإدارية، وهيئة قضايا الدولة، والمجلس الأعلى للشرطة، في القانون، التزاماً منا بأحكام المواد 185 و203 و207 من الدستور”.

وقال النائب علي بدر: “الدولة تحارب الإرهاب في كل زمان ومكان، والقانون يتوافق مع نداءات أجهزة الدولة التي تعاني من وجود أفراد منتمين لجماعات إرهابية”.

مدعياً أن “القانون يتسق مع جهود الدولة إزاء تطوير الجهاز الإداري، كونه يستهدف فصل كل من يبث الأفكار المسمومة داخل جهاز الدولة”.

وفي وقت سابق، قالت “سارة ليا ويتسون” المديرة التنفيذية لمنظمة “الديمقراطية من أجل العالم العربي الآن” (داون) “إن مشروع القانون الذي تنوي تقديمَه الحكومة المصرية بغية إنهاء خدمات الموظفين المتهمين بالتعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين بغض النظر عن مهاراتهم وقدراتهم المهنية ما هو سوى ممارسة رعناء وجزء من عملية التنكيل والافتراس التي تهدد أمن وسلامة المصريين”.

وأضافت: “يبدو أن حكومة السيسي لن تقنع إلا حينما تقوم باعتقال كل واحد من عشرات الملايين من المصريين الذين صوتوا لحزب الحرية والعدالة (التابع لجماعة الإخوان المسلمين)”.

وتعتبر جماعة “الإخوان المسلمون” على نطاق واسع أكبر المجموعات المصرية المعارضة.

ولكن الجماعة ومجموعات معارضة علمانية أخرى تعرضت للسحق منذ أن وصل “السيسي” إلى السلطة بعد الإطاحة بسلفه عضو جماعة الإخوان “محمد مرسي” في انقلاب عسكري في عام 2013.

ومنذ ذلك الحين تعرض الآلاف من أعضائها للاعتقال أو القتل أو أجبروا على الفرار إلى المنافي خشية التعرض للتنكيل داخل وطنهم منذ أن حُظرت الجماعة وصُنفت على أنها منظمة إرهابية.

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “قانون “فصل الإخوان” يثير الجدل في مصر والسيسي ينكل بمعارضيه”

  1. لقد فعلها المجرم عبدالناصر
    وانتهى الى باطن الأرض كأي حشرة تخشى أن تسحقها النعال
    ومازالت المعارضة تزداد وتتكاثر وتأبى الخضوع
    السيسي وكلابه المشردة في البرطمان سينتهون كأكياس القمامة المنتنة المرمية في حاويات جمع الزبالة
    أعزكم
    وتتواصل المعارضة وتزداد حضورا وقوة
    وينتهي اللقطاء الى الماضي..ويزداد الشرفاء الأصلاء

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.