الرئيسية » تحرر الكلام » كشف حساب للأزمة الخليجية

كشف حساب للأزمة الخليجية

سياسيا : استمرت علاقات قطر الاقليميه والدوليه بذات القوه بل وزادت وتشعبت ، كانت ردة فعل الدول اقليميا وعالميا على اثارة الازمه اما التضامن مع قطر او عدم ادانتها بشيئ لأنه اصلا لم يقدم اي ادله على ضلوع قطر بالارهاب او زعزعة الامن من قبل دول الحصار،ويعد هذا نجاحا للدبلوماسيه القطريه والذي كشف فشل الدبلوماسيه للرباعيه ،تم توقيع المزيد من الاتفاقيات الامنيه والعسكريه وغيرها وتبادل الزيارات بين الحكومه القطريه وحكومات العالم اشادت من خلالها الاخيره بسياسة قطر الثابته والداعمه لمحاربة الارهاب والاستقرار والسلم الدولي وعلى رأسهم حكومة ترامب

اقتصاديا : كانت اثارة الازمه دافع قوي لقطر وبمثابة جرس انذار  اذ سارعت الخطى وانشأت بوقت قياسي المزيد من المصانع والمعامل والمزارع بأنواعها لتحقيق الاكتفاء الذاتي وركزت على رفع مستوى القوى البشريه وشحذ الهمم الوطنيه لتتحول لخلية نحل لا تمل من الانتاج ولا تمل ،كما سارعت بإفتتاح ميناء حمد الدولي وفتحت قنوات بحريه جديده مع دول شقيقه وصديقه لم تكن تفكر فيها قبل الازمه ،تنوعت مصادر الاستيراد والملاحه لدرجة ان اصبحت الدول تننافس على التصدير لقطر او الإستيراد منها،وعلى ذكر الاستيراد يذكر ان قطر بسبب الازمه تحولت من مستورد رئيسي يساعده بنسبة بسيطه الانتاج المحلي الى شبه مكتفي ذاتي بل ويصدر بعض انتاجه للخارج ،سجلت كل قطاعات الاقتصاد بقطر نموا بمختلف انواعها واستقرارا بعمل البنك المركزي والبنوك الأخرى

إجتماعيا : لم تكن الدوحه يوم من الايام بأفضل ترابط وتلاحم وتكاتف واتحاد إجتماعي مثل بداية إفتعال الازمه ومع استمرارها، تماسك المجتمع بشكل رائع وإلتف حول قيادته وعلى رأسها الشيخ تميم بن حمد ال ثاني بشكل يفوق الوصف الامر الذي اشاد به كل العالم حتى ان الرئيس ترامب قال حين التقى الامير تميم في واشنطن ان الشيخ تميم رجل يحبه شعبه كثيرا ،كما نالت الدوحه تعاطفا شعبيا كبيرا من شعوب الخليج والعالم وحتى من شعوب دول الحصار ذاتها برغم سن الاخيره قانون التعاطف

كما ان ردود الفعل المتسمه بالأخلاق العاليه للشعب والحكومه القطريه استفزت الجانب الاخر فبادر بأفعال مشينه كشفت للعالم ضحالته الثقافيه والاخلاقيه وبكافة المستويات وشعرت شعوب المنطقه والعالم بالسخط والاشمئزاز من تصرفات الكثير من الاشخاص ومسؤولين دول الرباعيه وخصوصا تجاوزهم للاعراف والعادات واستخدامهم الاسلوب السوقي المنحدر ناهيك عن الطعن بالاعراض والاصول  كما نزعت الازمه الاقنعه عن اشخاص كانت الناس تعتبرهم افاضل ومثال للإقتداء بمنطقة الخليج

اعلاميا:من باب الفعل ورد الفعل كانت الازمه بمثابة دخول قناة الجزيره بمناورات لتقييم قدراتها وتطويرها ،فتحت ملفات ما كانت لتفتحها لولا الاعتداء على قطر بالفبركه والشيطنه محبة واحترام للاشقاء ومحاكاة لعدم التدخل بالشؤون الداخليه،ففضحت الكثير من المعلومات التي شوهت سمعة  الدول المحاصره لقطر امام العالم اجمع واحرجتها ولم يكن العالم يعرفها،رد فعل الجزيره كشف ضعف نظيراتها وتوابعها بدول الحصار الثقافي والمهني والاخلاقي،وبهذا أظهرت قناة الجزيره قوة وتأثير قطر بمجال الاعلام اقليميا وعالميا

قانونيا:كشفت الازمه مدى إلتزام قطر بالقوانين والتعامل معها بحرفيه ودرايه ،كما اتضح للعالم عدم التزام دول الحصار بالقوانين الدوليه وتؤكد تصرفاتهم ثم خسارتهم قضايا رفعتها قطر للمؤسسات الدوليه كالطيران المدني وحقوق الانسان وحقوق بث بمجال الرياضه انهم ليس لديهم درايه كامله بالقوانين واللوائح ولا يملكون الخبره الكافيه للتعامل معها

من كشف الحساب هذا وبعيدا عن العواطف والعلاقات والدين والمخطئ والمصيب ،فقط من منطلق الربح والخساره يدل اثارة الازمه على ان دول الحصار بلا استراتيجيه ولا إعداد العده والاخذ بالاسباب وتغيب عنها القراءه الصحيحه للاوضاع بمختلف مجالاتها  ومنها ما ذكرناه اعلاه

 

بقلم : مياح غانم العنزي

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.