الرئيسية » الهدهد » ابن زايد والسيسي لم يستوعبا الصدمة بعد ويبحثان عن بديل لحفتر.. تركيا قلبت الطاولة وهذا المتوقع في الأيام المقبلة

ابن زايد والسيسي لم يستوعبا الصدمة بعد ويبحثان عن بديل لحفتر.. تركيا قلبت الطاولة وهذا المتوقع في الأيام المقبلة

تؤكد العديد من المؤشرات السياسية على أن هناك إجماعاً على إبعاد حفتر عن المشهد بصورة كلية حتى من مؤيديه وداعميه، وذلك بعد الهزيمة الساحقة التي لحقت به من قبل قوات الوفاق وسببت صدمة كبيرة لللإمارات ومصر لم تفق منها بعد.

وعلى مدى أكثر من 14 شهراً واصل حفتر محاولاته المتكررة “لحسم المعركة والدخول إلى قلب العاصمة” دون جدوى، ومع ازدياد الخسائر بين المدنيين وارتكاب ميليشياته لجرائم حرب متكررة رصدتها بعثة الأمم المتحدة، كان المجتمع الدولي يتدخل وتحدث مفاوضات وهدنة مؤقتة، ويتم التوصل لاتفاقات سرعان ما يضرب بها حفتر عُرض الحائط ويعاود الكرّة.

ومع الذكرى السنوية الأولى لبداية عدوان حفتر على العاصمة بدأ الموقف العسكري على الأرض في التحول بصورة واضحة، ومع نهاية مايو الماضي، والأيام الأولى من يونيو الجاري، تم حسم معركة طرابلس واندحرت ميليشيات حفتر وتقهقرت باتجاه الشرق، تطاردها قوات الوفاق، وفي هذا السياق العسكري جاءت مبادرة القاهرة، السبت 6 يونيو، والتي وافق فيها حفتر على وقف إطلاق النار، وجاء رفض حكومة الوفاق كما هو متوقع.

جنرال الإمارات انتهى للأبد

والآن تدور معركة سرت، وتزداد المطالبات الدولية بوقف إطلاق النار والعودة إلى خارطة الطريق السياسية التي كان قد تم التوصل إليها بالفعل وانقلب عليها حفتر، وبالتالي وبحسب تقرير تحليلي لـ”عربي بوست” فإن وجود حفتر على مائدة المفاوضات هذه المرة لن يكون مقبولاً بالمرة من جانب حكومة الوفاق وتركيا، بعد أن تكرر نكوصه عن الاتفاقات أكثر من مرة، لكن المؤشرات الصادرة عن المعسكر الداعم لحفتر تؤكد أيضاً أنه لم يعد مرغوباً في وجوده.

وبحسب التقرير ربما يكون المؤشر الأبرز على انتهاء دور حفتر تماماً هو التحول المصري الواضح تجاه زعيم الحرب الذي استقبله الرئيس المصري مرات كثيرة، وكان الرهان المصري على حفتر واضحاً ومفهوماً حتى في دوافعه، فالنظام المصري يتعامل مع الملف الليبي من منظور عدائه لتيار الإسلام السياسي أولاً وأخيراً، لكن الفشل الذريع لحفتر في عدوانه على طرابلس، إضافة لوقوف طموحات الرجل ذي الشخصية المثيرة للجدل حجر عثرة أمام الجهود المصرية لتوحيد قبائل شرق ليبيا، حسمت الأمور لصالح البحث عن بديل لحفتر.

ومنذ ظهوره بجوار السيسي وعقيله صالح أثناء الإعلان عن مبادرة القاهرة، أصبح حفتر مادة خصبة للتكهنات الإعلامية، حيث تحدثت تقارير عن أن السلطات المصرية قد وضعته رهن “الإقامة شبه الجبرية” لفترة محدودة، ثم نسبت وسائل إعلام، لسفارة فنزويلا في واشنطن أن “حفتر متواجد حالياً في فنزويلا”، واتضح أن ذلك غير صحيح، ثم زعم بعض الناشطين الليبيين أن حفتر عاد إلى مقره في منطقة الرجمة بمدينة بنغازي (شرق)، بعد توسط أطراف ليبية لإخراجه من الإقامة الجبرية بالقاهرة.

هل يكون البديل “سياسياً”؟

للوهلة الأولى يبدو عقيلة صالح البديل الجاهز للجلوس إلى مائدة المفاوضات، ممثِّلاً لشرق ليبيا، بديلاً لحفتر، وعلى الأرجح سيكون بديلاً مقبولاً لحكومة الوفاق والمجتمع الدولي، وعسكرياً يُعد رئيس أركان ميليشيا حفتر عبدالرزاق الناظوري، المقرب من عقيلة صالح، المرشح الأول لخلافة المهزوم على رأس ميليشياته، لكن هناك أسماء أخرى مطروحة على غرار فرج بوغالية، المقرب من حفتر، والمحسوب أيضاً على مصر، ومفتاح شقلوف الدرسي، قائد عمليات سرت، الذي رُقي من لواء إلى فريق، وقد يكون ذلك لتقديمه كخيار ثالث.

المؤشرات كلها تُرجح أن حفتر انتهى دوره في الملف الليبي إذن، وتظل مسألة التوقيت وكيفية الإعلان عن ذلك رهن عدة عوامل، أبرزها الاتفاق على بديل له يقبل به داعموه، إضافة إلى ضمان ألا يتسبب الجنرال المهزوم في إثارة مزيدٍ من الانقسامات في صفوف ميليشيات وقبائل شرق ليبيا.

وكانت صحيفة “اندبندنت” البريطانية، كشفت تفاصيل عملية نصب تعرض لها الجنرال الليبي المتمرد خليفة حفتر، مشيرةً إلى أن رجال أعمال أوروبيين، ومرتزقة، سرقوا عشرات ملايين الدولارات منه.

وأوضحت الصحيفة، أن رجال الأعمال ومن بينهم مواطنين بريطانيين، نصبوا على حفتر بمبالغ طائلة تسلّموها منه مقابل معدات وخدمات عسكرية لم يقدموها له.

ونقلت الصحيفة، عن مصادر لم تسمها، قولها إن حفتر دفع 55 مليون دولار على معدّات وأسلحة لم يستلمها، في عملية نصب كبرى تعرض لها المشير الليبي المدعوم من أبو ظبي والرياض والقاهرة.

ومن بين ما لم يستلمه حفتر رغم دفع ثمنه، طائرة هليكوبتر هجومية، وطائرة استطلاع، وسفينة حربية.!!

وعملية النصب التي تحدثت عنها “اندبندنت” تضاف للعملية الفاشلة التي تورطت فيها شركات أمنية تتخذ من الإمارات مقرا لها، عبر إرسال مرتزقة للقتال في ليبيا، قبل أن يفرّوا بقوارب إلى مالطا دون الشروع في مهامهم.

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “ابن زايد والسيسي لم يستوعبا الصدمة بعد ويبحثان عن بديل لحفتر.. تركيا قلبت الطاولة وهذا المتوقع في الأيام المقبلة”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.