ما قصة نيزك “سيح الأحيمر” الذي سقط في سلطنة عمان وأعادته ناسا إلى المريخ

تمكنت مركبة الفضاء “برسيفيرانس” التابعة لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية “ناسا”، من اختراق الغلاف الجوي لكوكب المريخ، أمس الخميس.

البحث عن علامات الحياة

وهبطت المركبة الفضائية بسلام على سطح حفرة شاسعة، في أول محطة لها بحثاً عن علامات على حياة ميكروبية قديمة على الكوكب الأحمر.

وهلل مديرو المهمة في مختبر الدفع النفاث التابع لـ”ناسا”، والواقع قرب لوس أنجليس، فرحين مع وصول إشارات لا سلكية تؤكد نجاة المركبة الجوالة.

التي تضم ستة إطارات، من عملية هبوط محفوفة بالمخاطر ووصولها إلى هدفها في حوض شاسع يسمى حفرة جيزيرو. حيث قاع بحيرة اختفت منذ أمد بعيد.

كما نشرت محطة الفضاء الأمريكية، على حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، مقطع فيديو رصدته “وطن”. يظهر لحظة انتشاء طاقم المهندسين المشرف على هذه العملية، بعد إعلان نجاح عملية هبوطها على سطح كوكب المريخ.

Touchdown confirmed. The #CountdownToMars is complete, but the mission is just beginning. pic.twitter.com/UvOyXQhhN9

— NASA (@NASA) February 18, 2021

وقطعت المركبة رحلة طويلة في الفضاء بدأت قبل نحو سبعة أشهر. قطعت خلالها 472 مليون كيلومتر قبل أن تخترق الغلاف الجوي للمريخ بسرعة 19 ألف كيلومتراً في الساعة. لتبدأ الاقتراب من نقطة الهبوط على سطح الكوكب الأحمر.

رحلة للبحث عن حياة على سطح المريخ

وهبطت المركبة بحفرة “جيزيرو”، التي توصف بتضاريسها الطبيعية الوعرة، غير أن نظام الملاحة الجديد الملحق بالمركبة. التقط صوراً مع اقترابه من السطح، من أجل تحديد بقعة الهبوط بشكل مستقل آمن.

وقبل الهبوط، يرجح أن تكون حرارة المركبة قد وصلت إلى نحو 1298 درجة مئوية، وذلك مع وصول سرعتها إلى 12.000 ميل في الساعة مع اقترابها من مجال المريخ الجوي.

فيما تعتبر رحلة “بيرسفيرنس” هي رحلة “ناسا” التاسعة لكوكب المريخ، والتي خُصصت للبحث عن مظاهر حياة ميكروبية. ربما عاشت منذ مليارات السنين على سطح الكوكب.

وتشمل مهام المركبة جمع عينات من الصخور داخل أنابيب معدنية، والتي ستجلبها مركبات أخرى إلى الأرض في المستقبل.

احتمال وجود أدلة داخل حفرة

ويعتقد العلماء أن حفرة “جيزيرو” -التي كانت بحيرة ضخمة في الماضي- ربما تحتوي على أدلة على وجود حياة يصل عمرها إلى 3.5 مليار سنة.

إذ قال أحد العلماء بفريق “برسيفيرنس” في وكالة ناسا، كين ويليفورد: “نتوقع أن نجد البصمات الحيوية في أفضل. الأماكن مثل بحيرة جيزيرو، أو في رواسب الساحل التي قد تكون مغطاة بمعادن الكربونات”.

وأشار موقع “ناسا” إلى أن علم الأحياء الفلكي يعد أحد الأهداف الرئيسية لمهمة “بيرسفيرنس”.

كما ستكتشف المركبة جيولوجيا المريخ والمناخ السابق له، بجانب تمهيد الطريق لاستكشاف الإنسان للكوكب الأحمر مستقبلاً.

وتعتبر هذه المهمة هي الأولى من نوعها في جمع الصخور والرواسب المريخية وتخزينها، لإعادتها لاحقاً إلى الأرض.

الأكثر تطوراً

وتحمل بعثة “مارس 2020″، التي أقلعت في نهاية يوليو/تموز الماضي من فلوريدا، المسبار “برسفيرنس”، وهو الأكبر. والأكثر تطوراً بين المركبات التي أرسلت حتى اليوم إلى الكوكب الأحمر.

فيما بُني الروبوت الجديد الذي يبلغ وزنه طناً واحداً في مختبرات “جيت بروبالشن لابوراتري” الشهيرة، التابعة لـ”ناسا”.

وهو مجهز بذراع آلية طولها متران، وبما لا يقل عن 19 كاميرا، إضافة إلى جهازًي ميكروفون للمرة الأولى.

وبعد وصول الروبوت الجوال من دون أضرار، فإنه بذلك هو الخامس الذي ينجح في هذه الرحلة منذ العام 1997.

وكل هذه المسبارات أمريكية، ولا يزال واحد منها فحسب، وهو “كوريوسيتي”، ينفذ مهمته على الكوكب الأحمر.

إلا أن الصين وضعت، الأسبوع الماضي، مسبارها “تيانوين-1” في مدار المريخ، حاملاً الروبوت المسيّر ذا العجلات، الذي يتوقع أن يهبط على سطح المريخ بين مايو/أيار ويونيو/حزيران المقبلين.

نيزك مريخي يعود من سلطنة عمان لكوكبه

وفي سياق ذي صلة، سيتمكن النيزك المريخي “سيح الأحيمر” Sayh al Uhaymir 008 من العودة إلى موطنه الأصلي المريخ.

وهو على متن جوال Perseverance، الذي عثر عليه في محافظة الوسطى في سلطنة عمان عام 1999، وذلك وفق ما أعلنت وكالة “ناسا”.

وقال حساب “ناسا بالعربية”، وفق ما رصدت “وطن”: “النيزك المريخي الذي عثر عليه في سلطنة عمان يعود جزء منه إلى موطنه اليوم”.

النيزك المريخي الذي عُثر عليه في سلطنة عمان يعود جزء منه إلى موطنه اليوم😎 https://t.co/kW3FUB2dSN

— ناسا بالعربية (@Arabic_Nasa) February 18, 2021

وجاء ذلك تعليقاً على ما أورده ذات الحساب عام 2018 بشأن النيزك الذي عثر عليه في سلطنة عمان.

النيزك المريخي عُثر عليه في سلطنة عمان عام 1999 في محافظة الوسطى ويزن 8.58 كجم، ويحمل اسم "سيح الأحيمر 008". https://t.co/3uoCR4sW1T

— ناسا بالعربية (@Arabic_Nasa) February 20, 2018

أصل القصة

وقبل عدة أعوام، قالت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، إن نيزكاً مريخيًا عثر عليه في محافظة الوسطى بالسلطنة عام 1999م. ستعود قطعة منه إلى الكوكب الأحمر عام 2020م على متن الجوال الجديد الذي تقوم ببنائه حاليا ويعرف باسم “المريخ2020”

وقال عيسى آل الشيخ صاحب مبادرة ناسا بالعربية، إن النيزك الذي يزن حوالي 8.5 كجم قد عثر عليه في المنطقة التي تعرف باسم “سيح الأحيمر” في محافظة الوسطى.

وحسب قوله، فهو أحد النيازك التي يبلغ عددها 1741 نيزكا عثر عليها في محافظة الوسطى ومسجلة في قاعدة بيانات الجمعية الدولية للنيازك وعلوم الكواكب.

وأضاف آل الشيخ، أن الهدف من تلك القطعة التي سيحملها جوال “المريخ2020” هو استخدامها كهدف لمعايرة جهاز ليزر يحمله الجوال في نهاية ذراعه الروبوتية.

حيث تم اختيارها بسبب صلابتها كي تتحمل الاهتزازات العنيفة الناتجة عن إطلاق الصاروخ الذي يحمل الجوال إلى المريخ، وكذلك بسبب خصائصها الكيميائية المناسبة لحساسية جهاز الليزر الذي يحمله الجوال.

وأفاد بأن هناك قطعة أخرى من النيزك سيتم الاحتفاظ بها في مركز التحكم بالجوال على الأرض كي تستخدم لمعايرة النتائج القادمة من الجوال عندما يصبح على المريخ.

يُذكر أن الجوال هو آخر سلسلة جوالات مريخية قامت وكالة ناسا بإرسالها إلى الكوكب الأحمر بتعاون دولي لدراسة الكوكب ومعرفة تاريخه الجيولوجي ومدى إمكانية احتضانه لحياة سابقة أو حالية، ومن المخطط إطلاقه عام 2020.

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك