الرئيسية » الهدهد » موقع الأردن من الخلاف الخليجي والمصالحة.. الملك عبدالله سيلعب دورا هاما بالمرحلة المقبلة

موقع الأردن من الخلاف الخليجي والمصالحة.. الملك عبدالله سيلعب دورا هاما بالمرحلة المقبلة

من المعلوم أن الأزمة الخليجية التي نشبت عام 2017، بإعلان كل من السعودية والإمارات والبحرين ومعهم مصر. مقاطعة وحصار دولة قطر، أثرت على العلاقات بين طرفي الأزمة على عدة مستويات ولكن الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني سيستفيد من هذه الأزمة.

وازداد عمق هذا التأثير بمرور سنوات الحصار، وتفرعت منه عديد من القضايا. حسب ما نشر معهد “ريسبونسيبل ستيت كرافت” الأمريكي.

اتفاق المصالحة ليس كفيلاً ان ينهي كل المشكلات

لذا فليس من المنطق أن يكون اتفاق المصالحة الخليجية الذي جرى عقده في الخامس من يناير الجاري، في مدينة العلا السعودية خلال قمة مجلس التعاون الخليجي الواحدة والأربعين، كفيلاً بإنهاء كل تلك المشكلات وتفريعاتها في عشية وضحاها.

ولكن هناك بداية لحل هذه المشكلات تمثلت في الإعلان عن انتهاء الأزمة.

موقع الأردن من الخلاف الخليجي 

وذهبت المملكة الأردنية التي يقودها الملك عبدالله خلال سنوات المقاطعة إلى التجاوب مع الطرف الذي تقوده السعودية ضد دولة قطر. لتقرر عمان تخفيض علاقاتها مع الدوحة، ومن ثم إلغاء ترخيص عمل قناة الجزيرة القطرية في المملكة.

ورغم ذلك كانت السعودية تتطلع من الأردن إلى أن تقطع علاقاتها بشكل كامل مع قطر.

الأمر الذي أعاق بشكل أو بآخر الاستثمارات والمساعدات السعودية للأردن، حين كان الاقتصاد الأردني بحاجة لذلك.

وعلى سبيل المثال، تم في العام 2017، إنشاء صندوق الاستثمار السعودي الأردني من قبل صندوق الاستثمار العام في المملكة. و16 بنكاً تجارياً وإسلامياً أردنياً.

صندوق الاستثمار السعودي الأردني

ويقول الموقع الإلكتروني للصندوق: “يسعى الصندوق إلى الاستثمار في مشاريع قابلة للتطبيق على المدى الطويل. وإحداث تأثير اجتماعي واقتصادي واضح ومستدام في الأردن، ومواءمة أهدافه مع توجه الاستثمار الاستراتيجي السعودي في صندوق الاستثمار العام”.

ورغم هذا، تأخرت استثمارات المملكة العربية السعودية بمليارات الدولارات منذ أن تم تشكل الصندوق. كما رفضت السعودية تجديد حزمة مساعدات للأردن في نهاية العام 2017.

وفي عام 2018، أدت إجراءات التقشف المدعومة من صندوق النقد الدولي إلى احتجاجات واسعة النطاق في الأردن.

ونتج عن هذه الاحتجاجات استقالة رئيس الوزراء آنذاك “هاني الملقي”، بعد أن قدمها للملك عبدالله الثاني.

قمة مكة و2.5 مليار دولار للأردن

وعقدت السعودية والكويت والإمارات قمة في مكة وتعهدت بتقديم 2.5 مليار دولار للأردن.

واشتملت الحزمة على وديعة في البنك المركزي الأردني، وضمانات للبنك الدولي. ودعم الميزانية السنوية لمدة 5 أعوام، إضافة إلى مشاريع التنمية.

وفي حين أودعت دول الخليج أكثر من مليار دولار في البنك المركزي الأردني، لم تتحقق سوى القليل من وعود القمة.

تعهد الدوحة للأردن

وفي المقابل ومن جهة قطرية، تعهدت الدوحة بعد أيام قليلة من قمة مكة. بتوفير 10 آلاف فرصة عمل للأردنيين في دولة قطر، والاستثمار بمبلغ قدره نصف مليار دولار في الأردن.

وتعاني الحكومة الأردنية عجزا في الميزانية، و ارتفاعاً في نسب البطالة بين الشباب، ونموا اقتصاديا ضعيفا.

وفي حين أن هذه العقبات ليست جديدة، فقد تفاقمت في الأعوام الأخيرة بسبب تدفق المزيد من اللاجئين من مناطق الحرب مثل سوريا.

وتقدر الحكومة الأردنية أن ما يقرب من 1.4 ملايين سوري يعيشون في الأردن.

إعادة العلاقات مع الدوحة

وبالرغم من حرص الأردن على الحفاظ على علاقاته الطويلة مع دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، إلا أن ذلك لم يمنعه من استعادة العلاقات مع قطر عام 2019.

وأظهرت استعادة عمّان للعلاقات مع الدوحة رغبة الأردن في الحفاظ على نفس المسافة من جميع الأطراف المتنازعة. كما جاء ذلك تأكيدا على رغبة عمّان في الحفاظ على سياسة خارجية مستقلة.

الضغط على عمان  

وكان موقف الأردن من قمة العلا الخليجية إيجابيا، حيث رحبت عمان بالاتفاق الخليجي.

وقال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني “أيمن الصفدي”: إن “بيان العلا إنجاز كبير لرأب الصدع وإنهاء الأزمة الخليجية. واستئناف العلاقات الأخوية وعودتها إلى طبيعتها ما يعزز التضامن الخليجي والاستقرار. وكذلك تساهم هذه الخطوة في تعزيز التضامن العربي ودعم الجهود في مواجهة التحديات المشتركة”.

وقال “كيرتس رايان” أستاذ العلوم السياسية في جامعة “أبالاتشيان” الحكومية، ومؤلف كتاب “الأردن والانتفاضات العربية”. إن الأردن استقبل التقارب بين دول مجلس التعاون الخليجي بارتياح. حسب ترجمة “الخليج الجديد”.

توازن الأردن

وأضاف: “حاول الأردن تجنب الانحياز لطرف، والحفاظ على توازن خاص بين السعودية وقطر. وستضع المصالحة الخليجية حدا للضغوط على الأردن للحفاظ على هذا التوازن.

وقد اعتبر الأردن أن الأزمة إلهاء مؤسف منع جبهة عربية موحدة في مواجهة إجراءات ترامب وكوشنر المختلفة مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس”.

وقال “رايان”: “بالنسبة للأردن الذي يقوده الملك عبدالله الثاني، فإن العودة إلى العلاقات السعودية القطرية الوظيفية واستقرار مجلس التعاون الخليجي أمر مرحب به للغاية. ويوفر فرصة لزيادة المساعدات والاستثمارات الخليجية لعمّان، فضلا عن تحسين فرص العمل للأردنيين في الخليج، في وقت يعاني فيه الاقتصاد الأردني بشدة”.

وبالفعل، أعلنت وزارة النقل الأردنية في 12 يناير/كانون الثاني، رفع القيود المفروضة على عبور الشاحنات الأردنية إلى السعودية.

وقال وزير النقل “مروان خيطان”، في إفادة صحفية، إن الاتصالات جارية حاليا مع السلطات القطرية لمنح تأشيرات دخول للشاحنات والثلاجات الأردنية. وبالتالي، يبدو أن الفوائد التي عادت على الأردن سياسية واقتصادية.

وتجدر الإشارة إلى أن سفراء دول مجلس التعاون الخليجي في الأردن ناقشوا في 20 يناير/كانون الثاني. تطوير العلاقات الأردنية الخليجية وتعزيز التنسيق والتعاون في مختلف المجالات.

الأردن والملك عبدالله الثاني 

وتأتي المصالحة الخليجية بالتزامن مع تنصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن لفترة رئاسية جديدة لحكم الولايات المتحدة.

الرجل الذي من الواضح أنه يتمتع بعلاقة جيدة مع الملك عبد الله الثاني، هذه العلاقة التي قد تؤهل الملك عبدالله لأن يكون دوره أساسياً في المرحلة القادمة.

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد..

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.