الرئيسية » تقارير » “عواقب خطيرة يمنعها السلطان قابوس”… لماذا يخشى الجميع موت سياسة الحياد وكيف سيجري اختيار خليفته

“عواقب خطيرة يمنعها السلطان قابوس”… لماذا يخشى الجميع موت سياسة الحياد وكيف سيجري اختيار خليفته

وطن- أجرت وكالة “سبوتنيكالروسية للأنباء حوارا مع عدد من المحللين والأكاديميين العُمانيين، لتحليل سياسة الحياد العُمانية ومصيرها بعيدًا عن شائعات وفاة السلطان قابوس أو سوء حالته الصحية، وبعيدًا عن اللغط المتداول بشأن الخلافات حول الشخصية التي ستخلفه على عرش السلطنة.

وفي ظل الظروف التي تمر بها عمان على مستوى اللغط حول كرسي السلطنة، بات من الضروري الإجابة عن عدة تساؤلات أهمها، هل من الممكن أن تتخلى عمان عن حيادها، وفي حال قامت بذلك كيف سيؤثر ذلك عليها وعلى القضايا الإقليمية التي تتولى وساطتها، وهل هناك خطورة على عمان من موت السلطان باعتباره رمانة ميزان السياسة العمانية؟

 حساب عُماني يُخرس مغرداً سعودياً شهيرا ادعى اتجاه الحكومة لإعلان خبر وفاة السلطان رسميا

ومعروف أن عمان حافظت على استقرارها رغم كل ما يحيط بها من أزمات وحروب، واستطاعت أن تلعب دورًا حيويًا على مر سنوات طوال، وأن تتبوأ موقع الوسيط النزيه الذي تلجأ الدول إليه لحل خلافاتها ورأب صدعها مع الدول المحيطة، ليس على المستوى العربي فقط، بل الدولي والإقليمي أيضًا.

الحياد نابع من ثقافة العُمانيين

وفي هذا السياق قال المحلل السياسي العماني عبد الله باعبود في حواره لـ”سبوتنيك”،  إن “سلطنة عمان دولة صغيرة في المنطقة، ومحدودة الإمكانيات، وسياسة الحياد التي تتبعها في القضايا الإقليمية والعربية، لا يمكن أن تتخلى عنها في يوم من الأيام، فهي نابعة من ثقافتها وتاريخها”.

وأضاف أن “السلطنة دائمًا لا تؤيد فكرة الأحلاف، ولا يمكنها أن تذهب إلى محور وتترك المحور الآخر، فالرواسخ العمانية تدفعها دائمًا في تجنب الصراعات، وعدم الدخول فيها غير بشكل سلمي للوساطة”.

وأما في بعض القضايا الإقليمية التي تمسها بشكل كبير، قال: “يمكن هنا أن يكون هناك بعض الاختلاف في مدى درجة الحياد التي تتبعها في هذه القضايا، أو ما الذي يمكن أن تفعله، أو لا تفعله في حل الصراعات، لكن لا يمكن أن تقف بجانب طرف على حساب الآخر”.

وتابع: “دائما تسعى سلطة عمان بقيادة السلطان قابوس إلى رأب الصدع، والتعاون السلمي، والقبول بالآخر مهما كانت درجات الاختلاف، وحل الأمور والخلافات المستعصية عن طريق الحوار”.

ما مخاطر انحياز عمان في سياساتها؟

أشار باعبود إلى أن “القوة والقيمة التي تحظى بها سلطنة عمان تأتي من الاستناد لسياسة الحياد، والتي نجحت بشكل كبير في تجنيب شعبها، صراعات المنطقة، وجعل لها دورًا ومكانة عالية ووزن ثقيل في العالم، ويقع على عاتقها حل المشاكل المعقدة بين الدول”.

وبشأن المخاطر المتوقعة حال تخلت عمان عن حيادها، أكد أن “السلطنة عانت كثيرًا من أزمات تاريخية طاحنة، وتعد من أكثر الدول التي شهدت حروبًا أهلية داخلية، وأن فكرة تخليها عن الحياد سيؤثر سلبيًا بشكل كبير ليس على عمان وشعبه فقط، بل على كل المنطقة التي لن تجد وسيطًا نزيهًا يرأب صدعها ويحل مشاكلها”.

السلطنة عانت كثيرًا من أزمات تاريخية طاحنة، وتعد من أكثر الدول التي شهدت حروبًا أهلية داخلية، الكل يعلم حجم هذه الصراعات وأثرها السلبي ليس على عمان وشعبه وحسب، بل على كل المنطقة، والتي لن تجد وسيطًا نزيهًا يرأب صدعها ومشاكلها”.

هل يمكن أن تتخلى عمان عن سياستها؟

من جانبه قال الباحث العماني في الشؤون الدولية، سالم الجهوري، إن “عمان لا يكن لها أن تتخلى عن هذا الحياد، لأنها تمارس إرثًا سياسيًا قديمًا، وليس ابتداع حديث، فهي تركز على محاور معينة في إدارتها السياسية مع القاصي والداني بعلاقاتها الخارجية، منذ القدم”.

وأضاف في تصريحات لـ “سبوتنيك”، أن “عمان كانت منفتحة على العالم، وهي من الدول العربية القلائل التي بدأت علاقاتها مع الولايات المتحدة بعد أن اعترفت بها منذ أكثر من 270 عامًا، وأرسلت أول سفير لها إلى نيويورك، عبر سفينة سلطانية وهو السفير أحمد بن نعمان الكعبي، اعترافًا منها بقيام أمريكا”.

وتابع: “هذه الخطوات التاريخية استطاعت أن تؤسس مجدًا سياسيًا دبلوماسيًا على مضى قرون طويلة، وبالتالي هذه السياسة نهج في القيادة العماني”.

ومضى قائلًا: “في نظري لن تتغير السياسة، لمقومات عدة منها موقع عمان الجغرافي والذي يجعلها حلقة بين الشرق والغرب، وبين الشمال والجنوب، وأنها أيضًا قريبة من الحضارات التي قامت سواء كانت في الحضارة الفارسية أو الحضارة الفنيقية القديمة، والفرعونية، السلطنة كانت على تواصل مع هذه الحضارات أيضا وملوكها، كانت الوحيدة تقريبا مع اليمن في الجزيرة العربية خلال القرون الماضية”.

لماذا يخشى العمانيون موت السلطان وهل هو الضامن لنهج السلطنة؟

وأضاف الجهوري: “لا خوف على سلاسة انتقال السلطة في عمان الأمور مرتبة منذ فترة طويلة، وهناك نظام أساسي للدولة العمانية وهو في حالة وفاة أي من السلاطين هناك خياران؛ إما أن تجتمع العائلة المالكة وتختار من تراه مناسبًا، وهذا نهج شورى قديم، والخيار الثاني في حال لم تتفق العائلة يتم بعد 3 أيام فتح الوصية التي تركها السلطان الراحل، وهناك اسم مرشح لقيادة الدولة عليهم الاحتكام إليه ومبياعته، وهذه الفلسفة هي التي قامت عليها الدولة العمانية منذ قرون طويلة”.

أما عن مسألة تغير السياسية بتغير السلطان، قال: “مهما اختلفت الوجوه التي تدير السياسية، سيظل النهج مستمرا لأن السلطنة تدرك أن العلاقات الجيدة والمتينة ذات المصالح الشتركة والخالية من الأجندات والمصالح، تستطيع أن ترتقي مع الأمم، وتستطيع أيضا أن تخلق الفرص بين شعبي أي دولتين”.

واتفق المحلل السياسي العماني عبد الله باعبود في نفس النقطة، حيث أكد أن “أحدًا لا يمكن أن ينكر فكر ورؤية السلطان قابوس، لكن هذا لم يأت من فراغ، بل نابعين من المقومات العمانية المتعلقة بالجغرافيا والإمكانيات والتاريخ”.

ومضى بالقول: “هذه السياسة متأصلة في ثقافة عمان ولو حدث أي تغيير في منصب القائد سيكون هناك اختلاف طفيف لأن لكل شخص دوره ورأيه، لكن لا يمكن أن يصل لدرجة التخلي عن سياسة هي من مقدارت الدولة وتاريخها، ونابع من مجتمعها”.

سلطنة عمان وسياسة واضحة

ومنذ تولي السلطان قابوس السلطة في عام 1970، أعلن الخطوط الرئيسة لسياسته الخارجية وذكر أنها مبنية على حسن الجوار مع كافة الدول العربية، وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية، وتدعيم علاقات عمان معهم جميعًا، وإقامة علاقات ودية مع سائر دول العالم، والوقوف مع القضايا العربية والإسلامية ومناصرتها فى كل المجالات، وأوضح أنه يؤمن بالحياد الإيجابي ويناصره تمامًا.

 ورغم الخلافات التي دبت في الشرق الأوسط، نأت عمان بنفسها عنها والتزمت الحياد، فرفضت المشاركة في التحالف العربي الذي تقوده الإمارات والسعودية في اليمن واستقبلت اجتماعت عدة للحوثين ووفد الحكومة لرأب الصدع، ولم تشارك بالمقاطعة العربية والخليجية مع قطر وتوسطت لحل الأزمة، ولها علاقات قوية مع إيران وكذلك أمريكا وتدخلت لحل الصراع النووي، ومع إسرائيل وفلسطين، وغير ذلك مع كل الدول.

 وليس للسلطان أي أبناء لذلك ليس هناك وريث واضح كما أنه لم يختر وليا للعرش طوال سنوات حكمة لكنه سجل رغبته في تحديد خليفته في خطاب سري مغلق موجه لمجلس عائلة آل سعيد الحاكمة والتي يتداول أبناؤها حكم البلاد منذ منتصف القرن الثامن عشر.

ووفقاً للمادة 6 من الدستور العماني، فإن الأسرة الحاكمة مكفّلة بتعيين حاكم جديد للبلاد بعد مضي ثلاث أيام من عزل أو وفاة السلطان الموجود ولم يتم تعيين أحد بدلاً منه، فإذا لم يتمكن أعضاء مجلس الشورى الملكي من انتخاب خليفة للسلطان فإن مجلس الشورى الدفاعي العماني سينتخب أحدا ممن اختارهم الملك قابوس في وثيقته.

تغريدة مُثيرة لكاتب قطري معروف عن طريقة انتقال الحكم في سلطنة عمان بعد وفاة السلطان قابوس

قد يعجبك أيضاً

3 رأي حول ““عواقب خطيرة يمنعها السلطان قابوس”… لماذا يخشى الجميع موت سياسة الحياد وكيف سيجري اختيار خليفته”

  1. يقول المحلل الظفاري باعبود : ( سلطنة عمان دولة صغيرة في المنطقة، ومحدودة الإمكانيات،) !!!! غريبة ! ما هي اللي كانت تقود ولا تقاد! خخخخخخخخخخخ! صراحة شيئا ما تغير فعليا في هذه الدويلة الكانتون وبدأوا يدخلون عصر العقل ! نعم بالفعل انتهى عصر حاكمهم وسيبدأ عهد التعقل! لو قلت بالمختصر بلد فقير يفتك به البطالة والفقر والعوز والتخلف والميزانية منهارة والثروات منهوبة ومسروقة فقط نملك منافقين ومتملقين فوق الوصف ومغردين يعبرون عن جو مخملي أكبر من المدينة الفاضلة1 هعععععع1 مسقط وعمان بعد أيام ليست هي التي كانت ! ويا خبر اليوم بفلوس بكرة ببلاش! خخخخخخخ

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.