تعرض التلفزيون السعودي الرسمي، اليوم الأربعاء، لفضيحة جديدة، بسبب محاولته الترويج مجدداً لانقلاب قطر المزعوم، والذي حاول الذباب الإلكتروني السعودي والإماراتي الترويج له منذ عدة أيام.
ونشرت قناة الإخبارية السعودية الرسمية، على صفحتها بتويتر، مقطع فيديو، رصدته “وطن”، زعمت انه لاشتباكات عنيفة في قطر، قائلة: ” فيديو عاجل، أول فيديو صريح يظهر اشتباكاً شرساً في الدوحة ولا يعلم زمانه والسلطات القطرية تلتزم الصمت”.
وفضح مغردون القناة السعودية، والتي تأتمر بإمرة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كاشفين زيف الفيديو الذي نشرته القناة، معبرين عن سخريتهم من المحاولات الجديدة لترويج كذبة الانقلاب في قطر.
وقال المغرد الشهير زياد بنيامين: “التلفزيون السعودي الرسمي يدعم حملة تضليل سعودية على تويتر هي الثانية في أيام تتحدث عن وقوع انقلاب في #قطر مستعينا بفيديو يعود إلى فبراير الماضي أثناء إطلاق ألعاب نارية خلال مهرجان الوسمي للحدائق الذي اقيم في حديقة كتارا التي صور الفيديو بالقرب منها (حديقة القطيفية المغلقة حاليا)”.
فيما سخر الأكاديمي السعودي د.عبدالله بن عازب من نشر القناة السعودية الفيديو وقال: “أكرم الله بلاد الحرمين وأهلها ماذا تركت ل #الحميرالالكترونية. هذا المقطع من مهرجان كتارا للألعاب النارية .إعلام القطيع أخطر من #مناعه القطيع” .
بينما قال المغرد القطري الشهير “بوغانم” إنّ “استمرار الذباب السعودي بترويج #إنقلاب في قطر هو استمرار للفشل السعودي داخليا” ومازلت مصر بإن السعوديه تحاول بشتى الطرق ان تصدر مشاكلها الداخليه للخارج بسبب الغليان الداخلي بعد ان رفعت الضرائب على المواطن. حشى ذي مش انقلاب ذي شعائر الحج..!!”
ولوحظ أنّ كُتاباً وصحفيين ومغرّدين سعوديين بارزين تلقّفوا الفيديو، وبدأوا بتداوله على حساباتهم، ونسج تغريدات من مخيلاتهم لما يزعمون أنه “انقلاب” في قطر، ورصدت “وطن” جانباً من هؤلاء .
وفي وقت سابق، وقعت قناة “الإخبارية” السعودية في خطأ مهني فادح تسبب في فضيحة كبيرة لها، عقب نقلها تقريراً عن صحيفة عالمية ادعت أنه حول العمال في قطر، زاعمة أنهم باتوا مشردين ومتسولين، ليتضح بعد ذلك أن تقرير الصحيفة في الأساس حول العمال بالسعودية.
وقالت القناة السعودية التي تدار من داخل الديوان إن صحيفة “الغارديان” البريطانية نشرت تقريراً سلطت فيه الضوء على أوضاع العمال الأجانب في قطر، في ظل انعدام العمل والمال وأي فرص للحياة.
وتابعت القناة السعودية في حديثها: “اضطروا للتسول للحصول على الغذاء مع التداعيات الاقتصادية لكوفيد19 والاستغناء عن آلاف العمال، الظروف غير الصحية لعيش هؤلاء أدت لانتشار الإصابة بالفيروس في أوساطهم، فلماذا لا تقدم لهم الدولة لهم المساعدة في حين أنها ترسل مساعداتها المالية الكبيرة لدول العالم، لماذا يغيب الواجب الإنساني في هكذا ظرف”.
وقبل ايام، أكد موقع “كودا ستوري” الاميركي المتخصص بالتكنولوجيا، أنّ دولة قطر تعرضت لحملة الكترونية تروج لانقلاب في الوكرة شاركت بها الاف الحسابات على “تويتر” بناء على ٣ فيديوهات مفبركة.
وقال الموقع إن وسائل إعلام رفيعة المستوى بما في ذلك “إندبندنت عربية” وهي فرع سعودي لجريدة “إندبندنت” البريطانية حاولت اضفاء موثوقية على حملة الاخبار المزيفة للترويج عن انقلاب في قطر انطلاقا من الوكرة.
وذكر “كودا ستوري” أنّ خبراء الشؤون الخليجية كشفوا بسرعة أن “الانقلاب المزيف” في قطر هذا الأسبوع باعتباره جزءا من برنامج مستمر يهدف إلى تقويض سلطة الأسرة الحاكمة القطرية.
وفي يوم الاثنين أعادت آلاف من حسابات تويتر (ذباب إلكتروني) التغريد على مقاطع فيديو تزعم إطلاق أعيرة نارية في مدينة الوكرة القطرية الساحلية.
وزعمت المقاطع أن هناك خطة للإطاحة بأسرة آل ثاني الحاكمة .
كان مارك أوين جونز، أستاذ مساعد في دراسات الشرق الأوسط والعلوم الإنسانية الرقمية في جامعة حمد بن خليفة في الدوحة أول من اكتشف أن مقاطع الفيديو قد تم التلاعب بها وتم تسجيل مقاطع صوتية لطلقات نارية على اللقطات.
وقال جونز في مقابلة هاتفية: “أعتقد أنه يمكنك ربط حملات التضليل هذه بالأحداث الجارية في المملكة العربية السعودية والتي لا ندركها”.
وأضاف: “المعنى أنها تستهدف الجمهور المحلي في السعودية، لتشتيت انتباههم عن الوضع الاقتصادي هناك وانتشار الفيروس التاجي”.
وأوضح أن “هذه محاولة لإضفاء الشرعية على الحصار وأسبابه وتأثيره على حياة الناس”.