الرئيسية » الهدهد » ناشط سياسي أردني ينتقد حكومة بلاده بعد ما حدث للفتاة عبير في ليبيا

ناشط سياسي أردني ينتقد حكومة بلاده بعد ما حدث للفتاة عبير في ليبيا

وجه الناشط السياسي الأردني خالد الجهني، انتقادات حادة لحكومة بلاده عقب تعرض فتاة أردنية تدعى عبير للاختطاف في ليبيا، واغتصابها وإهانتها، في نفس الوقت الذي تؤكد فيه تقارير إخبارية أن جهات حكومية أردنية ساهمت في تدريب قوات حفتر الانقلابية.

وكانت وزارة الخارجية الأردنية أكدت متابعتها للمعلومات التي وردتها، منذ أيام عن تعرض فتاة أردنية للاختطاف وسوء المعاملة بليبيا على يد مليشيات حفتر في بنغازي، وقالت إن السلطات الليبية اتخذت فور تلقيها معلومات عن الحادثة الإجراءات اللازمة إذ وضعت الفتاة في مكان آمن، كما يجري حاليا اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المعتدين.

ونشر الناشط السياسي الأردني خالد الجهني صورة “عبير” التي تم الاعتداء عليها في ليبيا من قبل ميليشيات حفتر، وعلق منتقدا:”جهات حكومية أردنية هي من دربت قوات حفتر الإنقلابية، وقوات حفتر هي ذاتها من فعلت أفاعيلها القذرة الهمجية ضد دكتورة أردنية محترمة.”

وكانت وكالة الأنباء الأردنية نقلت أمس عن المتحدث الرسمي باسم الوزارة ضيف الله الفايز، أن الخارجية من خلال مركز العمليات، على تواصل مستمر مع السلطات الليبية من خلال السفارة الليبية في عمان.

وذكر الناطق في موقف حديث للخارجية الأردنية أن السلطات الليبية اتخذت فور تلقيها معلومات عن الحادثة الإجراءات القانونية والأمنية اللازمة إذ وضعت الفتاة في مكان آمن، كما يجري حاليا اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المعتدين، وفق تعبير الناطق.

وشددت المتحدث باسم الخارجية الأردنية أن أولوية الوزارة الآن هو أن تكون المواطنة بأمان وحرية وسلامة وأن تُتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المعتدين.

وورد عن الناطق أن المعلومات ما زالت أولية والتحقيقات جارية للوقوف على حيثيات ما جرى وأن الوزارة على تواصل مستمر مع السلطات الليبية للوقوف على حيثيات القضية.

ولتقديم الإسناد والدعم والمساعدة اللازمة للمواطنة الأردنية، كما يجري التواصل مع ذويها في المملكة لوضعهم بصورة المستجدات، وفق وكالة الأنباء الأردنية.

وتداولت الأيام الماضية منصات التواصل الاجتماعي تسجيلا مرئيا من إحدى هواتف مليشيات حفتر وهم يهينون فتاة أردنية مختطفة على يديهم في بنغازي.

https://www.youtube.com/watch?v=_yls7PHSm7A

إذ تظهر المواطنة الأردنية في الفيديو أثناء حلاقتهم لشعرها، ما أثار ردودا محلية ودولية مستنكرة إزاء الحادث.

الدور الأردني في ليبيا أكبر مما يبدو

ويشار إلى أن المدرعات التي استخدمتها قوات خليفة حفتر لمهاجمة طرابلس جاءت من الأردن، وقد يبدو الحديث عن الدعم الأردني لحفتر غريباً للبعض. ولكن الواقع أنه على الرغم من أن الدعم الأردني لحفتر غير مطروق إعلامياً بشكل كبير إلا أنه موثق بتقارير من الأمم المتحدة.

فمنذ بدء حملته العسكرية المسماة “عملية الكرامة” ببنغازي في مايو2014، تواترت الأدلة عن وجود دور أردني على خط الأزمة الليبية، عبر مد قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بأسلحة ومعدات عسكرية رغم الحظر الأممي.

واتهم التقرير الذي أعدّه خبراء من الأمم المتحدة بشأن ليبيا، وسُلّم إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي، كلاً من الأردن والإمارات وتركيا، بانتهاك حظر الأسلحة المفروض على البلاد منذ إسقاط نظام معمر القذافي عام 2011.

ولئن بدا اتهام الإمارات وتركيا طبيعياً، فإن اللافت والمثير للتساؤلات هو ظهور اسم الأردن في التقرير.

وهذا يعود إلى أن عمّان لم تكن ظاهرة على الساحة الليبية، برغم ميلها إلى معسكر المشير خليفة حفتر، منذ سنوات بل منذ ظهور الجنرال المارق على الساحة عبر انقلاب على المؤتمر التأسيسي المنتخب عام 2014.

الملك يستقبل حفتر

والتقى حفتر الملك الأردني عبدالله الثاني في مايو 2015، وتتالت بعد ذلك زياراته الرسمية التي قابل خلالها مسؤولين كباراً في الدولة الأردنية.

وتشير تقارير إلى أن الأردن سلّم حفتر عربات عسكرية؛ من بينها المركبة “Al Mared 8×8″، وهي من إنتاج وتصميم “مركز عبدالله الثاني للتصميم والتطوير”، والمركبة المدرعة “Mbombe 6×6” التي يتم إنتاجها وتجميعها بشكل مشترك بين الأردن وجنوب إفريقيا من قِبَل شركة “Paramount” للصناعات العسكرية.

كذلك، خرّج الأردن من وحدات مختلفة في كلياته العسكرية دفعات متتالية من قوات حفتر منذ عام 2015 حتى الآن.

ضباط حفتر تلقوا تدريبهم بالأردن

هذا ويؤكدّ الإعلامي والصحفي الليبي أحمد خليفة، ومراسل الجزيرة في ليبيا، بأنّ الدعم العسكري الأردني لقوات حفتر ارتفعت وتيرته في عام 2015، وعام 2016.

فكانت هناك زيارات قام بها خليفة حفتر إلى الأردن لعدة مرات، وأيضاً أبناء حفتر كانوا يترددون على الأردن، وكان هناك وحدتان تابعتان لقوات حفتر درسوا في كليات عسكرية أردنية، وتحديداً بعد الانقسام الذي حصل عام 2014، حيث كان هناك سلطة في الشرق وسلطة في الغرب، وهناك عمليات عسكرية في الشرق وأخرى في الغرب.

ولفت إلى أنّ هذا الانقسام لم يقف الأردن منه موقف الحياد، بل دعم حفتر واستقبل عسكريين على أراضيه وقدم لهم دورات ومقاعد دراسية في الكليات العسكرية الأردنية.

وما يثبت ذلك حفل تخريج لعدد من العسكريين الليبيين الذي أقيم بالأردن وحضره أحمد المسماري الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي “حفتر”، وصدام حفتر نجل خليفة حفتر.

لماذا هذه العلاقة الغريبة؟

يسعى الأردن لتحقيق العديد من المكاسب من خلال دوره في الأزمة الليبية، وعلى رأسها إعادة إحياء أدوار الدبلوماسية الأردنية في المنطقة العربيّة بعد سنوات من الغياب في العديد من الملفات التي كانت فيها عمّان لاعباً أساسياً، ووسيطاً موثوقاً فيه.

كما يحاول تحقيق مكاسب مالية من وراء تعاظم دوره في ليبيا، من خلال حجز نصيب في ملف إعادة إعمار ليبيا، والذي من شأنه أن يحقّق انتعاشة ماليّة للبلد الذي يعيش أزمات اقتصادية مستمرة، خصوصاً في ظل الحديث المتواتر من جانب مسؤولين ليبيين حول أهمية وجود دور أردني في ملف إعادة الإعمار.

ولكن يبدو أن الدعم الأردني لحفتر أهم أسبابه مرتبط بمحاولة الأردن إرضاء دول الخليج وتحديداً الإمارات والسعودية وتقليل الضغط عليه في ملفات أكثر أهمية وأخطر بالنسبة له مثل صفقة القرن.

فمن الواضح أنّ العاهل والنظام الأردني يتعرضان لضغوط إماراتية بدرجة أولى، وبدرجة ثانية من السعودية، فهما اللتان أقحمتا الأردن ودفعتاه إلى اتخاذ موقف العداء من قطر في البداية، وكذلك دفعتاه لدعم خليفة حفتر.

كل هذا يأتي نتيجة لموقع ووضع الأردن الاقتصادي المتأزم، حيث من الواضح أنّ الضغط السياسي الإماراتي على الأردن ضغط كبير جداً وليس عادياً.

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

 

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.