كشف مصدر ليبي مطلع من برلمان طبرق، تفاصيل وضع الرئاسة المصرية للانقلابي الهارب خليفة حفتر تحت الإقامة شبه الجبرية ولفترة محدودة، وذلك وفق خطة وضعها جهاز المخابرات الحربية المصري.
وأوضح المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، وفق “عربي بوست”، أن من يقود العمليات في “الرجمة” حالياً، هو اللواء فرج بوغالية ونجلا خليفة حفتر “صدام وخالد”.
وأشار المصدر، إلى أن نجلي حفتر واللواء فرج بوغالية وعدداً من ضباط قبيلة الفرجان قاموا باعتقال عدد من الضباط في قاعدة الرجمة -مقر قيادة عمليات ميليشيات حفتر- لمنعهم من إعلان الانشقاق عن قوات حفتر والخروج للمنطقة الغربية.
وأوضح أن عقيلة صالح، رئيس برلمان طبرق، قام بترقية اللواء مفتاح شلوف الدرسي إلى رتبة فريق، لتقديمه كأحد الخيارات المطروحة البديلة لحفتر لدى الحلفاء الداعمين، بعدما رفضت المخابرات المصرية خيارين سابقين تقدم بهما صالح، هما الفريق عبدالرزاق الناظوري واللواء ونيس بوخمادة.
وأكد المصدر أن المخابرات الحربية المصرية سوف تدعم مبادرة عقيلة صالح، رئيس مجلس نواب طبرق، بإيقاف العمليات العسكرية بقيادة حفتر، بتقديم الأخير كشخصية مدنية في أي حوارات مقبلة بعد التوافق على البدء بها.
ممنوع من السفر
وأشار المصدر، إلى أن الرئاسة المصرية أجبرت حفتر على البقاء في مقر إقامته في القاهرة، تحت حراسة مشددة، ومنعته من العودة إلى ليبيا لضمان عدم قيامه بأية أعمال خارجة عن سيطرة السلطات المصرية من شأنها عرقلة جهود الدبلوماسية المصرية.
وشدد المصدر الليبي، على أن النظام المصري بقيادة عبدالفتاح السيسي قدم لحفتر ضمانات في المشهد المقبل، مشترطةً عليه الالتزام بالتعليمات، مبيناً أن رتلاً من السيارات المسلحة، بينها سيارات مدرعة تجاوزت 200 عربة مسلحة، انطلق السبت الماضي من معسكر الرجمة إلى قاعدة محمد نجيب المصرية في منطقة مطروح، دون معرفة أسباب خروجه.
وأكد أن المخابرات الحربية المصرية تحاول إيجاد بديل لحفتر في الرجمة، وإقناع قيادات برقة الاجتماعية والعسكرية بالقبول باللواء فرج بوغالية لقيادة المرحلة المقبلة، وذلك بتكليفه مؤقتاً بقيادة معسكر الرجمة.
أبناء حفتر يسرقون الملايين
وفي ذات السياق، أكد مصدر أمني محلي من مدينة بنغازي، وفق “عربي بوست”، أن أربع سيارات عسكرية تتبع صدام، نجل خليفة حفتر، حضرت إلى سوق الذهب (السوق الموازي لبيع العملة الأجنبية في بنغازي) كانت تحمل مبلغ 100 مليون دينار ليبي لتحويلها إلى دولارات أمريكية.
وأكد المصدر، أن ما تم تداوله عن زيارة حفتر السرية إلى فنزويلا ليس صحيحاً، وأنه من المرجح أن تكون الطائرة التابعة لحفتر قد نقلت هذه الأموال إلى حسابات سرية تابعة لحفتر ونجليه، وأن حفتر لم يكن على متنها، وإنما تم التمويه بهذا الخبر للتغطية على عملية نقل الأموال.
وأشار إلى أن العلاقات القديمة والقوية التي تربط بين فنزويلا ونظام القذافي مازالت مستمرة، وقد لا تسمح فنزويلا باسترداد الأموال منها حال تقدمت الدولة بمطالبات رسمية.
حفتر في مواجهة عقيلة
من جهته، قال النائب الأول لرئيس مجلس النواب بطرابلس، جلال الشويهدي، إن أعضاء مجلس النواب المجتمعين في طرابلس يرفضون رفضاً تاماً وجود خليفة حفتر في أي مفاوضات قادمة، ولن يكون في أي تسوية سياسية.
وأضاف النائب الأول: “إنني لا أعترف بمبادرة عقيلة صالح، لمباركته الحرب على طرابلس في أبريل/نيسان 2019″، معتبراً أن المبادرة هي محاولة لإنقاذ خليفة حفتر وبقايا برلمان طبرق.
هذا التصريح يتناغم مع ما أكده بعض المراقبين، وتحليلهم لتصريحات رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، بعد اتصاله مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قبل يوم من إعلان عقيلة مبادرته، حيث اعتبر تصريح السراج رفضاً للمبادرة، عندما أكد أن أي مبادرة ستكون من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه لميليشيات حفتر، ومحاولة تسويقه في أي مفاوضات قادمة، ولن يقيم أي توافق أو استقرار لليبيا.
خروج من المشهد
فيما يرى المحلل السياسي الليبي محمد فؤاد أن خليفة حفتر خرج من المشهد الليبي بعد هزيمته في طرابلس، مستدلاً بوصف الصحف الأجنبية له بالجنرال المهزوم.
وقال فؤاد، إن الثقل الآن أصبح على الدول الداعمة -مصر والإمارات وروسيا وحتى فرنسا- للتخلص من خليفة حفتر، لكن دون ضياع المنطقة الشرقية من ناحية، وخسارة موقف سياسي من ناحية أخرى مع حكومة الوفاق المعترف بها دولياً.
وتابع فؤاد: “أن الدول الداعمة ستُبقي على خليفة حفتر فترةً من الزمن، لحين الحصول على مَخرج وبديل له من ناحية، والحفاظ على موقف سياسي للاستمرار في المفاوضات من ناحية أخرى”.
وتوقع فؤاد أن يتخلص حلفاء حفتر منه بحجة المرض أو أي حجة أخرى، وأنه لن ينفى لأي مكان، كونه أصبح ثقيلاً عليهم، وأن التخلص منه أصبح أمراً ضرورياً للانتقال إلى مرحلة جديدة بطرق ووسائل مختلفة.
الجدير ذكره، أن خليفة حفتر زار القاهرة قبل عدة أيام والتقى رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أطلق مبادرة للحل في ليبيا تقوم على أساس وقف إطلاق النار بين كافة الأطراف.
ولم يستجب أي من الأطراف الليبية لمبادرة السيسي، فيما تتوالى الهزائم لمليشيات حفتر، الأمر الذي يهدد وجوده في ليبيا سياسياً وعسكرياً، فيما تواصل الإمارات محاولات انعكاشه بمواجهة حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً.
اضغات أحلام….!!