علق محمد بن راشد حاكم دبي لأول مرة على أزمة الصحافي السعودي المغدور جمال خاشقجي، واغتياله في قنصلية بلاده بإسطنبول يوم 2 أكتوبر الماضي على أيدي مساعدين لولي العهد السعودي.
وفي حواره مع صحيفة “الشرق الأوسط” بالتزامن مع زيارة “ابن سلمان” للإمارات في أول جولة خارجية له تهدف لتلميع صورته بعد تبعات جريمته البشعة، أكد “ابن راشد” لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية، أن الإمارات متضامنة مع السعودية بشكل كامل في قضية مقتل خاشقجي.
وقال: “نحن دائما مع السعودية في السراء والضراء، وعلاقاتنا الثنائية تتعزز تحت مظلة مجلس التنسيق السعودي — الإماراتي”.
وقال حاكم دبي إن “التوتر في المنطقة العربية ليس جديدا ومع ذلك لم تتوقف عجلة التنمية وتدفق الاستثمارات”، مضيفا أنه يتفق مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على أن منطقة الشرق الأوسط يمكن أن تكون “أوروبا جديدة”.
وخلال الحوار، نفى محمد بن راشد أن تكون الإمارات “تأثرت بالإجراءات الحمائية الأمريكية”، قائلا في هذا الصدد إن “هذه الإجراءات تطرح تحديات كبيرة على نظام التجارة العالمي ومنظمة التجارة العالمية والعولمة”، حسب تعبيره.
طلب غريب لـ” القذافي”
وفي سياق آخر بنفس الحوار قال حاكم دبي، لصحيفة “الشرق الأوسط”: ” إنه بعد اعتراف ليبيا ببرنامجها النووي تلقيت من القذافي اتصالا قال لي فيه: “أريد طرابلس مثل دبي وأن تكون العاصمة الاقتصادية لإفريقيا”.
وأشار إلى اللقاء الذي جمعه بالقذافي في خيمة بمدينة سرت، مؤكدا أن الزعيم الليبي قال: “أنا قمت بثورة شعبية وأنت قمت بثورة اقتصادية، وأريد الآن القيام بثورة اقتصادية تبدأ من طرابلس”.
وكشف ابن راشد، أن دبي أرسلت فريقا أعد دراسات ليتحول مطار معيتيقة إلى عاصمة جديدة، وجهزت دراسات للمدارس والمستشفيات ولمركز مالي ومشاريع للبنية التحتية، مشيرا إلى أن النظام الليبي لم يكن جاهزا لاستقبال تجربة من هذا النوع.
وقال حاكم دبي: “البطء القاتل في القرار والتنفيذ وتنافس اللجان والأجهزة ونذر الفساد كلها عوامل دفعت الوفد الإماراتي إلى الانسحاب، فغاب مشروع كان يمكن أن يجنب ليبيا مصيرها الحالي القاتم”.
(وأشار إلى اللقاء الذي جمعه بالقذافي في خيمة بمدينة سرت، مؤكدا أن الزعيم الليبي قال: “أنا قمت بثورة شعبية وأنت قمت بثورة اقتصادية، وأريد الآن القيام بثورة اقتصادية تبدأ من طرابلس) ! لو هو قام بثورة شعبية لتطورت ليبيا في كل المجالات وأولها فكر الانسان فالسياسة ثم الاقتصاد! ولو انت قمت بثورة اقتصادية لكانت دبي اليوم على الأقل 70% من قوتها البشرية إماراتية أو عربية! لكن هو قام بإنقلاب عسكري على ملك مريض منتهي صلاحيته وانت وظفت الأموال وحققت المنجزات في جوانب والاخفاقات في جوانب أخرى مثل أية تجربة ! والتطور الاقتصادي مهما كان لن يقف أمام الثورات الشعبية فالبشر أهم من الحجر والعمران وناطحات السحاب فالكرامة الإنسانية والحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة فوق كل اعتبار ! وكلمة الشعوب أقوى من الحكومات!