الرئيسية » غير مصنف » في ظل تخوفاته من بايدن .. محمد بن سلمان يخطب ودّ تركيا ويغازل الرئيس أردوغان بهذا الإجراء

في ظل تخوفاته من بايدن .. محمد بن سلمان يخطب ودّ تركيا ويغازل الرئيس أردوغان بهذا الإجراء

يبدو أن ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي للمملكة الأمير محمد بن سلمان، يسعى للمصالحة مع تركيا بأي ثمن لتخفيف حدة الضغط الواقع عليه. بعد صعود جو بايدن لسدة الحكم في أمريكا وتوعده بفتح الملف الحقوقي سيء السمعة للمملكة.

وفي هذا السياق وفيما اعتبره محللون مغازلة من الرياض لأنقرة، تم تعيين مصمم تركي في منصب رفيع بالسعودية.

بوراك شاكماك

حيث أعلنت هيئة الأزياء السعودية، التابعة لوزارة الثقافة، تعيين مصمم الأزياء التركي “بوراك شاكماك” رئيسا تنفيذيا لها.

وذكرت الهيئة، في بيان رسمي عبر حسابها بتويتر، أن شاكماك سيكون رئيسا تنفيذيا لها.

وسيكون من أبرز مهامه “وضع استراتيجية تطوير قطاع الأزياء، وترخيص الأنشطة ذات العلاقة، وتشجيع التمويل والاستثمار في هذا المجال”.

إضافة إلى “دعم وتمكين المواهب والمختصين ورواد الأعمال في صناعة الأزياء، وتقديم الدورات التدريبية والبرامج المهنية”.

ويشار إلى أن هذا الأمر لم يكن ليحدث في المملكة إلا بأمر مباشر من محمد بن سلمان . خاصة في ظل حملة مقاطعة المنتجات التركية. التي تتبناها الدولة، والخلاف المعروف بين البلدين منذ أزمة خاشقجي.

هذا ويمتلك “شاكماك” وفق سيرته الذاتية خبرات كبيرة في صناعة وتصميم الأزياء، كان آخرها عمادته لكلية الأزياء. في مدرسة بارسونز للتصميم “المدرسة الجديدة” في نيويورك منذ 2015.

تعيين شاكماك يثير جدلاً واسعاً

وأثار تعيين المصمم التركي جدلا واسعا في الأوساط السعودية.

إذ عبر ناشطون عن استيائهم لتجاهل العنصر الوطني في هذا المنصب، ورأى آخرون أن تعيين مواطن تركي في وظيفة حكومية. “استفزاز للشعب السعودي”.

من ناحية أخرى برر آخرون قرار هيئة الأزياء، قائلين إن الاستعانة بأصحاب الخبرات في كافة المجالات أمر ضروري ولا يدعو للانتقاد.

حملة مقاطعة المنتجات التركية

وتنشط دعوات في السعودية منذ أشهر لمقاطعة المنتجات التركية، إلى جانب دعوات وقف الاستثمار السعودي في تركيا، أو توجه السياح السعوديين إليها.

وتوترت العلاقات بين السعودية وتركيا على خلفية عدة قضايا، أبرزها مقتل جمال خاشقجي.

الحملة انطلقت في أكتوبر الماضي

وأعلنت منذ أكتوبر 2020 مجموعة واسعة من المؤسسات والشركات السعودية العاملة في القطاعات التجارية. والصناعية المختلفة. انضمامها إلى مقاطعة المنتجات التركية.

واعتبر ذلك أكبر استجابة من نوعها للحملة التي تحظى بدعم علني من قبل بعض المسؤولين وأعضاء العائلة الحاكمة. ووسائل الإعلام شبه الرسمية في المملكة.

وتشهد العلاقات بين تركيا والسعودية توتراً منذ سنوات بسبب قضايا في السياسة الخارجية، خاصة بعد مقتل الصحفي السعودي. جمال خاشقجي، يوم 2 أكتوبر 2018 في قنصلية المملكة باسطنبول.

وتحتل السعودية المركز الـ15 في قائمة أكبر أسواق الصادرات التركية، حيث بلغت مبيعاتها التي يتصدرها السجاد والمنسوجات. والكيماويات والحبوب والأثاث والصلب، 1.91 مليار دولار في الأشهر الثمانية الأولى من العام 2020.

وهذا يمثل انخفاضا بنسبة 17% عن عام 2019 حيث وصل هذا المؤشر في حينه 2.3 مليار دولار.

تفاصيل مفاوضات المصالحة بين البلدين

وفي سياق ذي صلة، كشف مصدر مطلع، وجود توتر بالمفاوضات بين النظام السعودي وتركيا، لافتاً إلى أن التوتر. ساد في المرحلة الأخيرة بعد مساعي لإصلاح العلاقات المتدهورة بين الطرفين.

وقال المصدر، وفق موقع “ويكليكس سعودية”، إن الملك سلمان ومن ورائه نجله ولي العهد محمد يحاولان. تسرّيع مفاوضات المصالحة مع تركيا.

وأشار المصدر، إلى أن ذلك سعياً لإنهاء ملف جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية المملكة في إسطنبول عام 2018.

وأكد المصدر أن بن سلمان يحاول إقناع تركيا لإغلاق هذا الملف في محاولة لتهدئة غضب الرئيس الأمريكي جو بايدن.

أردوغان يتمسك بشروطه

وأضاف أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المقابل يتمسك بشروط صعبة ضد المسؤول عن جريمة القتل داخل. الأراضي التركية، وذلك في إشارة لولي العهد.

وأكد المصدر أن بن سلمان يشعر بالغضب من موقف تركيا وتمسكها بمبادئها، ما دفعه لتصعيد حملة المقاطعة ضد المنتجات التركية.

وسبق أن قالت مصادر سعودية إن المملكة تتجه حاليا نحو إتمام المصالحة مع تركيا وذلك بعد إحراز تقدم. في ملف المصالحة الخليجية.

وذكرت المصادر، أن الملك سلمان أمر خلال يناير الماضي، بتشكيل لجنة سعودية تتولى ملف المصالحة مع تركيا.

وأشارت إلى أن وفد سعودي رفيع المستوى غادر الرياض لزيارة أنقرة وبحث تعزيز العلاقات مع البلدين

مناخ إيجابي

وحسب وكالة “الأناضول” التركية، فقد تبدو أن العلاقات التركية السعودية لن تعود إلى سابق عهدها خلال فترة قصيرة. ومع هذا فإن المستجدات التي وقعت خلال الأشهر الأخيرة شكلت مناخا إيجابيا بين البلدين.

وحسب الوكالة، فإنه مع التأكيد على ضرورة اتخاذ حكومتي البلدين خطوات بناءة خلال هذه المرحلة، فإنه يجب. تدعيم هذه الخطوات بتوقف الحكومة السعودية عن السعي وراء مزيد من المغامرات. وتغليب “عقل الدولة” قبل كل شيء.

وأضافت: “تصاعد توتر العلاقات بين البلدين مع انطلاق ديناميكيات مرحلة “الربيع العربي”، وتفاقم التوتر جراء عدد من المستجدات التي وقعت خلال السنوات الخمس الأخيرة”.

وأكملت: “مما لا شك فيه أن أبرز أسباب توتر هذه العلاقات متعلق بالنهج الذي اتبعه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. الذي صعد لهذا المنصب عام 2017 بعد عامين من تولي والده الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد العرش في 2015”.

واستكملت: “اتبع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، سياسات لترسيخ سلطته، وانتهج سياسات المغامرة عبر انجراره وراء دولة الإمارات”.

وأشارت إلى أنه يمكن أن توفّر تغير التوازنات في المنطقة واتخاذ عدد من الخطوات الدبلوماسية مع جلوس جو بايدن. على كرسي الرئاسة الأمريكية، فرص التقارب بين تركيا والسعودية مجددا.

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.