الرئيسية » الهدهد » “هذا ما يحدث وحسبنا الله ونعم الوكيل”.. تسريب صوتي “يُدمي القلب” لمعتقل من الـ15 الذين أعدمهم السيسي

“هذا ما يحدث وحسبنا الله ونعم الوكيل”.. تسريب صوتي “يُدمي القلب” لمعتقل من الـ15 الذين أعدمهم السيسي

انتشر بين النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تسريبا صوتيا خطيرا نشره موقع  “عربي21″، لأحد المعتقلين المصريين الذين أعدموا أمس السبت. وكان قد سجله منذ فترة ويصف فيه معاناته اليومية في السجن.

 

مكان غير آدمي

المعتقل الراحل “ياسر الأباصيري” يتحدث في التسريب بشيء من التفصيل حول ظروف احتجازه. والأحداث اليومية التي يمر بها المعتقلون السياسيون داخل سجن برج العرب بالغربانيات بمحافظة الإسكندرية.

 

ويشار إلى أن السلطات المصرية نفذت أمس السبت حكم الإعدام بحق الأباصيري و14 عشر شخصا آخرين في قضيتي “أحداث مكتبة الإسكندرية” و”أجناد مصر 1″، بحسب منظمات حقوقية.

 

ويبدأ “الأباصيري” التسجيل بتعريف نفسه قائلا “أنا ياسر الأباصيري معتقل سياسي صدر ضدي حكم نهائي بالإعدام. بتهمة التظاهر والانضمام لجماعة. وأنا محبوس في زنزانة تبلغ مساحتها نحو مترين في مترين، ومعي فردين بداخلها”.

 

وأضاف “كل منا معه أربع بطانيات نفرشها على الأرض، وكل شخص ينام على مساحة 65 سنتيمترا تقريبا، وأنا أنام في المنتصف. وأضع على يميني ويساري كرتونة ورقية حتى نتفادى الأمراض، خاصة أننا ننام جميعا ملتصقين مع ببعضنا البعض”.

 

وتابع ياسر الأباصيري “نقوم بتعليق ملابسنا وكل شيء يخصنا من أدوية وأدوات نظافة وطعام في أعلى الزنزانة على شيء اسمه (سحورة). وهي عبارة عن ثقب في حائط الزنزانة ندخل فيه كيس، ونحن ثلاثة أشخاص في أعمار متقاربة. وكل فرد منا لديه طبيعة خاصة نحاول أن نتحمل بعضنا البعض، خاصة أننا نظل داخل الزنزانة لمدة 23 ساعة يوميا”.

 

الأنبوبة

ويوضح الأباصيري أنهم يخرجون للتريض ساعة واحدة فقط يوميا في مكان يُسمى “الأنبوبة”. وهو مكان مُغلق وضيق جدا طوله يبلغ نحو 24 مترا وعرضه نحو متر و60 سنتيمترا.

 

وعن هذا المكان يقول “نتنفس الصعداء عندما نخرج تلك الدقائق. وكأنك تعطي الأكسجين لشخص كاد أن يموت ليبقى على قيد الحياة، إلا أنك سرعان ما تحرمه من هذا الأكسجين”.

 

وبما أن عدد المحبوسين داخل السجن الذي يقبع فيه ياسر الأباصيري كبير جدا، سواء كانوا سياسيين أو جنائيين، فإن إدارة السجن تقوم بإخراج المحبوسين في ساعة التريض على مراحل وبالتناوب، حيث يخرج 24 معتقلا في كل مرة”.

 

وعن برنامجه اليومي داخل الزنزانة، يقول ياسر الأباصيري “نستيقظ في حوالي الساعة 8 أو 9 صباحا، ثم نصلي الضحى ونخرج للتريض. ثم نعود إلى الزنزانة لتناول الإفطار، وبعد ذلك نصلي الظهر، ونظل نقرأ القرآن أو نتناقش في أي موضوع حتى صلاة العصر. ونتسامر قليلا بيننا، وبعد ذلك نتناول وجبة الغذاء ثم ننتظر حتى تحين صلاة المغرب”.

 

قرآن وقيام ليل

وأوضح أن كل مُعتقل له وردا يوميا من القرآن الكريم. أو ربما نقرأ القرآن بشكل جماعي، وبعد ذلك يصلون العشاء ثم يعودون لقراءة القرآن، وهناك مَن يقوم بالحفظ وآخر يقوم بالتسميع.

 

ثم بعد ذلك يخلدون إلى النوم، ليستيقظوا قبل صلاة الفجر بقليل لصلاة القيام وتلاوة الأذكار حتى صلاة الفجر، وبعدها إلى النوم.

 

وعن زيارات الأهالي يقول الأباصيري “إذا ما سمحوا لنا بها نخرج لأهالينا ونحن مقيدو اليدين. ونجلس معهم نصف ساعة أو ساعة على الأكثر، ويكون هذا مرة واحدة شهريا أو مرتين على الأكثر على سبيل الاستثناء”.

 

وأضاف “ولكن لا نستطيع بالطبع أن نحضن أطفالنا أو أهالينا خلال دقائق الزيارة المعدودة بسبب القيود في أيدينا. والكل يعلم بكم المضايقات والإهانات التي نتعرض لها نحن وأهالينا خلال الزيارة”.

 

وأوضح ياسر الأباصيري قائلا إن “النساء اللائي يحضرن للزيارة يتعرضن أحيانا للتحرش اللفظي والجسدي من قبل أفراد الشرطة. خاصة بسبب التفتيش الذاتي الشديد لهن بالأيدي، فضلا عن منع إدخال الكثير من الأطعمة بزعم أن السجن يصرف لنا كل يوم تلك الأطعمة. التي غالبا ما تكون سيئة ولا تصلح للأكل”.

 

وعن علاج المرضى بالسجن، يقول الأباصيري إن طبيب السجن يمر عليهم كل فترة. وإذا ما وجد أن معتقلا تستدعي حالته الذهاب للمستشفى، يقوم بإخراجه للمستشفى ولكن بصعوبة كبيرة، ويذهب وهو مُقيد اليدين، وأحيانا لا يوجد أطباء داخل المستشفى من الأساس”.

 

وتابع  ياسر الأباصيري “وإذا كان هناك سجين يعاني من وضع صحي سيء يقوم جميع المعتقلين بالطرق على أبواب الزنازين بشدة حتى يسمع حرّاس السجن ويستجيبوا لنداءاتنا بضرورة نقله إلى المستشفى، وأحيانا يتعمد الحراس تجاهل نداءاتنا”.

 

وعن التفتيش الذي يحدث داخل السجن، يقول “يتم هذا الأمر من حين إلى آخر على نحو مفاجئ، إذ ربما نفاجأ ذات صباح بفتح الزنزانة علينا، ويخبرنا الحراس بأن هناك تفتيشا، فنخرج من الزنزانة، ليتم تفتيشنا ذاتيا بالأيدي ثم يقوم أفراد الأمن بتفتيش الزنزانة وقلبها بحثا عن بطاطين أو ملابس أو أدوية أو هواتف محمولة أو أي نقود مالية أو ملابس مخالفة للسجن.

 

واستطرد قائلا “ويحدث دوريا أن يكون هناك تفتيش من مصلحة السجون. وهذا أمر مختلف تماما؛ فعندها يأخذون كل شيء داخل الزنزانة تقريبا ويتركون لنا أشياء بسيطة للغاية. وهذا يحدث كل ثلاثة أشهر تقريبا”.

 

أما عن التعامل مع الحرّاس، يقول الأباصيري إن “هناك مجموعة من المُخبرين يديرون كل شيء داخل السجن. وهؤلاء عبارة عن آلات لتنفيذ أوامر الضباط فقط. ومجردون من أي مشاعر إنسانية”.

 

وبالنسبة للتعامل النقدي داخل السجن قال “كل شيء هنا داخل السجن يتم تداوله بما يسمى (البونات) التي تحل محل النقود. ونضعها في الأمانات لنشتري بها أشياء من كافتيريا السجن، لكن الأسعار دائما تكون أغلى من الأسعار خارج السجن بـحوالي 25 بالمئة. كما أن كل ما هو موجود داخل الكافتيريا يُمنع إدخاله لنا تماما في الزيارة حتى نضطر لشرائه لاحقا من كافتيريا السجن”.

 

وأضاف “كما أن متطلبات الزنزانة تكون على حساب المعتقلين. فعلى سبيل المثال لو حدثت أي أعطال في السباكة أو الكهرباء أو أي عطل آخر فإنه يتم إصلاحه على حسابنا الشخصي، فلا شيء يحدث مجانا”.

 

وأوضح ياسر الأباصيري أن هناك تعنتا شديدا من قبل الضباط تجاه أي مطلب للمعتقلين السياسيين. فهم دائما يرجعون إلى ضابط الأمن الوطني في أي شيء يتعلق بهم. سواء فيما يخص الإجراءات القانونية أو نقلهم من زنزانة لأخرى أو ما شابه ذلك، لكن ضابط الأمن الوطني يرفض جميع الطلبات، فلا أحد يفعل شيئا بالنسبة للمعتقلين السياسيين”.

 

واختتم “الأباصيري” تسريبه قائلا “هذه هي حياتنا أو مواتنا داخل المعتقلات، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وندعو الله أن يفرج عنا قريبا”.

 

اقرأ أيضا: هل استغل السيسي “الخائف والمرتبك” وفاة أمير الكويت لوقف التظاهرات التي هزت عرشه في مصر؟

 

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد..

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.